بحث

رسالة البابا إلى المشاركين في أمسية صلاة في الذكرى الثلاثين للتفجيرين اللذين وقعا بالقرب من كاتدرائية يوحنا اللاتيران وكنيسة القديس جاورجيوس في فيلابرو بروما رسالة البابا إلى المشاركين في أمسية صلاة في الذكرى الثلاثين للتفجيرين اللذين وقعا بالقرب من كاتدرائية يوحنا اللاتيران وكنيسة القديس جاورجيوس في فيلابرو بروما  (ANSA)

رسالة البابا إلى المشاركين في أمسية صلاة في الذكرى الثلاثين للتفجيرين اللذين وقعا بالقرب من كاتدرائية يوحنا اللاتيران وكنيسة القديس جاورجيوس في فيلابرو بروما

لمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين للتفجيرين اللذين وقعا بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران وكنيسة القديس جاورجيوس في فيلابرو بروما بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المطران بالداساري رينا، الأسقف المعاون على أبرشية روما، ووجهها أيضا إلى جميع الأشخاص الذين شاركوا في أمسية صلاة وتطواف بالمشاعل، وطلب من الشبان بنوع خاص أن يكونوا عضداً فاعلاً لتغيير الذهنية، وبصيص أمل وسط الظلمات، وشهادة للحرية والعدالة والاستقامة، وسأل الرب أن يجعل من الجميع نوراً وسط أبرشية روما.

نُظمت المبادرة تحت عنوان "روما لا تنسى"، منتصف ليل الخميس، إحياء لذكرى الاعتداءين الإرهابيين اللذين نفذتهما العصابات المافيوية وأسفر التفجيران، اللذان وقعا على مسافة دقائق خمس الواحد من الآخر، عن سقوط اثنين وعشرين جريحا.

استهل الحبر الأعظم رسالته معربا عن تضامنه روحياً مع الأشخاص المشاركين في أمسية الصلاة التي نظمتها أبرشية روما للمناسبة، معربا أيضا عن قربه من السلطات المشاركة في هذه المبادرة. بعدها أكد فرنسيس أن هذه الفعلة الجبانة التي حدثت منتصف ليل السابع والعشرين من تموز يوليو عام ١٩٩٣ أحدثت صدمة في المدينة الخالدة، وسببت خضة في نفوس المؤمنين في العالم الكاثوليكي كله، لاسيما المؤمنين الرومانيين.

وذكّر البابا بأن تلك السنوات المظلمة طبعت التاريخ الاجتماعي للأمة الإيطالية الحبيبة، الذي شهد اعتداءات خطيرة، وأعمال عنف ضد المؤسسات الرسمية وخدام الدولة. وشعر السكان آنذاك بأن لا حول لهم ولا قوة إزاء ما تعرضت له البلاد، لاسيما شرائح المجتمع التي تعاني أكثر من غيرها نتيجة الفقر البشري والمادي.

بعدها أكد البابا فرنسيس أنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى بات من واجب كل شخص أن يعبر عن امتنانه حيال من قاموا بواجبهم معرضين حياتهم للخطر، ومن بينهم من ضحوا بأنفسهم من أجل الآخرين. ولفت الحبر الأعظم إلى أن التضحية التي قام بها من آمنوا بالقيم المؤسِّسة للديمقراطية ودافعوا عنها، قيم العدالة والحرية، تحاكي اليوم ضمائر الأشخاص كي يشعر الجميع أنهم مسؤولون في عملية بناء حضارة الحب الجديدة.

لم تخل رسالة البابا من الإشارة إلى الكلمات النبوية التي تفوه بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها إلى أغريجينتو بصقلية قبل أشهر قليلة على الاعتداءين اللذين نتذكرهما اليوم، وذلك في التاسع من أيار مايو ١٩٩٣. ففي ختام الاحتفال بالقداس دعا البابا فويتيوا إلى تحقيق الوفاق والسلام اللذين تطمح إليهما جميع الشعوب، وطالب أيضا ببناء حضارة الحياة.

من هذا المنطلق حثّ البابا برغوليو الجميع على التصدي لكل شكل من أشكال انعدام الشرعية والانتهاكات التي تعاني منها مجتمعاتنا المعاصرة، وقال إن الخير العام بات اليوم على المحك، وبنوع خاص مصير فئات المجتمع الأكثر هشاشة، والأشخاص المهمشين الذين يعانون من الظلم على اختلاف أنواعه.

هذا وتوجه البابا في رسالته إلى الشبان، قائلا إنهم الأمل في مستقبل جميل، وشدد على ضرورة أن يتسلحوا بالشجاعة بعيداً عن المخاوف، خصوصا وأن عصابات المافيا تضرب جذورها في البيئات حيث يسيطر الخوف على العقول والقلوب. وخاطب الحبر الأعظم أيضا جميع الأشخاص الذين شاركوا في أمسية الصلاة والتطواف بالمشاعل، مؤكدا أنهم مدعوون لأن يكونوا عضداً فاعلاً لتغيير الذهنية، وبصيص أمل وسط الظلمات، وشهادة للحرية والعدالة والاستقامة.

وتمنى فرنسيس أيضا أن يعمل جميع الأشخاص الذين يتبوؤون مناصب مسؤولة، كنسية ومدنية، وبشكل فاعل من أجل تعزيز أنسنة جديدة. وقال للشبان: لا تترددوا في الوقوف بعطف ورأفة إلى جانب الأشخاص المحتاجين، خصوصا المقيمين في الضواحي، ملبّين دعوة المعلم الذي قال إن كل ما نفعله لواحد من أخوته الصغار، فمعه نفعله.

في ختام رسالته كتب البابا فرنسيس أنه يصلي إلى الرب سائلا إياه أن يرافق الجميع وسط عتمة الليل، وهم يحملون المشاعل التي ترمز إلى الإيمان، وأن يجعلهم نوراً في أبرشية روما الحبيبة.  

28 يوليو 2023, 10:46