بحث

una-missione-di-riconciliazione-la-visita-del-papa-nello-srilanka una-missione-di-riconciliazione-la-visita-del-papa-nello-srilanka 

أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان يتحدث عن زيارة البابا إلى سريلانكا لخمس سنوات خلت

لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس إلى سريلانكا من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من كانون الثاني يناير 2015، نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا لأمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان المونسينيور Indunil Kodithuwakku Kankanamalage سلط فيه الضوء على هذه الزيارة التاريخية وكيفية انعكاسها على مسيرة المصالحة والسلام في البلد الآسيوي.

كتب المسؤول الفاتيكاني أن البابا كان كمرسلٍ للمصالحة وزار بلداً يعاني من الشرور والصراعات العرقية والدينية، وقام بزرع بذور الحوار والغفران والاحترام والعدالة. ولفت إلى أن أصداء هذه الزيارة ما تزال تتردد اليوم في البلاد. وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى خصوصا في ضوء الهجمات التي وقعت يوم عيد الفصح في عام 2019 على يد متطرفين إسلاميين، ما تسبب بسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المصلين، وأجّج الأحكام المسبقة والتوترات بين مختلف المكونات الدينية بعد سنوات طُبعت بالثقة المتبادلة والتناغم. مع العلم أن معظم السريلانكيين هم بوذيون، فيما ينتمي التاميل إلى الهندوسية. أما المسيحيون فينتمون إلى هذين العرقين، ويشكل الكاثوليك نسبة ستة فاصلة واحد بالمائة من مجموع عدد السكان.

وذكّر المونسينيور Kankanamalage، وهو مواطن سريلانكي، بأن فرنسيس كان ثالث بابا يزور الجزيرة التي تُسمّى بـ"لؤلؤة المحيط الهندي"، بعد أن سبقه البابا بولس السادس في كانون الأول ديسمبر من العام 1970 ويوحنا بولس الثاني في كانون الثاني يناير 1995. وقد أعطى البابا مونتيني (بولس السادس) دفعاً معنوياً، معرباً عن قربه من الجماعة المحلية التي عانت من عملية تأميم المدارس الكاثوليكية. أما البابا فويتيوا (يوحنا بولس الثاني)، فقام بتطويب الكاهن جوزيف فاز، المعروف برسول سريلانكا، وساهم في إعادة إحياء الإيمان الكاثوليكي، مجدِّدا الدعوة إلى المصالحة في بلد يعاني من الحرب الأهلية.

خلال الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام قام البابا فرنسيس بإعلان قداسة الطوباوي فاز، الذي أصبح أول قديس سريلانكي. وقد تم ذلك في سياق مطبوع بالحرب الأهلية التي استمرت ستة وعشرين عاما. ومع أنها انتهت رسميا في أيار مايو من العام 2009، ما تزال الكثير من الجراح الجسدية والعاطفية والنفسية تحتاج إلى العلاج.

وتعامل المواطنون مع زيارة البابا بفرح كبير وانتظروه بفارغ الصبر. لقد سئمت البلاد من الحرب التي خلّفت وراءها عشرات آلاف الأرامل والأيتام، مع العلم أن الصراع شهد أكثر من ثلاثمائة من الهجمات الانتحارية، التي نُفذت على يد الرجال والنساء وحتى الفتيان والفتيات. كان الشعب يتوق إلى السلام. ومما لا شك فيه أن زيارة البابا فرنسيس إلى بلد ما يزال يعيش الانقسامات والجراح والاستقطاب ساهمت في عملية المصالحة الوطنية والسلام بين مختلف مكونات المجتمع العرقية والدينية.

في ختام مقاله سلط أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان الضوء على أبرز التحديات التي تواجهها بلاده اليوم والتي تتمثل أولا في إحداث يقظة لدى الأكثرية المعتدلة من أجل إسكات الأصوات المتطرفة، لافتا إلى أن السياسة العرقية – الدينية والأصولية الدينية أحدثتا استقطابا في المجتمع وساهمتا في زرع بذور انعدام الثقة والعداوة والصراع.

17 يناير 2021, 11:15