بحث

البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر حول روحانية مرسلي ومرسلات القديس جوفاني باتسيتا سكالابريني البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر حول روحانية مرسلي ومرسلات القديس جوفاني باتسيتا سكالابريني  (Vatican Media)

البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر حول روحانية مرسلي ومرسلات القديس جوفاني باتسيتا سكالابريني

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر حول روحانية مرسلي ومرسلات القديس جوفاني باتسيتا سكالابريني، والذي بدأت أعماله في روما في التاسع من الجاري واختُتمت هذا السبت. وجه الحبر الأعظم لضيوفه خطاباً توقف فيه عند الخدمة الثمينة التي يقدمونها للمهاجرين، مشدداً على ضرورة أن تكون جهودهم راسخة في حياة روحية خصبة على غرار مؤسسهم.

استهل البابا كلمته مرحباً بالحاضرين ومعربا عن سروره للقائهم في ختام هذا المؤتمر، موضحا أنهم تأملوا خلاله بآية من سفر النبي أشعياء تقول إن الرب سيأتي ليجمع جميع الأمم. وأضاف أن القديس سكالابريني الذي أسس هذه الرهبنة التي تضم مرسلين ومرسلات ملتزمين لصالح المهاجرين، علم أتباعه أن يعتنوا بهم ويعتبروهم أخوة وأخوات في المسيرة المؤدية نحو الوحدة.

بعدها أكد البابا أن الهجرة تكون اليوم غالباً عبارة عن مأساة، وكما يتمتع كل شخص بالحق في أن يُهاجر يجب أن يتمتع أيضا بالحق في البقاء في أرضه ليعيش فيها حياة مسالمة وكريمة. وفي وقت نشهد فيه مأساة الهجرة الناتجة عن الحروب والمجاعات والفقر والأزمات البيئية تكتسب روحانية الرهبنة أهمية كبيرة. ولفت إلى أن القديس سكالابريني كان ينظر إلى المرسلين والمرسلات كأشخاص يتعاونون مع الروح القدس، وقد تمتع بنظرة نيّرة تجاه ظاهرة الهجرة، التي تساهم في خلق الشركة في المحبة. وعندما كان كاهنا شاباً شاهد مجموعة كبيرة من المهاجرين الإيطاليين الذين كانوا يستعدون للسفر إلى أمريكا، ولمس معاناتهم. وقال البابا إن هذه الصور ليست غريبة عنا اليوم وللأسف. وقد أدرك هذا القديس، عندما لمس بؤس الأشخاص، أن الله يدعوه إلى الاهتمام بهم مادياً وروحياً، كي لا يضيع أي منهم أو يفقد الإيمان.

من هذا المنطلق شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن نسعى اليوم للعمل من أجل الوحدة واللقاء والشركة، ولا بد من نشر ذهنية القرب والرعاية والضيافة والعمل على نشر حضارة المحبة في العالم كما كان يقول السعيد الذكر البابا بولس السادس. وشدد فرنسيس على أن هذا الأمر لا يتحقق من خلال الجهود البشرية وحدها، إذ لا بد من التعاون مع عمل الروح القدس، ومن التصرف في العالم تدفعنا الطاقة المتأتية من عند الله، كي نسلك دروبه التي تختلف غالباً عن دروبنا، وهكذا نجد في الله القوة التي تمكننا من عيش المحبة المجانية.

هذا ثم لفت البابا إلى وجود دعوة ثانية يوجهها لنا اليوم هذا القديس الإيطالي، عندما يشدد على ضرورة أن تكون للمرسل علاقة محبة مع يسوع، ابن الله المتجسد، وأن ينمّي هذه المحبة من خلال الإفخارستيا. وأشار البابا في هذا السياق إلى أن القديس سكالابريني كان يحب السجود للقربان، وكان يفعل ذلك ليلاً على الرغم من التعب الناجم عن وتيرة العمل وكان يؤكد أن الرسالة لا تتم بمعزل عن الصلاة، هذه الصلاة التي نرتقي من خلالها إلى الله فنصبح كملائكة على هذه الأرض، قريبين من الآخِرين.

في ختام كلمته إلى المشاركين في المؤتمر حول روحانية مرسلي ومرسلات القديس سكالابريني حثّ البابا فرنسيس ضيوفه على تجديد التزامهم لصالح المهاجرين، وعلى أن يكون هذا الالتزام راسخاً في حياة روحية زاخمة، على غرار مؤسسهم. ثم وجّه لهم كلمة شكر على العمل الذي يقومون به في مختلف أنحاء العالم، موضحا أنه كان شاهداً على نشاطهم مذ أن كان في بوينوس أيريس وشجعهم على متابعة السير قدماً وسأل الله أن يباركهم.

14 أكتوبر 2023, 12:06