بحث

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في قمة القيادة في معهد القديس كارلو في ميلانو رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في قمة القيادة في معهد القديس كارلو في ميلانو  (ANSA)

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في قمة القيادة في معهد القديس كارلو في ميلانو

"قارنوا دائمًا أحلامكم بأحلام الله!" هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في رسالته إلى المشاركين في قمة القيادة في معهد القديس كارلو في ميلانو

بمناسبة انعقاد قمة القيادة في معهد القديس كارلو في ميلانو في ١٣ و١٤ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين كتب فيها أيها الشباب الأعزاء، أرغب في أن أتقدم بتحياتي وأطيب تمنياتي لكم ولجميع المشاركين، وأُرفقها بتأمل موجز. في هذا الزمن المطبوع بالأزمات الاجتماعية والمناخية الخطيرة، تتساءلون مع معلميكم ومربّيكم حول كيفية المساهمة في تغيير العالم. وهذا أمر إيجابي جدًّا. في الواقع، من المهم أن يكون لديكم أحلام كبيرة: حتى الله لديه هذه الأحلام! ومن المهم أن تلتقوا ببالغين لا يطفئون أحلامكم، بل يساعدونكم على تفسيرها وتحقيقها. قارنوا دائمًا أحلامكم بأحلام الله!

تابع البابا فرنسيس يقول إذا كنتم ترغبون بعد ذلك في أن تعيشوا التغيير كروّاد، أدعوكم إلى اكتشاف سحر شخص يسوع الذي لا ينضب: هو يجعل كل شيء جديدًا؛ هو يُظهر سلطة مختلفة عن تلك التي يظهرها أقوياء الأمس واليوم. إن أسلوبه هو أسلوب تحويل المواقف، أسلوب لا يُخضع بل يرفع، ولا يجبر بل يحرر. إنَّ يسوع يحوّل الإنسان من الداخل، بما في ذلك كل واحد منكم، لكي تتمكنوا من أن تعبِّروا عن أفضل طاقاتكم والمواهب التي عليكم أن تجعلوها تُثمر. اتبعوه بثقة كاملة، وفكروا في نموِّكم لا كارتقاء فوق الآخرين، وإنما كتنازل لخدمة الآخرين. الأكبر هو الذي يعرف كيف ينحني على الذين سقطوا وكيف يأخذ على عاتقه البعض من أثقالهم، بحنان هو القوة الحقيقية.

أضاف الأب الأقدس يقول رأيت أنك تريدون أن تكونوا روادًا وأن تُقيِّموا بشكل أفضل الحواس الخمس التي وهبها الله لنا. إنه أمر حكيم، لأن الواقع هو أسمى من الأفكار ويتطلب الانفتاح والاهتمام والرحمة، ويتطلب "حساسية" متكاملة. واسمحوا لي أن أذكركم أن هذه الحساسية تشمل أيضًا ما يسميه معلِّمو الحكمة "الحواس الروحية". هم لا يعارضون الحساسية النفسية والجسدية، بل ينيرونها ويقوونها. أقول لكم هذا لأن معهدكم هو معهد تربوي كاثوليكي، و"كاثوليكي" تعني بالتحديد أن لديه رؤية منفتحة ومتكاملة للإنسان البشري، في جميع أبعاده، تلك التي يكشفها لنا الكتاب المقدس والتي حققها يسوع المسيح في الكامل.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أيها الطلاب الأعزاء، استفيدوا من هذه الفرص التي توفرها لكم المدرسة إلى أقصى حد! لأن العديد من أقرانكم حول العالم، ولاسيما الفتيات، لا يملكون حتى الفرصة لكي يدرسوا. إلتزموا أيضًا من أجلهم، وناضلوا أيضًا من أجل حقوقهم. لأن الإيمان هو "شعلة تصبح حية أكثر كلما تقاسمناها ونقلناها، لكي يتمكّن الجميع من أن يتعرفوا على يسوع المسيح ويحبوه ويعترفوا بأنه هو رب الحياة.  أشكركم على التزامكم. أبارككم من كل قلبي، مع معلميكم ومربيكم وعائلاتكم. ليساعدكم القديس كارلو والعذراء مريم لكي تشعروا بفرح الإنجيل وتسعوا لكي تجسِّدوه في حياتكم. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلوا من أجلي.

14 أكتوبر 2023, 10:17