بحث

 البابا فرنسيس يستقبل الحجاج القادمين من أبرشية آستي الإيطالية البابا فرنسيس يستقبل الحجاج القادمين من أبرشية آستي الإيطالية  (Vatican Media)

البابا فرنسيس يستقبل الحجاج القادمين من أبرشية آستي الإيطالية

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي في الفاتيكان الحجاج القادمين من أبرشية آستي في شمال إيطاليا. وكان الأب الأقدس قد زار هذه الأبرشية في التاسع عشر والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٢ حيث التقى أقاربه وترأس القداس الإلهي في الكاتدرائية.

وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة عبّر في مستهلها عن سروره للقائهم قائلا إن حجهم يجدد ذكريات زيارته آستي في تشرين الثاني نوفمبر الفائت، في عيد المسيح الملك. وأشار إلى أن الأوقات التي قضاها معهم كانت بالنسبة إليه كعودة إلى الجذور، وسلط الضوء على لحظة دفء إنساني كبير. لحظة عائلية بالمعنى الواسع: الجذور واللقاءات مع أقاربه؛ عائلة الكنيسة، الاحتفال بالقداس في الكاتدرائية بمشاركة شعب الله؛ وعائلة المجتمع المدني. وأضاف الأب الأقدس أن هذا الشعور بالدفء الإنساني الذي تكلّم عنه ليس مجرد إحساس، بل إنه شعر به من خلال النظر إلى وجوههم الفرِحة والشعور بمحبتهم، ورؤية عائلة تمضي إلى الأمام، تسير على درب الإنجيل.

وتوقف البابا فرنسيس من ثم عند كلمة "عائلة" لافتًا إلى أن العائلة قيمة – أساسية، وذكّر بكلمات يسوع عندما قال له بعضهم إن أمَّكَ واخوتَك في خارج الدار يطلبونك، فأجالَ طرفه في الجالسين حوله وقال: "هؤلاء هم أُمِّي وإِخوَتي. لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات هو أَخي وأُختي وأُمِّي" (راجع متى ١٢، ٤٦ – ٥٠؛ مرقس ٣، ٣١ – ٣٥؛ لوقا ٨، ١٩ – ٢١). إن كلمات يسوع هذه إن فكّرنا فيها جيدا، أضاف البابا فرنسيس، تولّد طريقة جديدة لفهم العائلة. وأشار إلى أنه في بداية كلمته توجَّه إليهم قائلا "أيها الإخوة والأخوات"، وأكد أنها ليست فقط صيغة، طريقة قول تقليدية، إنما هي واقع جديد أنشأه يسوع المسيح. وتابع قائلا إن كلمات يسوع هذه جددت العائلة بشكل جذري، فالرباط الأكثر قوة وأهمية بالنسبة لنا نحن المسيحيين لم يعد رباط الدم إنما محبة المسيح. فمحبته تبدّل العائلة وتحررها من ديناميكات الأنانية، تحرّرها وتُغنيها برباط جديد، أكثر قوة، يحرّكه الامتنان والقبول والخدمة المتبادلة.

وأشار البابا فرنسيس إلى أنه أراد أن يتقاسم معهم هذا التأمل لأن جذور عائلته توجد في أرضهم، وقال إن الجذور مهمة، ونحن نشكر الله على عطية الحياة، ونرفع الشكر بشكل خاص لأن يسوع المسيح دعانا لنكون جزءا من عائلته حيث المهم أن نعمل مشيئة الآب الذي في السَّموات. إن هذه العائلة الجديدة ليسوع، وفيما تعطي معنى جديدا للعلاقات العائلية – بين الأزواج، بين الوالدين والأبناء، بين الإخوة – تنمّي في الوقت نفسه حياة الجماعة الكنسية وتلك المدنية. فعلى سبيل المثال، تنمّي المجانية والاحترام والقبول وقيمًا إنسانية أخرى.

وتابع البابا فرنسيس مسلطا الضوء على معنى كلمة " Fratelli tutti" التي اختاروها كاسم لعيادة جديدة مخصصة للأشخاص الأكثر حرمانًا. وهذا يعني أنه في تلك البيئة، سيكوّن العائلةَ الأشخاص الذين سيتلقّون الرعاية مع الأطباء والممرضين وجميع المتطوعين الذين سيعملون. وهكذا ففي المدينة والقرى والرعايا، إن كلمة "أخوّة" ليست فقط طريقة قول جميلة، بل لديها أساس، يسوع المسيح الذي جعلنا جميعا إخوة وأخوات، ولديها درب، الإنجيل، أي الطريق للسير في المحبة والخدمة والمغفرة، وحمْل أثقال بعضنا البعض.

وفي ختام كلمته إلى الحجاج القادمين من أبرشية آستي الإيطالية، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على زيارتهم وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.

05 مايو 2023, 15:36