بحث

2023.08.31 Viaggio Apostolico in Mongolia

تورنييلي: من القطيع الصغير في منغوليا درس للسينودس

الجماعة الكاثوليكية في منغوليا، والتي تقدم رغم صغرها إسهاما بلا درسا للسينودس، هي موضوع مقال لمدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي.

مع اختتام زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى منغوليا اليوم الاثنين ٤ أيلول سبتمبر كتب مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي مقالا اختار عنوانه "من القطيع الصغير في منغوليا درس للسينودس". وعاد في البداية إلى كلمة وجهتها إلى الأب الأقدس العاملة الرعوية روفينا شامينغيريل خلال لقائه السبت، الثاني من الشهر، في كاتدرائية القديسَين بطرس وبولس في العاصمة المنغولية أولانباتار الأساقفة والكهنة والمرسلين والعاملين الرعويين، حيث قالت في كلمتها إنها لا تعرف كيف يمكنها ترجمة كلمة جماعة إلى اللغة المنغولية وذلك لأن كنيستنا هي في المرحلة التي يوجه فيها الأطفال الأسئلة بلا توقف إلى الوالدين. وأشارت العاملة الرعوية إلى عدم وجود الكثير من كتب التعليم المسيحي باللغة المحلية إلا أن هناك مكرسين كُثر هم كتب حية. ثم توقفت عند المسيرة السينودسية فقالت إن المؤمنين في منغوليا، وبشكل خاص العاملين الرعويين، قد تمكنوا خلال هذه المسيرة من إدراك الطبيعة الحقيقية للكنيسة وأصبحت لديهم رؤية أكثر اكتمالا للرعايا.

وانطلق مدير التحرير من كلمات العاملة الرعوية، وتحديدا حول التمكن من الوعي بالطبيعة الحقيقية للكنيسة، ليذكِّر بحديث البابا فرنسيس إلى كاثوليك منغوليا عن الشركة حين قال: إن الكنيسة لا تُفهم على أساس أنها هيئة لها أداء وظيفي. وأضاف الأب الأقدس في اللقاء المذكور في الكاتدرائية أن "كلمة شركة تشرح لنا جيدا ما هي الكنيسة، ففي جسد الكنيسة هذا، لا يقوم الأسقف بإدارة مكوِّناتها المختلفة، بناءً على مبدأ الأكثريّة، بل يديرها وفقًا لمبدأ روحي، به يكون يسوع نفسه حاضرًا في شخص الأسقف، حتّى يضمن الشّركة في جسده السّرّي". وذكَّر تورنييلي من جهة أخرى بإشارة البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة إلى أن منطق الأغلبية والأقلية لا ينطبق على الكنيسة، وعاد إلى كلمات الأب الأقدس خلال لقائه الأساقفة والكهنة والمرسلين والعاملين الرعويين في منغوليا حين أكد على أن "الوَحدة في الكنيسة ليست مسألة نظام واحترام، ولا هي خطة استراتيجيّة جيّدة ”للعمل الجماعي“. إنّها مسألة إيمان ومحبّة لله، إنّها مسألة أمانة لله. لذلك من المهمّ أن تتحدّ جميع المكوِّنات الكنسية حول الأسقف الذي يمثّل المسيح الحيّ وسط شعبه، وكذلك تُبنَى الشّركة السّينوديّة التي هي بالفعل إعلان، وتساعد كثيرًا على غرس الإيمان".

ومع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للسينودس حول السينودسية، في تشرين الأول أكتوبر القادم، أشار مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية إلى أن هذه ستكون مناسبة لتكوين الخبرات والنمو في الوعي بمعنى عيش الشركة الكنسية، لا بالمنطق الدنيوي، بل من خلال إعادة اكتشاف الشركة في الصلاة والإصغاء المتبادل حيث يدع الجميع الروح القدس يقودهم ليُفعِّلوا هكذا بعدا مؤسِّسا للكنيسة منذ بدايتها، منذ الأصول.

وفي ختام مقاله الذي اختار عنوانه "من القطيع الصغير في منغوليا درس للسينودس" أراد أندريا تورنييلي العودة إلى حديثٍ للبابا فرنسيس الشهر الماضي خلال استقباله وفد جائزة "إنها الصحافة" والتي قررت لجنتها منح الجائزة لقداسته، حيث أشار الأب الأقدس إلى أن الكنيسة بكاملها قد بدأت مسيرة لإعادة اكتشاف كلمة "معًا" والسير معا وطرح التساؤلات معا، وهذه هي السينودسية التي نريد أن تصبح عادة يومية. وتابع مدير التحرير أنه وقبل شهر من انعقاد الجمعية العامة للسينودس يأتي من قلب آسيا، من منغوليا، من كنيسة صغيرة بعيدة جدا عن روما لكنها قريبة جدا من قلب البابا، درس لآباء السينودس الذين سيجتمعون مع خليفة القديس بطرس في روما للصلاة والإصغاء المتبادل والتمييز معا حول كيفية إعلان الإنجيل لنساء ورجال زمننا.

04 سبتمبر 2023, 16:48