بحث

البابا مخاطبا أعضاء الجمعية الكاثوليكية للعاملين الصحيين البابا مخاطبا أعضاء الجمعية الكاثوليكية للعاملين الصحيين 

خطاب البابا إلى أعضاء الجمعية الكاثوليكية للعاملين الصحيين

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء الجمعية الكاثوليكية للعاملين الصحيين.

وجه البابا لضيوفه الثلاثمائة خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان لافتا إلى أنه يسر في مقاسمة السعي إلى الدفاع عن الحياة وتعزيزها انطلاقا من الأشخاص الأكثر ضعفاً وحاجة إلى المساعدة لأنهم من المرضى والمسنين والمهمشين والمولودين الجدد. وأكد أن ضيوفه يقدّمون خدمة لا غنى عنها عندما يوفّرون لكل مريض ومحتاج الرعاية الصحية ويقفون إلى جانبه في ضعفه وهشاشته. هذا ثم أشار فرنسيس إلى أن الجمعية تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيسها وهذا يشكل مناسبة ملائمة لرفع الشكر لله على الجهود التي بُذلت من أجل تحسين المنظومة الصحية وظروف العمل فضلا عن أوضاع المرضى وعائلاتهم. وأكد البابا في هذا السياق أنه خلال العقود الماضية شهد النظام الرعائي تحولا جذرياً، وقد تبدل أيضا مفهوم الطب وعلاقته بالمريض. كما حققت التكنولوجيا إنجازات باهرة، وفتحت الباب أمام تقنيات جديدة للتشخيص والعلاج، مع أن الطابع الخلقي ما يزال موضع نقاش.

بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن موضوع الاستنكاف الضميري مشيرا إلى أن هذا المبدأ ينبغي أن يُمارس في إطار الاحترام، كي لا يتحوّل إلى سبب لاحتقار الآخر وللتكبّر. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يتم البحث دوماً عن الحوار لاسيما مع من لديهم مواقف مختلفة، كي نُصغي إلى وجهة نظرهم وننقل إليهم وجهة نظرنا من أجل البحث عن الخير الحقيقي للأشخاص. ورأى أن الطريقة الأنسب من أجل تفهّم الأوضاع المختلفة والتعرف على الخير الخلقي تتمثل في مرافقة الأشخاص القريبين منا، لاسيما الآخِرين والمنسيين والمقصيين. وشدد فرنسيس أيضا على أن هذه الدرب تقدم أفضل شهادة للإنجيل لافتا إلى أن الرب ومن خلال أفعاله وكلماته جعلنا نشعر بلسمة وصوت الله وعلمنا أن كل فرد ليس مجرد رقم بل هو شخص فريد من نوعه.

لم تخلُ كلمات البابا فرنسيس من التشديد على أهمية بذل كل الجهود الممكنة من أجل معاملة المرضى كأشخاص مع الأخذ في عين الاعتبار الشكل الذي اتخذه تدريجياً النظام الصحي الذي يسعى إلى الاقتطاع من النفقات وتقنين الخدمات الصحية، وهذه المقاربة قد تعرّض للخطر المريض إذ يمكن أن يأتي في المرتبة الثانية مع أنه يحتاج إلى الرعاية والإصغاء والمرافقة، فضلا عن حاجته إلى التشخيص الصحيح والعلاج الفعّال. وأكد البابا بعدها أن الشفاء لا يمر فقط بالجسد إنما أيضا من خلال الروح، من خلال المقدرة على استعادة الثقة والتفاعل. لذا ينبغي ألا يعامَل المريض كآلة، لأن كل شخص يختلف عن الآخر، ويحتاج إلى التفهم والرعاية. ومما لا شك فيه أن هذا الأمر يتطلب من جانب العاملين الصحيين جهداً كبيراً لا يحظى غالباً بالاهتمام الوافي.

وبعد أن تحدث البابا عن ضرورة تحسين ظروف عمل العاملين الصحيين، أشار إلى التنشئة التي تسهر عليها الجمعية الكاثوليكية، وحثّ ضيوفه على متابعة السير في هذا الاتجاه بحزم في زمن قد ننسى فيه القيم الأساسية، قيم احترام الحياة والدفاع عنها. في ختام كلمته شجع البابا ضيوفه على تحقيق تآزر وتنسيق أكبر بين مختلف فروع هذه الجمعية في إيطاليا وحثّهم على البقاء أمناء للصلاة والتغذي من كلمة الله والاقتداء بمثل العديد من القديسين الذين خدموا المرضى بمحبة وإخلاص. 

17 مايو 2019, 12:22