بحث

2018.12.13 Foto di famiglia di Jorge Mario Bergoglio da giovane

الدعوة الكهنوتية للبابا فرنسيس ٧٠ سنة مضت

في الذكرى السبعين لليوم الذي لمس فيه البابا فرنسيس دعوته الكهنوتية نسترجع بعض ما قال قداسته عن هذا اليوم.

٢١ أيلول سبتمبر ١٩٥٣، أي سبعين سنة مضت، كان هذا يوما خاصا في حياة الشاب الأرجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو، بل يوما حاسما. كان الشاب ذو السبعة عشر ربيعا ينوي التوجه إلى احتفال بمناسبة عيد الطالب الذي يُحتفل به في الأرجنتين في هذا اليوم، هذا إلى جانب كونه يوم عيد القديس متى بالنسبة للكنيسة. وقبل ذهابه إلى الاحتفال، وحسبما ما ذكر البابا فرنسيس، ذهب إلى الرعية التي كان يتوجه إليها عادةً فوجد هناك كاهنا لم يكن يعرفه من قبل وشعر بالحاجة إلى الاعتراف. ووصف الأب الأقدس هذه بخبرة لقاء وأضاف أنه لا يعرف ماذا حدث بالضبط ولماذا كان هناك هذا الكاهن غير المعروف بالنسبة له ولماذا شعر بتلك الرغبة بل ضرورة الاعتراف، ولكن كان هناك مَن ينتظرني، قال قداسته، ينتظرني منذ فترة. وتابع أنه شعر بأن شيئا ما قد تغير وشعر وكأن هناك صوت، دعوة، وكان على يقين بأن عليه أن يصبح كاهنا. وشدد البابا فرنسيس في حديثه عن هذا اليوم على أهمية خبرة الإيمان هذه، وقال إننا نقول أن علينا البحث عن الله والتوجه إليه وطلب المغفرة، وحين نذهب يكون هو في انتظارنا، فهو يسبقنا وينتظرنا ويغفر لنا.

وهكذا فإن الدعوة الكهنوتية للبابا فرنسيس قد انطلقت من خبرة رحمة الله، وقد اختار البابا شعاره Miserando atque eligendo وهي عبارة مأخوذة من عظة للقديس بيدا المكرَّم وتعني: نظر إليه بمحبة، أو بالأحرى برحمة، فاختاره، وذلك في إشارة إلى اختيار يسوع متى العشار ليكون من تلاميذه. هذا وتجدر الإشارة إلى حديث البابا فرنسيس كثيرا عن لوحة للرسام الشهير كارافاجو تصوِّر دعوة القديس متى. كما وتوقف البابا في عظاته عند هذه الدعوة مذكرا بما جاء في الإنجيل الذي يروي لنا كيف أبصر يسوع بعد شفائه مُقعَدا في كفرناحوم "رَجُلاً جالِساً في بَيتِ الجِبايَةِ يُقالُ لَه مَتَّى، فقالَ لَه: ((اِتبَعْني! )) فقامَ فَتَبِعَه". وتحدث الأب الأقدس في هذا السياق عما وصفها بقوة نظرة يسوع وأكد أن يسوع قد نظر إلى متى بمحبة كبيرة بدون شك وبرحمة كبيرة. وتساءل البابا عن كيفية دخول محبة يسوع قلب هذا الرجل، العشار، وأجاب أن هذا الرجل كان يدرك أنه خاطئ، وتابع قداسته أن الشرط الأول كي نَخلص هو أن نكون في خطر، والشرط الأول كي نُشفى هو أن نكون مرضى، والشعور بكوننا خطأة هو الشرط الأول لتَلَقي هذه النظرة المليئة بالرحمة.

هذا وقد تحدث البابا فرنسيس عن هذا على سبيل المثال في مقابلة أجراها معه الأب أنطونيو سبادارو خلال إدارته للمجلة اليسوعية Civiltà cattolica (الحضارة الكاثوليكية"، وقال قداسته إنه يشعر بنفسه مثل متى، أي خاطئا نظر إليه الرب بعينيه، وأضاف أن هذا ما قال أيضا حين سُئل إن كان يقبل انتخابه حبرا أعظم.  

22 سبتمبر 2023, 09:56