بحث

البابا فرنسيس يفتتح مدرسة الصلاة مع ٢٠٠ طفل في رعية في ضواحي روما

البابا فرنسيس في رعية القديس جوفاني ماريا فياني، في منطقة بورغيزيانا، يفتتح "مدرسة الصلاة" مع الأطفال الذين يستعدون للمناولة الأولى لسنة الصلاة في ضوء سنة اليوبيل. حوالي ساعة من الأسئلة والأجوبة حول مواضيع الحياة والموت، أهمية الصلاة وغيرها.

مع الأولاد والبنات من المدارس الابتدائية والمتوسطة، الذين يستعدون للمناولة الأولى، أمضى خورخي ماريو بيرغوليو حوالي ساعة في افتتاح "مدرسة الصلاة"، وهي الأولى من سلسلة طويلة من اللقاءات التي ستميِّز سنة الصلاة التي بدأت كتحضير روحي للسنة المقدسة ٢٠٢٥. سلسلة جديدة تربط بشكل مثالي اليوبيل القادم بيوبيل الرحمة لعام ٢٠١٦ مع سلسلة "جمعة الرحمة" المبادرة التي حملت البابا فرنسيس، جمعة واحدة كل شهر لمدة عام، بشكل غير متوقع إلى مكان في العاصمة لكي يلتقي الأشخاص الذين يعيشون على الهامش أو في ظروف صعبة. ولكن في هذه السلسلة من اللقاءات أراد البابا فرنسيس أن يبدأ مع الأطفال. أطفال رعية القديس جوفاني ماريا فياني الذين لم يسمحوا بأن يُخجلهم أستاذ التعليم المسيحي غير العادي الذي جاء إلى الرعية وطرحوا عليه أسئلتهم - المفاجئة في سذاجتهم - حول الموت، حول المودة للعائلة والأصدقاء، حول آلام وأفراح الحياة، وحول أهمية الصلاة.

قال البابا فرنسيس "أنا لن ألقي عليكم خطاباً لأنني ممل، ولكنني سأجيب على أسئلتكم". وهكذا فعل لحوالي ساعة تقريبًا، مكررًا لهم الكلمات التي عليهم أن يحفظوها دائمًا في أذهانهم ("شكرًا، عن إذنك، آسف")، مشيرًا إلى من يجب عليه الإجابة ("أنت قد تحدثت، ليُجب شخص آخر!")، داعيًا هكذا الأطفال الخجولين لكي يتحلّوا بالشجاعة ("تعال هنا، وقل ذلك في الميكروفون") أو من خلال شكره للأطفال الذين طرحوا أسئلة مفصلة ("أنت ذكي، أنت فيلسوف").

أراد البابا فرنسيس بشكل خاص أن يعيد التأكيد للأطفال على أهمية "أن يقولوا شكرًا على كل شيء": للآباء والأصدقاء والمعلمين وأساتذة التعليم المسيحي، ولكن قبل كل شيء لله. "من المهم أن نقول شكرًا على كل شيء. على سبيل المثال، إذا دخلت منزل شخص ما ولم تقل شكرًا ومن ثمَّ عن إذنك، أو لم تلقي التحية، فهل هذا لطيف؟". الكلمة الأولى إذن هي "شكرًا"، أما الكلمة الثانية فهي "عن إذنك"، والثالثة "آسف": "هل الشخص الذي لا يقول آسف أبدًا هو شخص جيد؟ من الصعب أن نقول أنا آسف، وأحيانا يكون السبب الخجل أو الكبرياء. ولكن من المهم أن نعرف كيف نعتذر عندما نخطئ. ثلاث كلمات: شكرًا، عن إذنك، آسف".

البابا فرنسيس يفتتح مدرسة الصلاة مع ٢٠٠ طفل في رعية في ضواحي روما
البابا فرنسيس يفتتح مدرسة الصلاة مع ٢٠٠ طفل في رعية في ضواحي روما

محوري في الحوار موضوع الصلاة: والتي كما قال البابا لا يجب أن تغيب أبدًا حتى في "اللحظات المظلمة" من الحياة. "وما هي هذه اللحظات؟". صرخ الأطفال: "عندما يموت شخص ما، أو عندما يفقد شخص وعيه، أو عندما تتجادل مع صديق". وأحد الأسئلة المؤثِّرة كان سؤال أليتشيه: "كيف يمكنني أن أشكر الرب في المرض؟". قال البابا "حتى في اللحظات المظلمة، علينا أن نشكر الرب، لأنه يمنحنا الصبر لتحمل الصعوبات. لنقل معًا: أشكرك يا رب لأنك منحتنا القوة لتحمل الألم". وسأل البابا الأطفال بعدها "ولكن هل تصلون؟ كيف تصلون؟ ماذا تقولون للرب؟". فقام أحد الأطفال وذكر أن عائلته تصلي دائمًا قبل الأكل. فأجاب البابا "لقد قال شيئًا مهمًا. لكن هل تعلمون أن هناك أطفالاً كثيرين ليس لديهم ما يأكلونه؟ هل أشكر الرب الذي يطعمني؟ هل أشكره لأنه أعطاني عائلة؟".

أما السؤال الأخير فقد تطرق إلى موضوع الإيمان. سأل البابا فرنسيس: هل أنتم مسيحيون؟ هل لديكم الإيمان؟ لنقل ذلك معًا: أشكرك يا رب لأنك أعطيتني الإيمان." كذلك سأله أطفال آخرون عن سبب الموت والشعور بالوحدة، بينما قالت صوفيا، التي ستنال المناولة الأولى خلال الأيام المقبلة أنَّ أخبار الحروب قد صدمتها. وهنا أيضًا سؤال: كيف يمكننا أن نقول "شكرًا" في مثل هذه اللحظة المأساوية؟ "علينا أن نشكر الله دائمًا، في جميع الأوقات. سأعطيكم نصيحة – خلص البابا إلى القول – قبل أن تذهبوا للنوم فكروا: على ماذا يمكنني أن أشكر الرب اليوم؟ وأشكروه".

البابا فرنسيس يفتتح مدرسة الصلاة مع ٢٠٠ طفل في رعية في ضواحي روما
البابا فرنسيس يفتتح مدرسة الصلاة مع ٢٠٠ طفل في رعية في ضواحي روما

واختتم البابا فرنسيس اللقاء بتلاوة صلاة شكر مع الأطفال تم تأليفها لهذه المناسبة وقد طُبعت على كتيب يحمل شعار اليوبيل. وأعطى كل واحد منه مسبحة، وقال: "لقد أحضرت لكم بعض المسابح وأيضاً بعض بيض الشوكولاتة؟ ماذا تريدون، مسبحة أم بيضة؟". فانفجر الأطفال من الضحك وذهبوا لاستلام هداياهم من الأب الاقدس. أما لأساتذة التعليم المسيحي والكهنة فقد سلّمهم الحبر الأعظم المجلدات الستة الأولى المنشورة من سلسلة ملاحظات حول الصلاة، وهي كتيبات صممها القسم الأول من دائرة البشارة من أجل تقديم لدعم الحياة الرعوية في ضوء الاستعداد لليوبيل.

12 أبريل 2024, 11:50