بحث

البابا فرنسيس في ختام سينودس الشباب 27 تشرين الأول أكتوبر 2017 البابا فرنسيس في ختام سينودس الشباب 27 تشرين الأول أكتوبر 2017 

البابا فرنسيس يدعو الاقتصاديين ورجال وسيدات الأعمال الشباب في العالم إلى لقاء من أجل اقتصاد مختلف

العمل معا من أجل اقتصاد لا يقتل ولا يقصي ولا يستغل البيئة، هذا هدف لقاء سيُعقد في أسيزي في آذار مارس 2020 دعا إليه البابا فرنسيس الاقتصاديين ورجال وسيدات الأعمال الشباب في العالم.

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى الاقتصاديين ورجال وسيدات الأعمال الشباب في العالم بأسره، وذلك لدعوتهم إلى مبادرة يريدها بقوة حسب ما أكد. وتوقف الأب الأقدس لشرح هذه المبادرة والتي اختار عنوانها "اقتصاد فرنسيس"، حيث يدعو قداسته إلى لقاء من 26 حتى 28 آذار مارس 2020 في أسيزي، مدينة القديس فرنسيس، ليلتقي مَن هم في مرحلة تكوين ومَن يبدؤون دراسة وتطبيق اقتصاد مختلف، اقتصاد لا يقتل، لا يقصي ولا ينهب الخليقة، بل يدمج ويعتني بالخليقة. وتابع قداسته متحدثا عن لقاء يقود إلى العمل على تغيير الاقتصاد الحالي ومنح روح لاقتصاد الغد. ولإنعاش الاقتصاد يرى الأب الأقدس أنه ما مدينة أكثر ملاءمة من أسيزي، التي هي منذ قرون رمز ورسالة إنسانية أخوّة. وذكّر البابا فرنسيس باختيار القديس يوحنا بولس الثاني هذه المدينة أيقونة لثقافة السلام، وهي المدينة التي تجرَّد فيها القديس فرنسيس من كل ما هو دنيوي واختار الله وأن يكون فقيرا مع الفقراء، ومن اختياره هذا للفقر أطلق رؤية للاقتصاد هي آنية بشكل كبير، رؤية يمكنها أن تمنح رجاءً لغدنا، لا فقط لصالح الأكثر فقرا بل للبشرية بأسرها.

ذكّر قداسة البابا بعد ذلك بتشديده في الرسالة العامة "كن مسبَّحًا" على ارتباط كل شيء اليوم أكثر من أي وقت سابق، وعلى أنه لا يمكن الفصل بين حماية البيئة والعدالة إزاء الفقراء وحل المشاكل البنيوية للاقتصاد العالمي. وأشار قداسته أيضا إلى ضرورة تصحيح نماذج النمو العاجزة عن ضمان احترام البيئة واستقبال الحياة، العناية بالعائلة، المساواة الاجتماعية، كرامة العاملين وحقوق أجيال المستقبل. 

هذا وأكد البابا فرنسيس في رسالته أننا جميعا مدعوون إلى إعادة النظر في نماذجنا الذهنية والأخلاقية كي تتماشى بشكل أكبر مع وصايا الله ومع احتياجات الخير العام. وأضاف قداسته أنه أراد دعوة الشباب تحديدا إلى هذا اللقاء لأنهم، وبفضل تطلعهم إلى مستقبل جميل وفرِح، نبوءة اقتصاد متنبه إلى الشخص البشري والبيئة. وأعرب البابا عن وعيه بقدرتهم على الإصغاء بقلبهم إلى صرخة الأرض والفقراء، وتابع أنهم إذا أصغوا إلى قلبهم فسيشعرون بأنفسهم حمَلة ثقافة شُجاعة ولن يخشوا العمل من أجل بناء مجتمع جديد. وذكّر الأب الأقدس في هذا السياق بما كتب في الإرشاد الرسولي ما بعد سينوس الشباب: "من فضلكم لا تدعوا الآخرين يكونون صانعي التغيير! أنتم الذين تملكون المستقبل! من خلالكم يدخل المستقبل العالم. أطلب منكم أن تكونوا صانعي هذا التغيير... أطلب منكم أن تكونوا بناة العالم، وأن تعملوا من أجل عالم أفضل" (174).

تحدث قداسة البابا من جهة أخرى عن الجامعات وشركات الشباب ومنظماتهم باعتبارها ورشات رجاء لتأسيس أشكال أخرى لفهم الاقتصاد والتقدم ومكافحة ثقافة الإقصاء، منح صوت لمن لا صوت له، واقتراح أساليب حياة جديدة. وأكد قداسته أنه طالما ظل نظامنا الاقتصادي الاجتماعي يسفر عن ضحية واحدة، وطالما ظل هناك شخص واحد مقصي، فلن يمكن أن يكون هناك عيد أخوّة شاملة. وتابع أنه لهذا يريد لقاء الاقتصاديين ورجال وسيدات الأعمال الشباب، وذلك لتشجيع مسيرة تغيير انطلاقا من النوايا المشتركة لا فقط لمن لديهم عطية الإيمان، بل لجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة بغض النظر عن الدين أو الجنسية، أي مَن يجمعهم مَثل أخوّة متنبهة في المقام الأول إلى الفقراء والمقصيين. ودعا البابا فرنسيس الجميع إلى أن يلتزم كل منهم بشكل فردي وجماعي من أجل إنماء مشترك لحلم إنسانية جديدة، للإجابة على تطلعات الإنسان وتصميم الله. وتابع قداسته في دعوته إلى هذا اللقاء في أسيزي متحدثا عن اختيار اسم هذا الحدث "اقتصاد فرنسيس"، وذلك في إشارة إلى القديس فرنسيس الأسيزي وإلى الإنجيل الذي عاشه هذا القديس على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي أيضا.   

هذا وذكر قداسة البابا في ختام رسالته أنه سيوجه دعوة للمشاركة في هذا اللقاء إلى بعض أفضل خبراء العلوم الاقتصادية، وأيضا إلى رجال وسيدات أعمال ملتزمين على الصعيد العالمي من أجل اقتصاد يتماشى مع هذه الرؤية. 

 

11 مايو 2019, 13:55