بحث

البابا فرنسيس اليوم العالمي للشباب ريو دي جانيرو 2013 البابا فرنسيس اليوم العالمي للشباب ريو دي جانيرو 2013  

البابا فرنسيس يوجه رسالة فيديو إلى أساقفة البرازيل لمناسبة الجمعية العامة لمجلسهم

القرب من البرازيليين في هذه الفترة الصعبة، الرجاء في انتصار الحياة، والتشديد على ضرورة أن تكون الكنيسة أداة مصالحة ووحدة. كان هذا محور رسالة فيديو وجهها البابا فرنسيس إلى أساقفة البرازيل لمناسبة الجمعية العامة لمجلسهم.

بدأت في 12 نيسان أبريل أعمال الجمعية العامة الـ 58 لمجلس أساقفة البرازيل والتي تستمر حتى 16 من الشهر وذلك عبر الشبكة. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى الأساقفة مشيرا إلى أنه يريد بالتحدث إليهم التوجه بكلماته إلى البرازيليين جميعا في لحظة يواجه فيها هذا البلد الحبيب إحدى أكثر الاختبارات صعوبة في تاريخه. وتابع الأب الأقدس معربا عن قربه من مئات الآلاف من العائلات التي تبكي جراء فقدان أشخاص أعزاء، مضيفا أن الوباء الحالي لم يستثنِ من المعاناة أحدا، شبان ومسنين، آباء وأمهات، أطباء ومتطوعين، أغنياء وفقراء، وقال إنه يتوجه بفكره إلى الأساقفة الذين فقدوا حياتهم بسبب المرض سائلا الله أن يمنح الموتى الراحة الأبدية وأن يعزي القلوب المتألمة لأقاربهم والذين لم يتمكنوا في أغلب الحالات من توديعهم. وشدد قداسته على أن موت الأشخاص بمفردهم وبدون وداع من بين أكبر الآلام بالنسبة لهم ولأحبائهم.

وتابع البابا فرنسيس متوقفا عند استمرار أصداء إعلان انتصار الرب يسوع على الموت والخطيئة، مضيفا أن إعلان الفصح يجدد الرجاء في قلوبنا ومؤكدا أن علينا ألا نستسلم. وواصل أن المسيح الذي هزم الموت هو بجانبنا، ودعا بالتالي إلى تجديد الرجاء في انتصار الحياة. وتحدث البابا في هذا السياق عن أن إيماننا بالمسيح القائم يكشف لنا أن بإمكاننا تجاوز هذه اللحظة المأساوية حيث يمنحنا رجاؤنا الشجاعة للنهوض. وواصل أن المحبة تحثنا على البكاء مع الباكين وتقديم المساعدة وخاصة لأكثر الأشخاص عوزا. وشدد قداسته على أن المحبة تدعونا إلى التجرد، مشجعا الأساقفة على عدم التخوف من التجرد مشيرا إلى أن كل فرد يعرف مما عليه أن يتجرد. وأكد البابا فرنسيس أن بالإمكان تجاوز الوباء وتبعاته وذلك فقط في حال كنا متحدين.

ثم عاد قداسة البابا في رسالة الفيديو الموجهة إلى أساقفة البرازيل لمناسبة انعقاد الجمعية العامة لمجلسهم إلى زيارته الرسولية إلى هذا البلد سنة 2013 وتوقف بشكل خاص عند حديثه حينها عن عذراء أباريسيدا، وقال إن  تلك الصورة التي عُثر عليها وقد تكسرت يمكن أن نعتبرها رمزا للواقع في البرازيل. وكان قد قال حينها أن ما كُسر سيستعيد وحدته وأن الله يمنح رسالة إعادة تركيب ما تكسَّر وتلاحُم ما انقسم. وتابع البابا أن الجدران والهاوية والمسافات والتي نجدها اليوم أيضا مصيرها الزوال، مؤكدا أن الكنيسة لا يمكنها تجاهل هذا الدرس بل عليها أن تكون أداة للمصالخة. وواصل الأب الأقدس عقب تذكيره بتلك الكلمات مشددا على ضرورة أن تكون الكنيسة أداة للوحدة أيضا، وهذه هي رسالة الكنيسة في البرازيل وذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى. ولبلوغ هذا يجب الابتعاد عن الانقسام والاختلافات، ومن الضروري اللقاء فيما هو جوهري، بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح، وذلك للتمكن من إعادة اكتشاف "وحدة الروح برباط السلام". فهكذا فقط، تابع البابا حديثه إلى الأساقفة، يمكنكم كرعاة لشعب الله أن تلهموا لا المؤمنين الكاثوليك وحدهم بل والمسيحيين الآخرين وأيضا والرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة على أصعدة المجتمع كافة وأيضا على صعيد المؤسسات والحكومة، والعمل معا من أجل تجاوز لا فقط فيروس كورونا بل وفيروس آخر يصيب البشرية منذ فترة، فيروس اللامبالاة الناتج عن الأنانية والذي يتسبب في ظلم اجتماعي.

أكد البابا فرنسيس بالتالي أن التحدي كبير، لكننا نعلم أن الرب يسير معنا، فقد قال "وهاءنذا معكم طوال الأيام إِلى نهاية العالم". وشدد قداسته على ضرورة اليقين "إِن اللهَ لم يعطنا روح الخوف، بل روح القوة والمحبة والفطنة"، ولذلك "فلنلقِ عنا كل عبء وما يساورنا من خطيئة ولنخض بثبات ذلك الصراع المعروض علينا، محدِّقين إِلى مُبدئ إيماننا ومتممه، يسوع". يسوع دائما، قال الأب الأقدس، ففيه أساسنا وقوتنا ووحدتنا. ثم ختم البابا فرنسيس طالبا من الرب القائم أن تعطي الجمعية العامة لمجلس أساقفة البرازيل ثمار وحدة ومصالحة لشعب البرازيل بكامله وللمجلس، مضيفا أن الوحدة لا تعني التجانس بل هي تناغم يمنحه الروح القدس وحده. ثم طلب شفاعة عذراء أباريسيدا كي يحصل أبناؤها جميعا على نعمة أن يكونوا حراسا لخير وحياة الآخرين ومعزِّزين للأخوّة، ومنح قداسته البركة للجميع سائلا إياهم الصلاة من أجله.

15 أبريل 2021, 18:03