بحث

تايلنديا تستعد لاستقبال البابا فرنسيس تايلنديا تستعد لاستقبال البابا فرنسيس  

مقابلة مع الكاهن الإيطالي جوفاني رينغو بشأن زيارة البابا إلى تايلنديا

قبل أيام معدودة على زيارةِ البابا فرنسيس الرسولية إلى تايلنديا من العشرين وحتى الثالث والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري أجرى موقع "فاتيكان نيوز" مقابلة مع الكاهن الإيطالي جوفانّي رينغو من "مسيرة الموعوظين الجدد" المتواجد في محلة "شيانغ ماي" شمال البلد الآسيوي، الذي اعتبر أن زيارة البابا، وفضلا عن سعيها إلى تثبيت الجماعة الكاثوليكية المحليّة في الإيمان، ستشكل مناسبة لتشجيع الحوار بين الثقافات والأديان في تايلنديا.

سيشكل هذا البلد الآسيوي المحطّ الأول من زيارة البابا الرسولية المقبلة والتي ستقوده أيضا إلى اليابان، وسيكون برغوليو ثاني بابا يزور ما يُعرف بـ"بلد الابتسامة" بعد أن زاره البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في العام أربعة وثمانين من القرن الماضي. سيجد فرنسيس في تايلنديا جماعة كاثوليكية صغيرة لا تتخطى نسبتُها صفر فاصلة خمسة وخمسين بالمائة من مجموع عدد السكان. تَعدّ الكنيسة المحلية ثلاثمائة وثمانين ألف مؤمن يتوزعون على اثنتي عشرة أبرشيةً وأربعمائة وستّ وثلاثين رعية. 

بالعودة إلى مقابلتنا مع الكاهن الإيطالي رينغو فقد عبّر هذا الأخير عن فرحته بزيارة البابا لتايلنديا، وقال إنه يشعر بهذا الفرح ككاثوليكي وككاهنٍ من كهنة أبرشية روما، مضيفاً أنه قام بكل الترتيبات اللازمة ليكون في الأماكن التي سيزورها البابا على مدى ثلاثة أيام، وسترافقه عائلات كاثوليكية من "شيانغ ماي". ولفت إلى أنه يرغب فعلاً بأن يساعد البابا الكهنة على إعطاء دفع للرسالة التبشيرية في هذا البلد، ويدعم جهودَهم الرامية إلى تكريس الذات بتواضعٍ وبدون أي تحفّظ من أجل السكان المحليين وذلك إتماماً لمشيئة الله.

وفي معرض حديثه عن الأجواء التي تعيشها تايلنديا استعداداً لزيارة البابا، خصوصاً وأن هذا البلد جعل من البوذية ركناً أساسياً لهويته الوطنية، قال الكاهنُ الإيطالي رينغو إنه توجد على جدران جميع الصفوف في المدارس التايلندية ثلاث صور: واحدة لبوذا، والثانية للملك والثالثة تمثّل العلم التايلندي الذي يتألف بدوره من ألوان ثلاثة ترمز إلى الوطن والبوذية والملك. مع ذلك، وعلى الرغم من هذه الهوية المتجذرة، ثمة ميلٌ اليوم إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى والانطلاق نحو الآخر. 

وعبّر عن اعتقاده بأن هذه الزيارة يمكن أن تقدّم دفعاً كبيراً في هذا الاتجاه. وروى أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعرفهم لم يكونوا على اطلاع بزيارة البابا، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعني أن فرنسيس سيزور البلاد بتواضع كبير. وأكد رينغو بعدها أن حضور فرنسيس سيكون بالغ الأهمية بالنسبة للكنيسة المحلية، التي تشبه قطيعاً صغيراً يحتاج إلى التثبيت في الإيمان والمساعدة. وأوضح أنه ليس أمراً سهلاً أن يعيش الكاثوليك كأقلية مع أنهم لا يتعرضون البتة للاضطهاد والتمييز الديني.

ورداً على سؤال بشأن الدور الذي ينبغي أن تلعبه الجماعة الكاثوليكية في تايلنديا اليوم قال الكاهن جوفاني رينغو إن المرسلين الأوائل وصلوا إلى تلك البقاع منذ ثلاثمائة وخمسين عاماً، وأسسوا أول كنيسة في محلة Ayutthaya التي كانت العاصمةَ الثانية للمملكة. ووجدت الكنيسةُ قبولاً في الجنوب باستثناء بعض المراحل التي طُبعت بالتوترات والاضطهادات أحياناً. وأقدم رجالُ الدين الكاثوليك على إنشاء عددٍ من المدارس والمعاهد التربوية. وفي مرحلة لاحقة انتقلت تلك الرسالاتُ إلى الشمال من أجل تبشير كل السكان "القبليين". ختاماً تمنى الكاهن الإيطالي أن يساعد الله المرسلين على متابعة نشاطهم التبشيري وسط مجتمع يتعين فيه على المسيحيين أن يقدّموا شهادة حيّة لإيمانهم.   

15 نوفمبر 2019, 10:08