بحث

2023.10.14   Libro illustrato a cura del vaticanista de La Stampa Domenico Agasso (Mondadori ElectaKids) Cari bambini … il Papa risponde alle vostre domande”

البابا فرنسيس يجيب على أسئلة لأطفال من جميع أنحاء العالم

نشرت جريدة لا ستامبا الإيطالية بعض مقاطع من كتاب سيَصدر خلال أيام يجمع إجابات عديدة للبابا فرنسيس على أسئلة مختلفة وجهها إليه أطفال من مناطق العالم المختلف.

"أيها الأطفال الأعزاء، البابا بجيب على أسئلتكم" هذا عنوان كتاب مصوَّر للصحفي الإيطالي دومينيكو أغاسو تصدره دار موندادوري للنشر. واستبقت جريدة لا ستامبا الإيطالية بعض المقاطع من هذا الكتاب الذي يجمع إجابات البابا فرنسيس على أسئلة وجهها عدد من الأطفال من جميع أنحاء العالم. ومن بين ما نشرت الصحيفة رد الأب الأقدس على طفل إسباني في العاشرة من العمر تساءل لماذا هناك حروب، وأجاب البابا فرنسيس قائلا إنه حين نصبح بالغين يكون هناك خطر السقوط في تجربة الأنانية فنتطلع إلى السلطة والمال حتى وإن كان الثمن شن حرب على بلد آخر يشكل عقبة أمام هذه التطلعات أو يقوده حاكم لديه الرغبات ذاتها، ويحدث هذا رغم الوعي بأن شن الحروب يعني قتل اشخاص آخرين. وأضاف الأب الأقدس أنه غالبا ما حدث في التاريخ ألا يتمكن مَن يحكم بلدا من كبح الرغبة في أن يكون الأقوى بين الجميع وأن يحكم العالم. وتحدث البابا في هذا السياق عن الحروب والعنف الكثيرة في عالم اليوم وأن هناك من يقول في بعض الأحيان أن هذه حروب عادلة. وقال الأب الأقدس للأطفال: ليس لدي شك في أنكم ستدركون في المقابل أن الحروب والعنف هي دائما خاطئة.

وفي إجابته على سؤال لطفلة من بنما لها من العمر تسع سنوات، إن كان البابا يعتقد أن السلام سيحل في العالم بكامله يوما ما وكيف يمكن تحقيق هذا، قال البابا فرنسيس: نعم، يجب عدم الاستسلام، فالسلام ممكن. وتابع قداسته معربا عن الرجاء في أن الكبار سيدركون أنه في عالم يعمه السلام بالكامل يعيش الجميع بشكل أفضل، ولكن يجب أن يلتزم الجميع بإلقاء السلاح وإطفاء فتيل العنف وعدم إثارة التوترات والنزاعات، وإخلاء القلوب من الرغبة في الهيمنة على الآخر والتعطش إلى السلطة والمال. يجب أن تكون في قلوبنا فقط محبة القريب، واصل الأب الأقدس، وتحدث بشكل خاص عن محبة من يعانون، وأضاف أن هذا يجب أن يشمل أيضا قادة الأمم، وإن عشنا جميعا بهذا الشكل فستكون هناك عدوانية أقل وخوف أقل. وأكد قداسته أن المحبة تهزم الحرب وتهب السعادة.

نقلت الجريدة الإيطالية بعد ذلك سؤال طفلة مجرية في التاسعة من العمر إلى البابا فرنسيس لماذا يتحدث كثيرا عن ضرورة أن يتعلم الكبار من الأطفال. وأجاب الأب الأقدس لأنكم حكماء، لديكم قلب نقي وليست لديكم أحكام مسبَّقة وتقولون الحقيقة بلا تردد. وأضاف قائلا للأطفال إنهم بدون أن ينتبهوا إلى هذا يساعدون الكبار القادرين على الإصغاء إليهم، وخاصة الوالدين، على أن يعيشوا بنزاهة وسخاء. وتابع أن الأطفال يعرفون كيف يمنحون القيمة الحقيقية لأزمنة الحياة، زمن الدراسة والصلاة والترفيه واللعب، وأعرب هنا عن الرجاء أن يجد الوالدون الوقت ليلعبوا مع الأطفال. تحدث قداسة البابا أيضا عن أن الأطفال يساعدون البالغين على التواضع وذلك لأنهم بالنسبة لكم أنتم الأطفال، قال البابا، الأب والأم أو رجال ونساء كبار، وهكذا فإنكم تفاجئون النرجسيين منهم لأن الشخص البالغ بالنسبة لكم ليس مهما بحكم منصبه الرفيع أو شهرته، بل ببساطة انطلاقا مما لديه من دور إزاءكم.

