بحث

1618570400884.jpg

مقابلة مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عقب استقبال البابا فرنسيس له

أوضاع اللاجئين في عالم اليوم الأصم وغير المبالي والتي تتفاقم مأساوية بسبب الوباء، وضرورة مواجهة هذا برسالة البابا فرنسيس، رسالة التضامن والإنسانية والأخوّة. كان هذا محور حديث مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى موقع فاتيكان نيوز عقب استقبال البابا فرنسيس له.

استقبل قداسة البابا فرنسيس الجمعة 16 نيسان أبريل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السيد فيليبو غراندي والذي أجرى معه موقع فاتيكان نيوز مقابلة عقب لقائه الأب الأقدس. وفي إجابته أولا على سؤال حوال المواضيع التي تم التطرق إليها مع قداسة البابا تحدث المفوض السامي عن الأوضاع الحالية الصعبة التي تواجهها بشكل خاص المجموعات التي تهتم بشؤونهم المفوضية السامية للأمم المتحدة، أي اللاجئين والنازحين، مشيرا في المقام الأول إلى التبعات الاقتصادية لوباء كوفيد 19. وتحدث من جهة أخرى عن الإطار السياسي والذي يظل صعبا فيما يتعلق بهؤلاء الأشخاص، خاصة وأن الاستقبال وبدلا من أن يكون فعلا إنسانيا كما يذكِّرنا البابا فرنسيس فقد تم تسييسه وأصبح موضع جدل سياسي. وأضاف السيد غراندي أنه قد تم خلال استقبال البابا له التطرق إلى أوضاع محددة مثل تلك التي تواجهها أمريكا اللاتينية وبشكل خاص تدفق اللاجئين من فنزويلا، كما وشمل اللقاء الحديث عن لبنان وما يعيش من أزمة عميقة. تطرق حديثه مع الأب الأقدس أيضا إلى أوروبا وضرورة أن يكون لديها وفي أسرع وقت ممكن أداة مشتركة للاستقبال وتحديد اللاجئين ودمجهم. وأكد في هذا السياق تطابق وجهات النظر بين قداسة البابا والمفوضية السامية.

وفي حديثه عن لاجئي اليوم وأوضاعهم المأساوية قال فيليبو غراندي إن اللاجئين هم وحسب التعريف التاريخي أشخاص يفرون من العنف والتمييز والاضطهاد، ومن النزاعات والحروب التي يبدو أنها تتزايد ولا يتم حلها حسب ما ذكر البابا فرنسيس خلال استقباله له. وتختلط موجات التدفق هذه مع أوضاع أخرى حسب ما واصل المفوض السامي، مثل الفقر والتغيرات المناخية واليوم الوباء. هناك بالتالي حركة مركبة للشعوب يصعب التعامل معها بالنسبة للحكومات أيضا، ولكن بدون إدارة جيدة لا ينشأ فقط توتر يجب حله مع الجماعات المحلية بل ويُترك اللاجئون في المقام الأول في أوضاع معلقة شديدة القسوة من وجهة النظر الإنسانية.

ثم تطرقت المقابلة مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين إلى تعامل عالم اليوم مع قضية اللجوء، فتحدث السيد غراندي عما وصفه بعالم أصم وغير مبال يلتهي بمشاكل أخرى كثيرة، مضيفا أن الوباء يشغل العالم بشكل حقيقي مع الأسف. وتابع أن هناك في العالم أيضا مَن يرفع صوته كثيرا ويستغل معاناة هؤلاء الأشخاص من أجل كسب الأصوات والفوز في الانتخابات والتمتع بسلطات أكبر، وهذا أمر يثير مشاكل ويجب أن نواجهه برسالة البابا فرنسيس، رسالة التضامن والإنسانية والأخوّة التي يسعى الأب الأقدس إلى نشرها باستمرار في دول العالم كافة. وتحدث المفوض السامي في هذا السياق عن زيارة البابا فرنسيس سنة 2016 إلى جزيرة لسبوس ومخبم موريا للاجئين والتي تمر اليوم الذكرى الخامسة لها، وتوقف السيد غراندي عند كون اللاجئين لا يتركون دولا تعاني من أوضاع صعبة فحسب بل ويمرون أيضا بدول أخرى تعيش بدورها أوضاعا صعبة أو أطرا لا يجدون فيها ما يُفترض أن يجدوا من حماية واستقرار واستقبال. وإلى جانب لسبوس اليونانية أعطى المفوض السامي مثلا آخر، ليبيا كبلد يمر بمرحلة انتقالية. تحدث أيضا عن دول البلقان مضيفا أنه قد تم التطرق إليها خلال لقائه الأب الأقدس، وقال إن هذه الدول قد أصبحت اليوم بالنسبة لإيطاليا مصدر تدفق وتنقل للأشخاص. وتابع مشيرا إلى أننا في عالم أصبحنا جميعا فيه في حركة أكبر، وإلى استغلال عالم الجريمة للتنقل البشري ما يشكل مخاطر إضافية بالنسبة للاجئين والمهاجرين.

وفي ختام المقابلة التي أجراها موقع فاتيكان نيوز مع فيليبو غراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، عقب استقال البابا فرنسيس له الجمعة 16 نيسان أبريل، تم التطرق إلى مفوصية الأم المتحدة  ودورها اليوم بعد مرور أكثر من 70 سنة على تأسيسها سنة 1950. وقال السيد غراندي إن المفوضية قد تأسست لتستمر 3 سنوات فقط، ولكنها ويعد أكثر من 70 سنة لا تزال ضرورية مع الأسف حسب ما ذكر. وأراد التذكير في هذا السياق بأننا نشهد هذا العام 2021 مرور 70 سنة على اتفاقية حقوق اللاجئين، مضيفا أن هذه الوثيقة يتواصل تمتعها عقب هذه العقود من الزمن بآنية كبيرة.

17 أبريل 2021, 13:54