بحث

شعار المؤتمر الوطني للعلنمانين في إسبانيا شباط فبراير 2020 شعار المؤتمر الوطني للعلنمانين في إسبانيا شباط فبراير 2020 

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى رئيس مجلس أساقفة إسبانيا لمناسبة انطلاق المؤتمر الوطني للعلمانيين

شعب الله الذي عليه إعلان جديد الإنجيل وفرحه، كان هذا محور الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس اليوم إلى رئيس مجلس أساقفة إسبانيا مع انطلاق المؤتمر الوطني للعلمانيين وموضوعه "شعب الله في خروج".

بدأت اليوم في مدريد أعمال المؤتمر الوطني للعلمانيين والذي ينظمه مجلس أساقفة إسبانيا من 14 حتى 16 شباط فبراير الجاري، وقد اختير عنوانه "شعب الله في خروج". ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس المجلس الكاردينال ريكاردو بلاسكيس بيريس، وحيا في البداية رئيس المجلس ورئيس أساقفة مدريد الكاردينال كارلوس أوسورو سييرّا وجميع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وبشكل خاص المؤمنين العلمانيين. ثم تحدث الأب الأقدس عن الاستعدادات الطويلة لهذا المؤتمر، أي عن مسيرة مشتركة تقاسم المشاركون فيها الأفكار والخبرات من الأطر المختلفة التي يتواجدون فيها، وذلك من أجل إثراء متبادل وإنماء الجماعة التي يعيشون فيها.  

هذا وأراد البابا فرنسيس الإشارة إلى تزامن انطلاق أعمال المؤتمر الوطني للعلمانيين في إسبانيا مع الاحتفال بعيد القديسَين كيرلس وميتوديوس شفيعَي أوروبا، وقال إنهما حفزا كرازة كبيرة بالإنجيل في هذه القارة حاملين رسالة الإنجيل إلى مَن لا يعرفونه جاعلين إياه مفهوما وقريبا لبشر زمنهما بلغات وأشكال جديدة. وتابع قداسة البابا أن القديسَين تَمكنا من إيصال نور الإنجيل وفرحه إلى عالم معقد وعدائي، وكانت النتيجة إيمان كثيرين وتشكيلهم جماعة. وأضاف أن جزءا من شعب الله قد بدأ بالسير في منطقة شاسعة من القارة الأوروبية ويواصل السير اليوم تحت حماية هذين الأخوين المبشرَين. ويعلِّمنا هذا، حسب ما واصل البابا فرنسيس، أننا وكشعب الله مدعوون إلى عيش الإيمان لا بشكل فردي أو منعزل بل في جماعة كشعب يحبه الله. نحن ننتمي إلى الله، ولا يعني هذا فقط أننا قد أصبحنا ملتصقين به بالمعمودية، بل وأيضا العيش في تماشٍ مع هذه العطية التي تلقيناها. ولهذا، واصل البابا فرنسيس، من الأساسي أن نعي كوننا جزءً من جماعة مسيحية، لسنا جمعية أو منظمة غير حكومية، بل نحن عائلة الله المدعوة للالتفاف حول الرب نفسه. وشدد الأب الأقدس هنا على أن تذكُّر هذا يجعلنا نعمق إيماننا بشكل يومي كعطية تُعاش في الليتورجيا، في الصلاة المشتركة للكنيسة بكاملها، عطية يجب إعلانها. وتابع البابا فرنسيس متحدثا بالتالي عن شعب يدعوه الله، يسير مصغيا لتحفيز الروح القدس الذي يجدده ويجعله يصل إلى الله.

إن شعب الله هذا الذي هو في خروج يعيش تاريخا محددا لم يختره أحد بل مُنح إياه كصفحة بيضاء ليُكتب عليها. هذا الشعب مدعو إلى الابتعاد عما هو مريح والسير نحو الآخر، مستعدا لتقديم دليل على الرجاء (راجع 1 بط 3، 15) لا عبر إجابات جاهزة مسبقا بل متجسدة وفي أطر محددة، وذلك كي تكون مفهومة وفي المتناول الحقيقة التي تحركنا وتجعلنا سعداء. وأضاف البابا فرنسيس أن هذا يتطلب حرية داخلية تدعنا نجعل واقع زمننا يلمسنا ونتحلى بالشجاعة للخروج للقائه. وتحدث الأب الاقدس بالتالي عن الآنية الدائمة للمهمة الإرسالية كي يتردد صوت الإنجيل الجديد دائما في هذا العالم الذي نعيش فيه، وخاصة في هذه القارة الأوروبية والتي تخنق فيها أصوات الموت واليأس البشرى السارة.

تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن ضرورة إعلان كلمة الله بشغف وفرح وعبر الشهادة المسيحية، وذلك للتغلب على جدران الإقصاء العالية. وأشار قداسته بالتالي إلى ضرورة أن يكون الأخوة والأخوات العاملون في عالم الثقافة والسياسة والصناعة قادرين، بأسلوب حياتهم، على حمل جديد الإنجيل وفرحه حيثما يتواجدون. وواصل الأب الأقدس مشجعا إياهم على عيش دعوتهم داخل العالم، مصغين مع الله ومع الكنيسة إلى نبض أترابهم، الشعب. وطلب البابا من الجميع أن يتجنبوا التجارب التي يكون العلمانيون أمامها في الكنيسة والتي تُضعف ما يميز دعوتهم إلى القداسة في عالم اليوم.

وفي ختام الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس أساقفة اسبانيا الكاردينال ريكاردو بلاسكيس بيريس لمناسبة انطلاق أعمال المؤتمر الوطني للعلمانيين الذي ينظمه المجلس من 14 حتى 16 شباط فبراير بعنوان "شعب الله في خروج"، شجع قداسة البابا فرنسيس العلمانيين على عدم الخوف من السير على الطرقات ودخول جميع زوايا المجتمع، بلوغ حدود المدن ولمس جراح الأشخاص، هذه هي كنيسة الله، قال الأب الأقدس، التي تخرج للقاء الآخر بدون إدانته بل تمد له اليد لدعمه وتشجيعه، أو ببساطة لمرافقته في حياته. ودعا إلى أن تتردد لدى الجميع أصداء دعوة الرب إلى إعلان الإنجيل.  

14 فبراير 2020, 13:55