بحث

04667_29112014.jpg

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى البطريرك المسكوني برتلماوس الأول لمناسبة عيد القديس أندراوس

المحبة والتمنيات القلبية والصلوات والرغبة في مواصلة العمل معا من أجل الشركة الكاملة، كان هذا محور رسالة وجهها البابا فرنسيس اليوم إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس.

لمناسبة الاحتفال اليوم ٣٠ تشرين الثاني نوفمبر بعيد القديس أندراوس وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول أعرب في بدايتها عن سعادته لكونه ممثَّلا في الفنار بوفد كنيسة روما للمشاركة في الاحتفال بعيد شفيع كنيسة القسطنطينية والبطريركية المسكونية. وتابع الأب الأقدس أنه سأل الوفد أن ينقل إلى غبطة البطريرك برتلماوس الأول محبته الأخوية والصلاة القلبية من أجله ومن أجل الكنيسة الموكلة إلى رعاية غبطته.  ثم وجه البابا فرنسيس التحية إلى أعضاء السينودس المقدس لكنيسة القسطنطينية والإكليروس والمؤمنين العلمانيين المشاركين في الاحتفال الليتورجي بعيد القديس أندراوس.

تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن اللقاء التقليدي لكنيستَي روما والقسطنطينية لمناسبة الاحتفال بشفيعَيهما، فوصفه بتعبير عن عمق الأواصر الموحِّدة بينهما وعلامة مرئية للرجاء في شركة أكثر عمقا دائما. وذكَّر البابا فرنسيس بأن الشركة الكاملة بين جميع المؤمنين بيسوع المسيح هي التزام بالنسبة لكل مسيحي، وأضاف أن وحدة الجميع ليست فقط رغبة الله بل هي أيضا أولوية عاجلة في عالم اليوم الذي هو حاجة كبيرة إلى المصالحة والأخوّة والوحدة. وعاد الأب الأقدس في هذا السياق إلى ما جاء في الوثيقة المجمعية الدستور العقائدي في الكنيسة Lumen Gentium (نور الأمم) والذي يصف الكنيسة بـ "العلامة والأداة في الاتحاد الصميم بالله ووحدة الجنس البشري برمته".

ثم توقف البابا فرنسيس في رسالته إلى البطريرك المسكوني عند الاهتمام الذي تم إيلاؤه إلى الأسباب التاريخية واللاهوتية للانقسام، وأشار إلى ضرورة مواصلة هذا البحث المشترك وتطويره بروح حوار صادق وانفتاح متبادل. وواصل أن من الضروري من جهة أخرى الاعتراف بأن الانقسامات هي نتاج أفعال ومواقف خطيئة تعيق عمل الروح القدس الذي يقود المؤمنين إلى وحدة في التنوع المشروع، وأضاف قداسته أن فقط النمو في قداسة الحياة يمكنه أن يقود إلى وحدة صادقة ودائمة. نحن مدعوون إذاً، قال البابا فرنسيس، إلى العمل سعيا إلى استعادة الوحدة بين المسيحيين لا بمجرد اتفاقيات موقَّعة بل عبر الأمانة إلى رغبة الآب وتمييز تحفيز الروح القدس. وتابع متحدثا عن الامتنان لله على أن كنائسنا لا تستسلم إلى خبرات الانقسام الماضية والحالية بل تسعى، على العكس، من خلال الصلاة والمحبة الأخوية إلى بلوغ الشركة الكاملة التي ستمَكننا يوما ما، بتوقيت الله، أن نجتمع حول المائدة الإفخارستية ذاتها.

وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أنه وفي المسيرة نحو هذا الهدف هناك بالفعل الكثير من الجوانب التي تعمل فيها الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة المسكونية معا من أجل الخير العام للعائلة الإنسانية، وذلك من خلال حماية الخليقة والدفاع عن كرامة كل شخص، مكافحة الأشكال الحديثة للعبودية، وتعزيز السلام. ومن بين الجوانب المثمرة بشكل أكبر لهذا التعاون، قال الأب الأقدس، هناك الحوار بين الأديان. وعاد البابا في حديثه إلى اللقاء الأخير بينه وبين البطريرك المسكوني في إطار ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني. وشدد قداسته على كون الحوار واللقاء الطريق الوحيد لتجاوز النزاعات وكل أشكال العنف. وتابع الأب الأقدس مؤكدا ايكاله إلى رحمة الله كلي القدرة مَن فقدوا حياتهم أو جُرحوا خلال الهجوم الأخير الذي تعرضت له اسطنبول، كما وأكد صلاته كي يبدل الله قلوب مَن يشجعون ويدعمون مثل هذه الأفعال الشريرة.

ثم ختم البابا فرنسيس رسالته إلى البطريرك المسكوني برتلماوس الأول لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس شفيع كنيسة القسطنطينية مستمطرا على غبطته عطية السكينة والفرح، ثم جدد أفضل التمنيات لمناسبة عيد القديس أندراوس، مبادلا البطريرك برتلماوس الأول عناقا أخويا، عناق سلام في الرب.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن قداسة البابا فرنسيس، وعقب اختتامه تعليمه الأسبوعي اليوم خلال المقابلة العامة مع المؤمنين، قد ذكَّر بالاحتفال اليوم بعيد القديس أندراوس أخ سمعان بطرس. وتحدث قداسته في كلمته عن وفد الكرسي الرسولي الذي توجه حسب التقليد المعتاد إلى الفنار للمشاركة في الاحتفال الإفخارستي. وحيا الأب الأقدس بمحبة البطريرك برتلماوس الأول وكنيسة القسطنطينية بكاملها. وواصل طالبا شفاعة القديسَين الأخوين الرسولين بطرس وأندراوس من أجل أن تنعم الكنيسة قريبا بوحدتها الكاملة، وأن ينعم العالم بأسره بالسلام، وخاصة وفي هذه اللحظة أوكرانيا العزيزة والمتألمة والتي هي دائمنا في قلوبنا وفي صلواتنا، قال الأب الأقدس.

وحول مشاركة وفد الكرسي الرسولي في الاحتفال مع بطريركية القسطنطينية المسكونية بعيد شفيعها القديس أندراوس أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي اليوم ٣٠ تشرين الثاني نوفمبر بيانا جاء فيه أنه في إطار التبادل التقليدي للوفود للاحتفال بشفيعَي الكنيستين ترأس الكاردينال ليوناردو ساندري العميد الفخري لدائرة الكنائس الشرقية وفد الكرسي الرسولي للمشاركة في احتفال البطريركية المسكونية بعيد شفيعها. وقد رافقه، حسب ما تابع البيان، المطران أندريا بالمييري وكيل دائرة تعزيز وحدة المسيحيين، ثم انضم إلى الوفد في اسطنبول السفير البابوي في تركيا رئيس الأساقفة ماريك سولتشينسكي. وقد شارك الوفد في الاحتفال الليتورجي الذي ترأسه البطريرك المسكوني برتلماوس الأول في كنيسة البطريركية في الفنار، والتقى الوفد غبطة البطريرك كما وشارك في حوار مع لجنة سينودس كنيسة القسطنطينية المكلفة بالعلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية. وختم البيان الصادر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مشيرا إلى تسليم الكاردينال ساندرى غبطة البطريرك برتلماوس الأول رسالة موقعة من البابا فرنسيس قرئت في ختام الاحتفال الليتورجي.            

30 نوفمبر 2022, 13:49