بحث

Pope Francis Wednesday general audience Pope Francis Wednesday general audience 

البابا فرنسيس: الدفاع عن الحياة هو واقع بشريّ يطال جميع المسيحيين

"كل حياة بشريّة هي فريدة وتشكل قيمةً لا تُقدَّر بثمن، وعلينا أن نعلن هذا الأمر على الدوام بشجاعة الكلمة وشجاعة الأعمال" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء تعليمه الأسبوعي، وتحدث إلى المؤمنين عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من اللقاء التقليدي معهم في ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا، واستهل الأب الأقدس تعليمه بالقول لخمسة وعشرين سنة خلت في تاريخ الخامس والعشرين من شهر آذار الذي يُحتفل به بعيد بشارة العذراء مريم أصدر القديس يوحنا بولس الثاني الرسالة العامة "إنجيل الحياة" حول قيمة الحياة البشريّة وحرمتها.

تابع الأب الأقدس يقول إن الرابط بين البشارة و"إنجيل الحياة" هو وثيق وعميق، كما شدّد القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة. نجد اليوم أنفسنا إذ نعيد إطلاق هذا التعليم في إطار وباء يهدّد الحياة البشرية والاقتصاد العالمي. وضع يجعلنا نشعر بالتزام الكلمات التي تبدأ بها الرسالة: "إنجيل الحياة هو في صميم الدعوة التي نادى بها يسوع، وتتلقاه الكنيسة كل يوم بحب لتذيعه بجرأة وأمانةٍ بشرى جديدة لجميع الناس من كل عصر وكل ثقافة" (عدد ١).

أضاف الحبر الأعظم يقول ككل إعلان إنجيلي، هذا الإعلان ينبغي أن يُشهد له أولاً. وأفكّر بامتنان بالشهادة الصامتة للعديد من الأشخاص الذين، وبأشكال عديدة، يبذلون ذواتهم في خدمة المرضى والمسنّين والوحيدين والفقراء. هم يعيشون إنجيل الحياة، على مثال مريم التي قبلت بشارة الملاك وذهبت لمساعدة نسيبتها أليصابات التي كانت تحتاج للمساعدة. في الواقع إنَّ الحياة التي دُعينا لكي نعزّزها وندافع عنها ليست مبدء مجرّدًا لكنّها تظهر على الدوام في شخص من لحم وعظم: في طفل حُبل به وفقير مهمّش ومريض وحيد ويائس أو في نهاية حياته، وشخص فقد عمله أو لا يمكنه أن يجد عملاً ومهاجر مرفوض ومُبعَد... إنّ الحياة تظهر بشكل ملموس في الأشخاص.

تابع البابا فرنسيس يقول كل كائن بشريّ مدعوٌّ من الله لكي يتنعّم بملئ الحياة، وبما أنّه قد أوكِل إلى عناية الكنيسة الوالديّة، فكلُّ تهديد لكرامته وللحياة البشريّة لا يمكنه إلا أن يؤثِّر في قلبها وفي أحشائها الوالديّة. إنَّ الدفاع عن الحياة البشريّة ليس إيديولوجيّة في الكنيسة بل هو واقع، واقع بشريّ يطال جميع المسيحيين وذلك لأنّهم مسيحيين ولأنّهم إنسانيين. إن الاعتداءات على كرامة الأشخاص وحياتهم لا تزال مُستمرّة للأسف حتى في مرحلتنا هذه، مرحلة حقوق الإنسان العالمية؛ لا بل نجد أنفسنا إزاء تهديدات جديدة وعبوديات جديدة، والقوانين والتشريعات ليست على الدوام لحماية الحياة البشرية الضعيفة والهشّة.

أضاف الأب الأقدس يقول إن رسالة الرسالة العامة "إنجيل الحياة" هي إذًا أكثر من آنيّة. وبغض النظر عن الحالات الطوارئ كالتي نعيشها، يتوجّب علينا أن نعمل على الصعيد الثقافي والتربوي لكي ننقل لأجيال المستقبل موقف التضامن والعناية والاستقبال عالمين جيّدًا أنّ ثقافة الحياة ليست إرثًا للمسيحيين بشكل حصريّ، بل تنتمي لجميع الذين، وإذ يجتهدون في بناء علاقات أخويّة، يعترفون بقيمة كل شخص بشري حتى عندما يكون ضعيفًا ومتألّمًا.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، كل حياة بشريّة هي فريدة وتشكل قيمةً لا تُقدَّر بثمن، وعلينا أن نعلن هذا الأمر على الدوام بشجاعة الكلمة وشجاعة الأعمال. هذا الأمر يُذكّرنا بالتضامن والمحبة الأخوية تجاه العائلة البشريّة الكبيرة ولكل فرد من أفرادها. لذلك أعيد التأكيد مع القديس يوحنا بولس الثاني بقناعة متجدّدة على النداء الذي وجّهه للجميع لخمسة وعشرين سنة خلت: "احترمْ وصُنْ وأحبِبْ واخدُمْ الحياة، وكل حياة بشرية! فعلى هذا الدرب فقط تلقى العدل والنموَ والحريّة الحقيقية والسلام والسعادة!".

وفي ختام مقابلته العامة وجّه قداسة البابا فرنسيس نداء قال فيه بعد قليل عند منصف النهار، سنجتمع بشكل روحي نحن رعاة مختلف الجماعات المسيحية مع المؤمنين من مختلف الطوائف لكي نرفع الصلاة إلى الله من خلال تلاوة صلاة الأبانا. لنوحِّد أصواتنا في رفع التضرّع على الرب خلال أيام الألم هذه، فيما يمتحن الوباء العالم بشكل قاس. ليستجب الآب الصالح والرحيم الصلاة الجماعية لأبنائه الذين يتوجّهون بثقة إلى قدرته اللامتناهية.

تابع البابا يقول أجدّد أيضًا الدعوة للجميع للمشاركة بشكل روحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي في وقفة الصلاة التي سأترأسها بعد غد الجمعة عند الساعة السادسة مساء في بازيليك القديس بطرس. إذ ستتبع الإصغاء لكلمة الله والسجود للقربان المقدس بركة مدينة روما والعالم مع منح الغفران الكامل. 

25 مارس 2020, 13:57