بحث

البابا يتلو التبشير الملائكي ويعرب عن تضامنه مع اللاجئين والمهاجرين البابا يتلو التبشير الملائكي ويعرب عن تضامنه مع اللاجئين والمهاجرين 

البابا يتلو التبشير الملائكي ويعرب عن تضامنه مع اللاجئين والمهاجرين

أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة التبشير الملائكي، وتوقف في كلمته اليوم عند إنجيل الأحد الأول من زمن الصوم الذي يحدثنا عن تجربة إبليس ليسوع في البرية.

قال البابا إن الرب وبعد معموديته في نهر الأردن توجّه إلى البرية ليجربه إبليس، وكان يستعد لبداية رسالته وإعلان ملكوت السماوات، وفعل ذلك من خلال صوم استغرق أربعين يوما. ولفت فرنسيس إلى أن إبليس، المجرّب، استغل أول فرصة شعور يسوع بالجوع، واقترح عليه أن يحّول الحجارة إلى أرغفة، بيد أن يسوع أجابه قائلا: إنه مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وهذا ما ذكّر به موسى شعبَ إسرائيل في البرية معلما إياه أن حياته تعتمد على كلمة الله.

عند المحاولة الثانية – مضى البابا إلى القول – اقتبس إبليس من الأسفار المقدسة، التي تقول إن الملائكة تهب لنجدة من يضع ثقته بالله. وفي هذه الحالة أيضا أجابه يسوع من الكتاب المقدس قائلا إنه مكتوب أيضا: لا تجربنّ الرب إلهك. وكان إبليس يدرك أن مجيء ملكوت السماوات يعني بداية هزيمته، فقرر أن يمنع يسوع من القيام برسالته، مقدما له إمكانية أن يكون مسيحاً سياسيا. لكن الرب نبذ وثنية النفوذ والمجد البشري، وقال له: ابتعد عني يا شيطان، مكتوب: الربَّ إلهَك وحده تعبد، وله وحده تسجد. وعندها اقترب الملائكة من يسوع الذي ظل أمينا لرسالة الآب وراحوا يخدمونه.

تابع البابا كلمته قبل التبشير الملائكي مشيرا إلى أن يسوع يتحدث مع الشيطان بكلمة الله وقال إننا نسعى أحيانا إلى الحوار مع التجارب، بيد أن الرب طرد إبليس وأجابه بكلمة الله. يجب ألا نتحاور مع إبليس إطلاقا. أضاف فرنسيس أن الشيطان يدخل اليوم في حياة الأشخاص ليجربهم بمقترحاته المغرية، ويمزج صوته مع الأصوات الكثيرة التي تسعى إلى ترويض الضمير. وتأتي من أطراف عدة رسائل تدعونا إلى الاستسلام للتجربة، لكن خبرة يسوع تعلمنا أن التجربة هي محاولة سلوك دروب بديلة عوضا عن سلوك دروب الله: دروب تُشعرنا بالاكتفاء الذاتي، وبالتمتع بالحياة وحسب. لكن كل هذه الأمور هي وهمية: لأننا ندرك أنه كل ما ابتعدتا عن الله، كل ما نشعر بأن لا حول لنا ولا قوة إزاء المعضلات الوجودية الكبيرة. في ختام كلمته سأل البابا العذراء مريم أن تساعدنا في زمن الصوم على التيقظ إزاء التجارب، وعدم الرضوخ لأصنام هذا العالم، واتّباع يسوع في الكفاح ضد الشر، كي نخرج من التجارب ظافرين كما فعل هو.

بعد تلاوة التبشير الملائكي حيا البابا المؤمنين القادمين من إيطاليا وبلدان أخرى وتمنى أن تكون مسيرة الصوم غنية بالثمار وأعمال الخير. وعبر عن حزنه إزاء الأنباء التي تتحدث عن العديد من المهجرين: رجال ونساء وأطفال يهربون بسبب الحرب، فضلا عن المهاجرين الكثر الذين يطلبون المساعدة واللجوء في مختلف أنحاء العالم ودعا إلى الصلاة من أجلهم. 

01 مارس 2020, 12:45