بحث

الكاردينال بيشو خلال المؤتمر الصحفي الكاردينال بيشو خلال المؤتمر الصحفي 

الكاردينال بيشو يشدد على أهمية التلاقي من أجل تخطي الخوف

أكد رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال جوفاني أنجيلو بيشو أن الخوف الذي يشعر به الناس اليوم يمكن التغلب عليه من خلال ثقافة التلاقي مشيرا إلى وجود خوف من فقدان الحماية ومن الشخص القريب والبعيد على حد سواء.

جاءت كلمات نيافته خلال مشاركته في مؤتمر صحفي عُقد في روما لمناسبة كتاب جديد أصدره وزير الداخلية الإيطالية السابق والنائب في الحزب الديمقراطي الإيطالي ماركو مينّيتي تحت عنوان "الأمن حرية. الإرهاب والهجرة: ضد صناعة الخوف". وقد شارك في المؤتمر الصحفي أيضا فالتر فلتروني، الصحفي والكاتب والمخرج وعمدة روما الأسبق فضلا عن السيدة لوتشيا أنونسياتا، مديرة موقع هافينغتون بوست إيطاليا.

قال الكاردينال بيشو في مداخلته إن الأشخاص يشعرون اليوم بالخوف على الرغم من ارتفاع معدّل الأمن قياسا مع الأجيال السابقة لافتا إلى أن الأسباب الكامنة وراء هذا الخوف متعددة، من بينها مشكلة انعدام فرص العمل والقلق حيال المستقبل. كما أن هناك سببا آخر يتمثل فيما يُسمى بـ"أزمة معنى الحياة". وأضاف نيافته أن مجتمعاتنا اليوم غالبا ما تفتقر إلى معنى الحياة، لأن الأشخاص فقدوا المثل العليا وباتوا منغلقين على أنفسهم. وأشار إلى أن إيطاليا، حيث وُلد وترعرع، كانت فقيرة في الماضي، وعلى الرغم من هذا الفقر المادي كان المجتمع مفعما بالمثل والمبادئ. أما اليوم فبات المجتمع غنياً مادياً لكنه يفتقر إلى المثل، لذا يشعر الأشخاص بغياب الأمن والحماية.

بعدها شدد رئيس مجمع دعاوى القديسين على أهمية الحوار وقال إننا مدعوون جميعا إلى الحوار مع الآخرين على الرغم من الخوف والسعي إلى إيجاد أجوبة على التساؤلات بشأن معنى الحياة. وسلط الضوء في هذا السياق على الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس "فرح الإنجيل" الذي حثّ المؤمنين على أهمية الخروج من تقوقعهم داخل الأوساط الكنسية والمؤسسات من أجل التلاقي مع الأشخاص. ولفت نيافته إلى أنه من خلال التعرف على الناس يسعى رجال ونساء الكنيسة إلى تقديم أجوبة على تساؤلاتهم الوجودية كما لا بد أن يتجاوب عالم السياسة مع المتطلبات الأساسية لحياة الإنسان، لاسيما المتعلق منها بالعمل والتعليم والصحة.

وفي معرض حديثه عن الهجرة اعتبر الكاردينال بيشو أن إجراءات الاستضافة والدمج ينبغي أن تتماشى مع التزام ملائم في القارة الأفريقية، وقال إن الهجرة ظاهرة تاريخية لن تتوقف، لكن يمكن أن تُنظم فقط إذا تم العمل في البلدان التي ينطلق منها هؤلاء المهاجرون.  وأشاد أيضا بالمواقف التي أعلن عنها النائب ووزير الداخلية السابق مينيتي والتي تلقى تقاسماً في مختلف الأوساط السياسية الأوروبية والمتمثلة في إطلاق استثمارات في الدول الأفريقية عوضاً عن الاكتفاء بمساعدة تلك الحكومات. ورأى نيافته أنه من خلال هذه الطريقة فقط يمكن أن توفَّر فرص عمل للشبان الأفارقة.

ولم تخل مداخلة رئيس مجمع دعاوى القديسين من الإشارة إلى التعاون الممتاز القائم على هذا الصعيد بين الكرسي الرسولي والدولة الإيطالية، وذكّر في هذا السياق بالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في العام 2015 عندما كان النائب مينيتي وكيلا لرئاسة مجلس الوزراء الإيطالي، والكاردينال بيشو مسؤولا عن الشؤون العامة في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان. وختم نيافته مداخلته خلال المؤتمر الصحفي قائلا إن ذلك البلد الأفريقي كان يعاني من أعمال العنف في تلك المرحلة، وكان يُخشى أن تُلغى زيارة البابا في اللحظة الأخيرة لأسباب أمنية وأوضح أنه عشية بداية الزيارة المنتظرة عُقد اجتماع وتم الحصول على ضمانات من حكومة بانغي، قرر البابا فرنسيس على أثرها أن يقوم بزيارته إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.    

08 نوفمبر 2018, 15:02