بحث

SKOREA-RELIGION-BUDDHISM-LANTERN SKOREA-RELIGION-BUDDHISM-LANTERN 

المجلس البابوي للحوار بين الأديان يوجه رسالة إلى البوذيين لمناسبة عيد الفيساك

بناء ثقافة شفقة وأخوّة هو محور الرسالة التي وجهها المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى البوذيين لمناسبة عيد الفيساك/هاناماتسوري 2020.

البوذيون والمسيحيون: لنبنِ ثقافة شفقة وأخوة، هذا عنوان الرسالة التي وجهها المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى البوذيين لمناسبة احتفالهم بعيد الفيساك/هاناماتسوري. وبدأت الرسالة التي تحمل توقيع رئيس المجلس الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت وأمين المجلس المونسينيور كوديتواكو إندونيل موجهة التحية للبوذيين جميعا مثل ما اعتاد المجلس خلال السنوات الأربع والعشرين الأخيرة. ومع الاحتفال بالعام الخامس والعشرين لهذه الرسالة التقليدية يريد المجلس تجديد رباط الصداقة والتعاون مع التقاليد التي يمثلها البوذيون.

ثم توقفت الرسالة عند الموضوع الذي اختير لرسالة هذا العام أي البوذيون والمسيحيون: لنبنِ ثقافة شفقة وأخوة، وتابع المجلس أن التأمل في هذا الموضوع ينطلق من الوعي بالقيمة الكبيرة التي تمنحها تقاليدنا الدينية للشفقة والأخوّة في بحثنا الروحي والشهادة والخدمة التي نقدمها لإنسانية وأرض جريحتَين. وذكَّر المجلس في هذا السياق بما جاء في وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك "أن التعاليمَ الصحيحةَ للأديانِ تَدعُو إلى التمسُّك بقِيَمِ السلام وإعلاءِ قِيَمِ التعارُّفِ المُتبادَلِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المشترَكِ". وتابعت رسالة المجلس البابوي مذكرة بلقاء البابا فرنسيس البطريرك البوذي الأعلى في 21 تشرين الثاني نوفمبر 2019 خلال زيارته الرسولية إلى تايلاند حيث تحدث قداسته عن إمكانية أن نكبر في قرب جيد  وأن نُطلق ونضاعف مبادرات ملموسة على درب الأخوّة، وخاصة لأكثر الأشخاص فقرا وفيما يتعلق ببيتنا المشترك الذي يعامَل معاملة سيئة. وهكذا سنساهم، حسب ما واصل الأب الأقدس، في تشكيل ثقافة شفقة وأخوّة ولقاء هنا وفي مناطق أخرى من العالم.

ثم تابعت الرسالة أن عيد الفيساك يُذكِّرنا بأن الأمير سيدهارتا، أي بوذا كان قد انطلق بحثا عن الحكمة متنازلا عن وضعه النبيل وكونه أميرا، واستبدل ملابسه الحريرية بلباس ناسك. ويتشابه فعله هذا مع ما فعل القديس فرنسيس الأسيزي الذي استبدل ملابسه بملابس متسول لأنه أراد أن يتبع يسوع الذي "تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد" (فيلبي 2، 7) و "لَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" (متى 8، 20). وأكد المجلس على أهمية التخلي لتكريس الذات بحرية أكبر لتعزيز ثقافة الشفقة والأخوَّة وذلك لتخفيف معاناة البشرية والبيئة. توقفت الرسالة بعد ذلك عند العلاقات، ودعا المجلس في هذا السياق البوذيين، وبروح شكر على صداقتهم، إلى مرافقة ودعم أصدقائهم المسيحيين في تعزيز رقة المحبة والأخوّة في العالم اليوم. وتابعت الرسالة أننا وكما نتعلم نحن البوذيين والمسيحيين أحدنا من الآخر كيف نصبح كل يوم أكثر انتباها وشفقة، يمكننا أن نواصل البحث عن طرق تعاون كي تصبح علاقاتنا ينبوع بركة لجميع الكائنات وللكوكب الذي هو بيتنا المشترك.

هذا وذكَّر المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالحاجة إلى مسيرة تربوية من أجل ضمان مواصلة التضامن، وتحدثت الرسالة بالتالي عن الحدث العالمي المرتقب في 15 تشرين الأول أكتوبر القادم لبلوغ اتفاقية تربوية، وهو ما دعا إليه قداسة البابا فرنسيس والذي تحدث في رسالته لإطلاق هذه المبادرة في 12 أيلول سبتمبر 2019 عن لقاء من أجل إعادة إحياء الالتزام من أجل الأجيال الشابة ومعها، من خلال تجديد التوق إلى تربية أكثر انفتاحًا وإدماجًا، قادرة على الإصغاء الصبور، والحوار البنَّاء والتفاهم المتبادل. وتابعت رسالة المجلس البابوي داعية البوذيين إلى التعاون مع الجميع من أجل دعم هذه المبادرة على الصعيد الفردي وداخل جماعاتهم من أجل إنماء أنسنة جديدة. وأعرب المجلس في هذا السياق عن الرضا أمام التصاق البوذيين والمسيحيين في مناطق مختلفة من العالم بقيم راسخة للقضاء على أسباب الشرور الاجتماعية.

وفي ختام الرسالة التي وجهها المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى البوذيين لمناسبة احتفالهم بعيد الفيساك/هاناماتسوري أكد المجلس الصلاة من أجل المتضررين من وباء فيروس كورونا ومَن يقوم برعايتهم، كما ويشجع المجلس المؤمنين على عيش هذه الفترة الصعبة برجاء وشفقة ومحبة. ثم جددت الرسالة، بروح الصداقة والتعاون، التهنئة راجية للبوذيين عيدا ملؤه السلام والفرح.    

 

03 أبريل 2020, 13:35