بحث

رئيس المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلا رئيس المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلا 

مقابلة مع رئيس الأساقفة فيزيكيلا بشأن قرار البابا المتعلق بعقوبة الإعدام

على أثر موافقة البابا فرنسيس على نص جديد للعدد ألفين ومائتين وسبعة وستين من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية والمتعلق بقضية عقوبة الموت، ليؤكد أنه لا يمكن القبول بهذه العقوبة نظرا لكونها اعتداءً على كرامة الشخص البشري، أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلا.

اعتبر سيادته أن القرار الذي اتخذه البابا فرنسيس يشكل "تطورا عقائدياً" موضحا أن المحتوى الجديد ومع أنه يشكل استمرارية لتعاليم البابوين السابقين يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر يُظهر أن وديعة الإيمان ينبغي أن تُحفظ وأن تُطور في الآن معا لذا شكّل قرار البابا برغوليو خطوة إلى الأمام على هذا الصعيد وأراد أن يؤكد أن عقوبة الإعدام غير مقبولة، وجاءت كلماته هذه بطريقة واضحة لا لبس فيها ولا تترك مجالا للشك أو التأويل.

وأشار رئيس الأساقفة فيزيكيلا إلى حصول تقدم في المحتوى الإيماني، لافتا إلى أن فرنسيس أراد أن ينطلق من مبدأ احترام كرامة الشخص البشري.  وأضاف أن حماية الإنسان تبقى مبدأ أساسيا بالنسبة للخلقية الكاثوليكية مشيرا إلى وجود منظومات حديثة للاعتقال باتت متوفرة اليوم لدى الدول الديمقراطية وغير الديمقراطية على حد سواء. كما يرى البابا أن كل إنسان مهما كانت فعلته ينبغي ألا يُحرم من فرصة إعادة التأهيل وإعادة الاندماج في النسيج الاجتماعي. وهذا الأمر يتطلب من جانب السلطات المعنية تعزيز هذا البعد ومن جانب الجاني أن يكون مستعداً للانخراط في عملية إعادة التأهيل.

وأكد فيزيكيلا أنه على الرغم من خطورة الجريمة التي يرتكبها القاتل، ينبغي ألا يُحرم من الانفتاح على الأمل انطلاقا من مبدأ الدفاع عن كرامة كل كائن بشري. لذا يجب أن يتمتع كل شخص بإمكانية البداية مجددا وعيش حياة جديدة. وأشار سيادته إلى وجود العديد من الأمثلة على أشخاص ارتكبوا جرائم من هذا النوع لكن تابوا وتغيّرت حياتهم واختبروا المصالحة بين الجاني والضحية أو عائلات الضحية.

هذا ثم ذكّر المسؤول الفاتيكاني في ختام كلمته بالخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس في الحادي عشر من تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي خلال مشاركته في مؤتمر نظمه المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل عندما أكد فرنسيس أن التقليد الكنسي حيّ بطبيعته، وهذا الأمر يتماشى مع توجيهات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.

تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا أكد في تلك المناسبة أن كل شخص يتمتع بكرامة بشرية لا يمكن المساس بها حتى القاتل، لأن الله هو أب ينتظر على الدوام عودة الابن الذي يعلم أنه أخطأ وينوي أن يبدأ من جديد ويعيش حياة جديدة. كما لا يمكن أن يُحرم أي شخص من الحق في أن يتوب عن فعلته وينخرط مجددا في المجتمع ليعود ذلك بالنفع على الجماعة بأسرها. وذكّر البابا في هذا السياق بأن الناس كانوا يلجئون في الماضي إلى هذا النوع من العقوبة نظرا لغياب النضج الاجتماعي من جهة وعدم توفر الأدوات اللازمة لضمان الأمن والحماية من جهة أخرى.

04 أغسطس 2018, 11:47