بحث

مقابلة مع السفير البابوي في بودابيست عشية زيارة البابا الرسولية إلى المجر مقابلة مع السفير البابوي في بودابيست عشية زيارة البابا الرسولية إلى المجر 

مقابلة مع السفير البابوي في بودابيست عشية زيارة البابا الرسولية إلى المجر

قبل يومين على بداية زيارة البابا فرنسيس الرسولية الحادية والأربعين خارج الأراضي الإيطالية والتي ستقوده إلى المجر، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في بودابيست المطران مايكل والاس باناش معربا عن أمله بأن يتمكن شعار الزيارة الرسولية "المسيح مستقبلنا" من صقل مستقبل البلاد، بعد أن يغادر البابا بودابيست.

شدد السفير البابوي على أن المجريين معجبون بفرح البابا فرنسيس وصدقه خصوصا وأنه وفى بالوعد الذي قطعه بشأن القيام بزيارة رسولية إلى المجر، بعد أن زار البلاد ليوم واحد في الثاني عشر من أيلول سبتمبر ٢٠٢١، عندما ترأس القداس الختامي للمؤتمر القرباني الدولي الثاني والخمسين.

بعدها تحدث رئيس الأساقفة باناش عن التحضيرات الجارية للزيارة وقال إنها تتم أيضا على الصعيد الشخصي والروحي، مشيرا إلى أن مجلس أساقفة المجر نشر صلاةً للمناسبة وشجع المؤمنين الكاثوليك على تلاوتها وهذا ما يحصل منذ أسبوع في نهاية كل قداس. وقال إن المؤمنين يسألون الله أن يبارك البابا فرنسيس وهم يصلون أيضا على نية نجاح الزيارة الرسولية. وأضاف أن ثمة العديد من الرعايا التي نظمت لقاءات تسلط الضوء على حبرية البابا وأولوياتها، فضلا عن سيرة حياة خورخيه برغوليو.

هذا ثم لفت السفير البابوي في بودابيست إلى أن الكنيسة الكاثوليكية في المجر كنيسة ناشطة وحيوية، وتوقف عند السخاء الكبير الذي تُظهره الكنيسة حيال الأشخاص المحتاجين، لاسيما من خلال هيئة كاريتاس، على الصعيدين المحلي والوطني. وقال إن الكنيسة تجاوبت مع احتياجات النازحين الأوكرانيين منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية. واعتبر سيادته أن البابا فرنسيس سيثمن هذا الأمر جداً خصوصا خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى كنيسة القديسة إليصابات، حيث سيكون له لقاء مع الفقراء والنازحين.

فيما يتعلق بأبرز التحديات التي تواجهها الكنيسة الكاثوليكية في المجر اليوم قال الدبلوماسي الفاتيكاني إن التحدي الأكبر يتمثل في الشباب الذين تسعى الكنيسة إلى تلبية احتياجاتهم، وهي تجهد من أجل إعلان الإنجيل في وسطهم ومساعدتهم على عيش ملء الفرح والحقيقة المتأتيين من اتباع المسيح. وهذا تحد كبير يعني الكنيسة في المجر كما في الغرب عموماً. وذكّر سيادته بكلمات البابا بولس السادس عندما أكد أن الإنسان المعاصر يفضل الاستماع إلى الشهود عوضا عن المعلمين، وعندما يستمع إلى المعلمين فهو يفعل ذلك لأنهم شهود.

رداً على سؤال بشأن نظرة المؤمنين إلى البابا فرنسيس ورسائله وتصرفاته التي طبعت حبريته قال رئيس الأساقفة باناش إن للبابا ميزتين تعجبان الأشخاص: أولا فرحه، إذ إن الناس يرون شخصاً فرحاً، يعيش فرح الإنجيل، وهم يقدرون هذا الأمر كثيراً. وهذا الفرح يشكل مصدر قوة للأشخاص المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء. أما الميزة الثانية فهي صدقُ البابا، إذ يرى فيه المجريون شخصا يتكلم بصدق وبقناعة كبيرة، وهم يثمنون هذا الأمر أيضا.

لم تخل كلمات السفير البابوي في بودابيست من الحديث عن الحرب الدائرة في أوكرانيا خصوصا وأن المجر بلد متاخم لأوكرانيا ويستضيف عدداً كبيراً من النازحين الأوكرانيين، وصلوا مع اندلاع الحرب بحثاً عن ملجأ آمن. وقال إن الحرب حملت تأثيراً على الوضع في المجر، ولفت إلى أن بعض النازحين الأوكرانيين سيشاركون في الفعاليات المرتقبة ضمن زيارة البابا فرنسيس. وعبر عن اعتقاده بأن بعض هؤلاء النازحين سيتحدثون إلى البابا خلال زيارته لكنيسة القديسة إليصابات، كما سيكون هناك عدد من الأوكرانيين سيشاركون في القداس الإلهي الذي سيرأسه البابا، وفي لقاءات أخرى. وأكد في هذا السياق أن ما يطمح إليه الجميع هو أن يتحقق السلام في أوكرانيا معتبرا أن البابا سيتطرق إلى موضوع السلام خلال الزيارة.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال السفير البابوي في بودابيست إن زيارة البابا فرنسيس إلى المجر تشكل بحد ذاتها تحدياً كبيراً وتوقف عند الشعار الذي تم اختياره لهذه الزيارة "المسيح مستقبلنا" لافتا إلى أنه شعار جميل جداً لأنه ينظر نحو المستقبل، لا نحو الماضي أو الحاضر فقط. ورأى سيادته أن التحدي الأكبر هو أن تبقى رسالة البابا وتسمر في المجر بعد انتهاء الزيارة وعودته إلى روما. وأكد أن الجميع ينتظرون الحبر الأعظم اليوم بحماسة كبيرة، لكن ينبغي أن ندرك أن ثمة عملاً كبيراً وشاقاً لا بد من القيام به بعد الزيارة الرسولية كي تتجذر رسالة البابا في المجر.  

26 أبريل 2023, 13:03