بحث

البابا فرنسيس يستقبل جماعة الطريق الجديد البابا فرنسيس يستقبل جماعة الطريق الجديد 

البابا فرنسيس يستقبل جماعة الطريق الجديد

عدم الخوف من السير على طرق الأخوّة وبناء الجسور بين الأشخاص والشعوب في عالم لا تزال ترتفع فيه جدران كثيرة خوفا من الآخر، ومواصلة العمل في خدمة الخير العام والفقراء. هذا ما شجع عليه البابا فرنسيس اليوم أعضاء جماعة الطريق الجديد خلال استقباله لهم في القصر الرسولي.

استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم الجمعة أعضاء جماعة الطريق الجديد، ورحب في بداية كلمته بالجميع مؤكدا أنه يحيّي من خلالهم أيضا شباب الدول المختلفة الذين يستفيدون من قدرات ومرافقة الجماعة، كما وشكر ضيوفه على القيام بهذه الرحلة إلى روما رغم التقييدات المفروضة بسبب الوباء. ثم أكد البابا شكر الرب على عمل روحه الذي يظهر في المسيرة الإنسانية والروحية لأعضاء الجماعة في خدمة الخير العام والفقراء، وقال قداسته لضيوفه إن هذه مسيرة يقومون بها رافضين الفقر وعاملين من أجل عالم أكثر عدالة وأخوّة. وذكر قداسته أنه وفي اللهاث من أجل الامتلاك والمجد أو السلطة غالبا ما يتم تجاهل الضعفاء والفقراء ورفضهم أو اعتبارهم غير مفيدين ويمكن إقصاؤهم. وأعرب الأب الأقدس لأعضاء الجماعة عن الرجاء في أن يعيد التزامهم وحماسهم في خدمة الآخرين، تُحركهم قوة إنجيل المسيح، مذاق الحياة والرجاء في المستقبل للكثير من الأشخاص وخاصة الشباب.

ثم تابع البابا فرنسيس مذكرا بأن دعوة العلمانيين هي أولا وقبل كل شيء المحبة في الأسرة، والأعمال الاجتماعية والسياسية التي تحفزها المحبة، فهي التزام ملموس انطلاقا من الإيمان لبناء مجتمع جديد، إنها العيش وسط العالم والمجتمع من أجل تبشير مختلف أوضاعه، من أجل تنمية السلام والتعايش والعدالة وحقوق الإنسان والرحمة، وبالتالي نشر ملكوت الله في العالم. وتابع قائلا لأعضاء الجماعة إنهم يسيرون بهذه الدينامية في انفتاح مسكوني وبقلب مستعد لاستقبال الثقافات والتقاليد المختلفة وذلك من أجل تغيير وجه مجتمعنا. وأراد الأب الأقدس تشجيع ضيوفه على عدم الخوف من السير على طرق الأخوّة وبناء الجسور بين الأشخاص والشعوب في عالم لا تزال ترتفع فيه جدران كثيرة خوفا من الآخر. وواصل أنهم ومن خلال مبادراتهم ومشاريعهم ونشاطاتهم يجعلون مرئيةً كنيسة فقيرة مع ومن أجل الفقراء، كنيسة في انطلاق تصبح قريبة من الأشخاص الذين يعيشون المعانة وعدم الاستقرار، التهميش والإقصاء. وأضاف الحبر الأعظم أن من إيماننا بالمسيح الذي صار فقيرا والقريب دائما من الفقراء والمستبعدين ينبع اهتمامنا بالتنمية المتكاملة لأكثر الأشخاص تهميشا في المجتمع.

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند مواجهة أعضاء جماعة الطريق الجديد مع شباب مجتمعاتهم اليوم أكثر من السابق تحديات تهدد صحة بيتنا المشترك. وتحدث قداسته بالتالي عن ارتداد إيكولوجي حقيقي يعترف بكرامة كل شخص وقيمته، بإبداعه وقدرته على التطلع إلى الخير العام وتعزيزه. وواصل قداسة البابا أن ما نعيش اليوم بسبب الوباء يعلِّمنا بشكل ملموس أننا جميعا على القارب ذاته وأن بإمكاننا تجاوز الصعاب فقط في حال قبولنا العمل معا. ثم تحدث عن تأمل أعضاء الجماعة خلال بقائهم في روما حول أحد جوانب الحياة في بيتنا المشترك، أي وجود واستقبال المهاجرين في أوروبا. وذكَّر قداسته في هذا السياق بأننا عندما نتحدث عن المهاجرين والنازحين غالبا ما نتوقف عند الأرقام. لكن الأمر لا يتعلق بأرقام، بل بأشخاص، وإذا التقينا بهم فسوف نتوصل لمعرفتهم، وإذا عرفنا قصصهم فسوف نتمكن من فهمهم.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء جماعة الطريق الجديد، الذين استقبلهم اليوم الجمعة في القصر الرسولي، دعا قداسة البابا فرنسيس ضيوفه إلى البقاء راسخين في قناعاتهم وفي إيمانهم، وحثهم على ألا ينسوا أن المسيح حي وأنه يدعوهم إلى السير بشجاعة خلفه ومعه. وأضاف البابا أن عليهم أن يكونوا الشعلة التي تولد الرجاء مجددا في قلوب الكثير من الشباب المحبطين والحزانى وفاقدي الأفق. تحدث قداسته أيضا عن ضرورة التمكن من خلق روابط صداقة وتقاسم أخوي وذلك من أجل عالم أفضل. أوكل البابا فرنسيس بعد ذلك ضيوفه جميعا وعائلاتهم وأعضاء الجماعة وجميع الشباب الذين يلتقونهم إلى شفاعة مريم العذراء وحماية القديس اغناطيوس، كما وبارك قداسته الجميع سائلا إياهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.   

30 أبريل 2021, 12:18