لماذا علينا أن نعتني بالطبيعة؟ تساءل طفل نرويجي يبلغ تسعة أعوام، وأجابه البابا فرنسيس قائلا: لأن التغيرات المناخية والتلوث الذي يسببه الإنسان يمكنها أن تقود إلى اختفاء البشرية بسبب ظواهر مثل ارتفاع الحرارة وتدمير الطبيعة وتدهور البيئة وتبعات زوال التنوع البيولوجي والأمراض القاتلة الجديدة. إلا أن الأب الأقدس قد تحدث هنا عن ثقته في وعي جماعي من قِبل الشباب والفتية والأطفال فيما يتعلق بالقضايا البيئية، وذلك لأنهم قد أدركوا، بفضل المدرسة غالبا، أنهم هم المستقبل، ويجب بالتالي العمل بشكل عاجل في الحاضر لإنقاذ المستقبل. وأشار قداسة البابا هنا إلى أهمية اتخاذ الدول إجراءات في إطار متفق عليه دوليا، وأيضا أهمية تصرفات كلٍّ منا في الحياة اليومية. وأكد البابا ضرورة ألا نلوث الخليقة بعد، وأن نعتني بها لأنها بيتنا المشترك.

ومن السودان تحدث طفل في العاشرة من العمر فقال إنه يعيش في مخيم للاجئين ويعاني من سوء التغذية ويتمنى الرحيل بعيدا. وقال البابا فرنسيس إنه يفهمه، وأضاف أنه يجب أن يتمكن الأطفال جميعا من التوجه إلى المدرسة وأن تكون لهم فسحات للّعب والاستمتاع. وتحدث قداسته هنا عن أنه قد أصبح من الطبيعي تقريبا اعتبار افريقيا أرضا للاستغلال لا أن نساعدها. وواصل داعيا الطفل إلى عدم فقدان الرجاء في مستقبل أفضل، وأضاف أنه ينتظر من الدول الغنية أن تفهم عاجلا أو آجلا أنه لا يمكنها الاستمرار في استغلال أفريقيا ثم هجرها، وأن توفر هذه الدول الموارد للإسهام في حل ما يعاني منه الأفارقة وإطلاق تحول اجتماعي يمَكن الجميع من عيش حياة كريمة ومن الحلم بزمن رخاء ليس بالبعيد جدا.

وأجاب البابا فرنسيس أيضا على سؤال لطفل إيطالي حول عدم رغبة بالغين أن تصل إلى إيطاليا عائلات من أماكن أكثر فقرا، وتحدث الطفل عن صداقته مع طفل من إحدى هذه العائلات. وشدد الأب الأقدس على أهمية قيمة الصداقة الاجتماعية وعلى ضرورة أن نعتبر الجميع أخوة وأخوات لنا بغض النظر عن بلدهم أو دينهم أو ثقافتهم. وقال البابا للطفل إنه يشكل مثالا لمن لديهم أحكام مسبقة إزاء الآتين من بعيد، إزاء "الأجنبي"، يجب ألا يشعر أحد بعد بأنه أجنبي في أي مكان، قال البابا. وتحدث أيضا عن قدرة الأطفال، من خلال اللعب والحوار، على خلق تكامل بين هوياتهم وهويات القادمين من بلدان بعيدة غالبا هربا من الحروب والعنف والظلم، الفقر والجوع والاضطهاد. وقال البابا للأطفال إنهم يوجهون رسالة هامة جدا، وهي أن الانعزال خطأ ويأتي بنتائج عكسية بينما تأتي المعرفة المتبادلة بالخير للجميع. وختم: وهنا أيضا يُفترض للبالغين، بما في ذلك قادة الدول، أن يتعلموا منكم: الحفاظ على الجذور والانفتاح في الوقت عينه على العالم.     

14 أكتوبر 2023, 13:25