بحث

البابا يتحدث في كلمته قبل التبشير الملائكي عن مثل الوكيل الخائن البابا يتحدث في كلمته قبل التبشير الملائكي عن مثل الوكيل الخائن 

البابا يتحدث في كلمته قبل التبشير الملائكي عن مثل الوكيل الخائن

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عندما أطل البابا فرنسيس من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة التبشير الملائكي وتوقف هذا الأحد عند إنجيل القديس لوقا الذي يُحدثنا عن مثل الوكيل الخائن.

قال فرنسيس إن إنجيل اليوم يحدّثنا عن رجل وكيل محتال لا يعرف النزاهة اتُهم بالتفريط بأملاك سيده الذي أراد أن يصرفه من الخدمة! ولم يسع إلى تبرير نفسه ولم يستسلم بل وجد حلاً لمشكلته مقراً بمحدوديته وقال "أنا لا أقوى على الفلاحة، وأخجل بالاستعطاء". ثم تصرف بمكر ودهاء، ملحقاً الضرر مرة جديدة بسيده. فدعا مديني سيده وقلّص الديون المتوجّبة عليهم ليصيروا أصدقاءه فيكافئوه. ما يعني صنع الأصدقاء بواسطة الفساد، كما تجري العادة اليوم وللأسف. أكد البابا أن يسوع قدّم هذا المثل لا ليدعونا إلى عدم النزاهة بل إلى الحنكة. فيقول الرب "فأثنى السيد على الوكيل الخائن". إنه هذا القدر من الحنكة والذكاء الذي يسمح لنا بتخطي الأوضاع الصعبة. ويقول الرب لتلاميذه في نهاية المثل: "اتخذوا لكم أصدقاء بالمال الحرام، حتى إذا فقد قبلوكم في المساكن الأبدية".

بعدها لفت البابا إلى أن الغنى والمال يحملان الإنسان على بناء الجدران، وخلق الانقسامات والتمييز. بيد أن يسوع يدعو تلاميذه إلى قلب هذه المعادلة. فيطلب منهم أن يكونوا أصدقاء المال، وهي دعوة إلى تحويل المال والغنى المادي إلى علاقات، لأن الأشخاص هم أثمن من الغنى والأملاك. وذكّر فرنسيس بأن الأشخاص المثمرين في الحياة، ليسوا أصحاب الأموال الكثيرة، بل من يعرفون كيف يبنون علاقات الصداقة من خلال أموالهم. ولفت البابا إلى أن من سيقبلوننا في الفردوس، إذا عرفنا كيف نحوّل الغنى إلى أدوات للأخوة والتعاضد، هم أيضا الأشخاصُ الذين تقاسمنا معهم الخير، وخدمناهم بما وضعه الرب بين أيدينا.

في ختام كلمته أكد البابا فرنسيس أن هذه الصفحة من إنجيل اليوم تطلب منا أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي "ماذا أفعل الآن؟" لافتا إلى أنه إزاء إخفاقاتنا وفشلنا، يقول لنا الرب إنه باستطاعتنا دائماً أن نصحح الأمور، وأن نعوّض على الشرور التي ارتكبناها بأعمال الخير. أن نُفرح من أبكيناه ونعطي من حرمناه من شيء ما. وإذا فعلنا ذلك، من خلال مساعدة الآخرين، يُثني علينا الله لأننا تصرفنا بحنكة، أي بحكمة من يعتبر نفسه ابنا لله، ويضع نفسه في خدمة ملكوت السماوات.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد حيا البابا فرنسيس وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من روما وإيطاليا وبلدان أخرى حول العالم، وخصّ بالذكر العَدّائين المشاركين في سباق "طريق السلام" الذين اجتازوا صباح الأحد شوارع المدينة الخالدة ليحملوا رسالة سلام وأخوّة وحوارٍ بين الثقافات والأديان المختلفة. بعدها أكد البابا أنه يوم الأحد المقبل التاسع والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري سيُحتفل باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ، وقال إنه سيرأس للمناسبة قداساً احتفالياً في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان طالباً من المؤمنين أن يشاركوا في هذا الاحتفال الديني كي يعبّروا من خلال الصلاة أيضا عن قربهم من جميع المهاجرين واللاجئين في مختلف بقاع العالم. هذا ثم تمنى البابا فرنسيس للجميع أحدا سعيداً وغداء شهياً، وطلب من الكل أن يصلوا من أجله.   

22 سبتمبر 2019, 12:22