بحث

2022.07.01 Intervista Telam Papa Francesco

وكالة تيلام الأرجنتينية للأنباء تجري مقابلة مع البابا فرنسيس

في مقابلة أجرتها معه وكالة تيلام الأرجنتينية للأنباء تحدث قداسة البابا فرنسيس عن مواضيع عديدة من بينها الحرب والاستغلال وضرورة الحوار والسينودس حول السينودسية.

أجرت وكالة تيلام الأرجنتينية للأنباء مقابلة مع البابا فرنسيس تم التطرق خلالها إلى مواضيع عديدة. وكانت الحرب من بين ما تم الحديث عنه وتوقف البابا فرنسيس عند الاستغلال باعتباره أحد أسباب الحرب، كما وأراد تسليط الضوء على سبب آخر وصفه بالجيوسياسي، الا وهو السعي إلى الهيمنة على الأراضي. وتابع الأب الأقدس موجها نداءً من أجل أمن عالمي يتم تحقيقه من خلال الحوار. وقال البابا إنه لا يمكن الحديث عن أمن اجتماعي بدون أمن عام على الصعيد العالمي، وأعرب عن قناعته بأن الحوار لا يمكن أن يكون وطنيا فقط بل هو عالمي وخاصة اليوم مع سهولة الاتصالات، وتحدث بالتالي عن حوار عالمي وتناغم عالمي ولقاء عالمي، وأكد أن الحرب هي عدو هذا كله. ومن أجل بناء السلام والخير العام تحدث البابا فرنسيس عن الوعي بالهوية، لأنه لا يمكن، حسبما ذكر قداسته، التحاور مع الآخرين بدون إدراك مما ننطلق، وأضاف أنه حين تلتقي هويتان واعيتان يمكنهما الحوار والقيام بخطوات نحو الاتفاق والتقدم والسير معا.     

وفي حديثه عن الأزمات شدد البابا فرنسيس على أن الخروج منها يعني التوجه إلى الآخر حيث لا نخرج من المشاكل بمفردنا، وأضاف أن مَن يريد أن يخرج منفردا يُحول الحياة إلى خروج من متاهة، قال قداسته، حيث يستمر في الدوران. وفي سياق الحديث عن الأزمات أراد قداسة البابا تسليط الضوء على أهمية تعليم الشباب حل الأزمات لأن هذا يمنحهم نضجا.

وجهت الصحفية التي أجرت المقابلة بعد ذلك سؤالا إلى البابا عما ينقص البشرية اليوم، وأجاب قداسته مشددا على ضرورة تعزيز القيم الحقيقية وتحدث عن أن ما ينقص البشرية هي الريادة الإنسانية أي أن تُري البشرية إنسانيتها. وتابع أنه يلحظ في بعض الأحيان غياب القدرة على حل الأزمات، وأكد على ضرورة ألا نخشى أن تَبرز القيم الحقيقية لبلد ما، وشبَّه قداسته هنا الأزمات بأصوات تشير إلى الاتجاهات التي يجب السير عليها. وحذر البابا من جهة أخرى من الفكر الأوحد الذي يُبعد الثراء الإنساني الذي يشمل لغات ثلاث، أي لغات العقل والقلب واليدين، وذلك كي نفكر فيما نشعر به وما نفعل، وأن نشعر بما نفكر فيه وما نفعل، وأن نفعل ما نفكر فيه وما نشعر به. هذا هو التناغم الإنساني، قال البابا فرنسيس، وإن غابت إحدى هذه اللغات يحدث خلل يؤدي إلى شعور أوحد وبراغماتية وحيدة وفكر أوحد، وهذه خيانات للإنسانية، قال قداسته.

ثم كان العمل من المواضيع التي تم التطرق إليها خلال المقابلة وتوقف الأب الأقدس عند الكرامة التي يمنحها العمل، وواصل متحدثا عما وصفها بالخيانة الكبرى لمسيرة الكرامة هذه، أي الاستغلال، وأضاف أنه لا يقصد هنا استغلال الأرض بل استغلال العاملين، ووصف استغلال الأشخاص بالخطيئة خاصة ً عند استغلالهم لتحقيق مكاسب شخصية. شدد البابا فرنسيس من جهة أخرى على أهمية احترام حقوق العاملين كي لا يتحولوا إلى عبيد.

انتقل الحديث بعد ذلك إلى التقنيات الحديثة وتبعات تطورها المتواصل، وقال البابا حول هذا الموضوع إن الخط التوجيهي لتطورات مثل الذكاء الاصطناعي هو قدرة الإنسان على إدارتها واستيعابها وتنظيمها، وشدد على كون التغير العلمي الجاد تقدما ولكن في حال الانفتاح على أولية الإنسان.

هذا وتطرقت المقابلة إلى الجمعية العامة لسينودس الأساقفة حول السينودسية المنعقدة حاليا وإلى ما تحتاج إليه الكنيسة في زمننا هذا. وقال البابا فرنسيس حول هذا الموضوع إن البابا يوحنا الثالث والعشرين ومنذ بداية المجمع الفاتيكاني الثاني كان لديه وعي واضح بأن هناك حاجة إلى تغيير، وتابع أن البابا بولس السادس قد واصل السير في هذا الاتجاه وأيضا مَن تلاهما من بابوات. وواصل البابا فرنسيس إننا لا نتحدث هنا عن اتِّباع الموضة بل عن تغير بمعنى النمو لصالح كرامة الأشخاص، وأشار إلى أن هذا ما يتمحور حوله التطور اللاهوتي، من اللاهوت الأخلاقي إلى كل العلوم الكنسية التي تتطور في تناغم مع الكنيسة.

هذا ولم تَخلُ المقابلة التي أجرتها وكالة تيلام الأرجنتينية للأنباء مع البابا فرنسيس من أسئلة شخصية مثل علاقة البابا بالله. وقال قداسته مجيبا على هذا السؤال إن الرب هو صديق جيد، صديق يعاملني بشكل جيد، قال قداسته. شمل الحديث أيضا القدرة على الضحك، وأكد البابا فرنسيس في هذا السياق إن حس الفكاهة يجعلنا بشرا. ثم انتقل الحديث إلى الرجاء، وقال الأب الأقدس أنه لا يمكننا أن نعيش بدون رجاء، وأضاف أننا لو نزعنا الآمال اليومية الصغيرة فسنفقد هويتنا، فنحن لا ندرك أننا نعيش بالرجاء.    

17 أكتوبر 2023, 14:48