بحث

حوار البابا مع الكهنة اليسوعيين في السفارة البابوية في نور سلطان خلال زيارته لكازاخستان حوار البابا مع الكهنة اليسوعيين في السفارة البابوية في نور سلطان خلال زيارته لكازاخستان 

حوار البابا مع الكهنة اليسوعيين في السفارة البابوية في نور سلطان خلال زيارته لكازاخستان

خلال الزيارة الرسولية التي قام بها إلى كازاخستان من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من أيلول سبتمبر الجاري كان للبابا فرنسيس لقاء مع أعضاء الرهبنة اليسوعية في ما يُعرف بـ"المنطقة الروسية". جرى اللقاء في اليوم الأخير من الزيارة وكان عبارة عن حوار أجراه البابا مع الكهنة اليسوعيين نُشر مضمونه كاملاً هذا الخميس على الموقع الرسمي لمجلة Civiltà Cattolica.

قال البابا: "إننا نعيش اليوم حرباً عالمية ثالثة"، وأشار إلى أنه يخطئ مع يعتبر أن الصراع هو بين روسيا وأوكرانيا، أو بين الأشرار والأخيار، مشددا على ضرورة أن يتحرر القلب من الحقد، ولفت إلى أن أوكرانيا هي الضحية الأولى لعدوان "غير مقبول ومدنِّس". مما لا شك فيه أن الحرب الدائرة اليوم بين روسيا وأوكرانيا كانت لها حصة الأسد من كلمات البابا إلى الكهنة اليسوعيين التسعة عشر والذين التقى بهم في مقر السفارة البابوية في العاصمة نور سلطان. أكد فرنسيس أنه عندما تقع الحروب يتألم الشعب، وهذا الأمر يولّد الحقد والضغينة، مشيراً إلى أن من يخوض الحرب ينسى الإنسانية.

مضى البابا إلى القول: "أعتقدُ أنه من الخطأ أن نفكر أننا نشاهد فيلماً لـ"رعاة البقر"، حيث يوجد الأشرار والأخيار"، وعاد الحبر الأعظم ليؤكد أن ما نشهده اليوم هو حرب عالمية ثالثة، مشددا على ضرورة التحقق من الديناميكية التي أدت إلى نشوب هذا الصراع في المقام الأول، لافتا إلى وجود "عوامل دولية ساهمت في التسبب بالحرب".

بعدها أكد البابا فرنسيس أن أحد قادة الدول قام بزيارة إلى الفاتيكان في كانون الأول ديسمبر الماضي، قبل شهرين على اندلاع الحرب في أوكرانيا، وعبّر عن قلقه البالغ لأن حلف شمال الأطلسي ذهب لينبح على أبواب روسيا دون أن يدرك أن روسيا هي إمبراطورية، وتخشى زعزعة الأمن على حدودها. فيما يتعلق بالأسباب الكامنة وراء الحرب دعا فرنسيس إلى عدم الإفراط في تبسيط الأمور، موضحا أنه يرى نزعات إمبريالية في هذا الصراع وأن الأنظمة الإمبرالية وعندما تشعر أنها مهددةٌ أو عندما تواجه خطر الاضمحلال تقوم بردة فعل معتقدة أن الحل يكمن في خوض الحرب، كما تقوم باختبار الأسلحة والاتجار بها.

هذا ثم ذكّر البابا الحاضرين بأنه منذ وصوله إلى كازاخستان تحدث عن هذا الصراع المسلح مسلطاً الضوء على معاناة الشعب الأوكراني، ولفت أيضاً إلى الزيارة التي قام بها إلى مقر السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي، تحركه الرغبة في مخاطبة الرئيس فلاديمير بوتين، وفي فتح نافذة على الحوار. وذكّر بالاتصالات الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وبالزيارات التي قام بها إلى أوكرانيا الكاردينالان شيرني وكراييفسكي بالإضافة إلى رئيس الأساقفة غالاغر. وروى البابا أنه فكر هو أيضا بالذهاب إلى أوكرانيا، وقال إنه يبدو أن الله لم يشأ له أن يذهب في هذه المرحلة بالذات.

في ختام حواره مع أعضاء الرهبنة اليسوعية في "المنطقة الروسية"، الذي جرى في السفارة البابوية في نور سلطان، قال البابا فرنسيس إنه لا يهمه أن يدافع الكهنة اليسوعيون عنه، بل ما يهمه هو أن يشعر الناس بلمسة الحنان، التي يقدمها لهم اليسوعيون، الذين هم أخوة البابا، مشدداً في هذا السياق على ضرورة أن يشعر الشعب بقرب الكنيسة منه.

29 سبتمبر 2022, 11:07