بحث

البابا يستقبل وفداً من كهنة ورهبان الكنائس الأرثوذكسية الشرقية البابا يستقبل وفداً من كهنة ورهبان الكنائس الأرثوذكسية الشرقية 

البابا يستقبل وفداً من كهنة ورهبان الكنائس الأرثوذكسية الشرقية

استقبل البابا فرنسيس صباح الجمعة في الفاتيكان وفداً يضم كهنة ورهباناً من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية يقومون بزيارة دراسية إلى روما.

وجّه البابا لضيوفه تحية استهلها معربا عن سروره للقائهم وخصّ بالذكر رئيس الأساقفة برصوميان والأسقف السرياني اللذين يرافقان الوفد الزائر موجها أيضا تحياته الحارة إلى الأخوة، قادة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. بعدها قال البابا إن الزيارة هي عبارة عن تبادل العطايا، لافتا في هذا السياق إلى الزيارة التي قامت بها أم الرب لنسيبتها أليصابات وتقاسمت معها فرح العطية التي منحها إياها الله. أما أليصابات فامتلأت بالروح القدس وباركت مريم. بعدها أكد فرنسيس أن الكنائس، وعلى غرار أليصابات ومريم، تحمل في طياتها عطايا ومواهب الروح القدس كي تتقاسمها من أجل الفرح والخير المتبادلين.

وهكذا عندما يقوم المسيحيون المنتمون إلى مختلف الكنائس بزيارات متبادلة، ويلتقون ضمن محبة الرب، ينالون نعمة تبادل هذه المواهب. وأضاف: هكذا يمكننا أن نقبل ما زرعه الروح القدس لدى الآخر كعطية لنا أيضا. ومن هذا المنطلق شدد البابا على أن زيارة الوفد الأرثوذكسي إلى روما ليست فقط فرصة للتعمّق في معرفة الكنيسة الكاثوليكية، لكنها أيضا بالنسبة للكاثوليك مناسبة لقبول موهبة الروح الموجودة لدى الوفد الزائر. وقال: إن حضوركم يسمح بتبادل المواهب ويشكل مدعاة فرح.

بعدها توقف البابا عند كلمات القديس بولس الرسول القائل "إني أشكر الله دائما في أمركم على ما أوتيتم من نعمة الله في المسيح يسوع". وأضاف أنه يرفع الشكر لله على ما أوتي به ضيوفه من نعمة لافتا إلى أن كل شيء ينطلق من هنا، من رؤية النعمة، والتعرف على عمل الله المجاني، والإيمان بأنه هو من يصنع الخير الموجود بداخلنا. هذا هو جمال النظرة المسيحية إلى الحياة، وهو الإطار الذي ينبغي أن نقبل فيه الأخوة، كما يعلّمنا بولس الرسول.

وقال فرنسيس إنه ممتن على النعمة الذي قبلها ضيوفه في حياتهم، وفي تقاليدهم، وعلى الإجابة بنعم على الدعوة إلى الحياة الكهنوتية والرهبانية، وعلى الشهادة التي تقدمها كنائسهم الأرثوذكسية الشرقية: هذه الكنائس التي ختمت بالدماء إيمانها بالمسيح، وما تزال تشكل بذور الإيمان والرجاء حتى في المناطق المطبوعة غالبا وللأسف بالعنف والحرب.

تابع البابا كلمته متمنياً أن يكون كل واحد من ضيوفه قد اكتسب خبرة إيجابية حيال الكنيسة الكاثوليكية ومدينة روما، ولم يشعروا أنهم مجرد ضيوف، بل أخوة. وأشار إلى أن الرب يُسرّ بهذا الأمر، يُسر بالأخوّة بيننا، متمنياً أن يُسر الرب بزيارتهم إلى روما وبالزيارات الأخرى التي ستليها. وأمل أيضا أن يتحوّل حضورهم في المدينة الخالدة إلى بذرة صغيرة تنمو منها الشركة المنظورة بيننا، هذه الوحدة التامة التي يريدها الرب.

في ختام تحيته إلى وفد الكهنة والرهبان من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية جدد البابا فرنسيس شكره لضيوفه على زيارتهم، وأكد لهم أنه يتذكّرهم في صلواته، ويثق بأنهم سيصلون هم أيضا من أجله ومن أجل خدمته. وسأل البابا الرب ووالدته أن يحميا ضيوفه، ثم صلى معهم صلاة الأبانا كل بلغته الأم.

21 فبراير 2020, 13:05