بحث

البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان  

البابا فرنسيس يصلّي من أجل الممرضين مثال البطولة

في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يطلب من الله أن يبارك الممرضين الذي شكلوا مثالاً للبطولة خلال زمن الوباء هذا وبعضهم قد بذلوا حياتهم في سبيل الآخرين، ويؤكّد في تأمّله الصباحي أن سلام يسوع هو عطيّة مجانية تفتحنا على الآخرين.

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة على نيّة الممرضين وقال يحتفل اليوم باليوم العالمي للتمريض، وقد وجّهتُ أمس رسالة لهذه المناسبة. نصلّي اليوم من أجل الممرضات والممرضين، رجال ونساء، شباب وشابات، يعملون في هذه المهنة التي هي أكثر من مهنة، بل دعوة وتكرُّس. ليباركهم الرب. لقد قدّموا في زمن الوباء هذا مثال بطولة وبعضهم قد بذل حياته في سبيل الآخرين. لنصلِّ من أجل الممرضات والممرضين.

استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا والذي يقول فيه يسوع لتلاميذه: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم، وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ"؛ وقال البابا إنَّ الرب وقبل أن يرحل حيّا تلاميذه ومنحهم عطيّة السلام، سلام الرب. لا يتعلّق الأمر بالسلام العالمي، ذلك السلام الخالي من الحروب والذي نريده جميعًا، وإنما سلام القلب وسلام الروح، السلام الذي يحمله كل شخص منا في داخله. والرب يعطينا هذا السلام لا كما يعطي العالم سلامه، إنه سلام مختلف.

تابع الحبر الأعظم يقول إن العالم يعطيك السلام الداخلي، سلام حياتك، أي ذلك العيش بسلام القلب، كملكيّة خاصة، وكشيء يعزلني عن الآخرين، وبدون أن تتنبّه تنغلق في ذلك السلام الذي يمنحك السكينة والسعادة ولكنّه يجعلك تنام قليلاً ويخدّرك ويجعلك تبقى مع ذاتك. إنه سلام أناني. هذا هو السلام الذي يعطيه العالم. إنّه سلام باهظ الثمن لأنه عليك أن تغيِّر باستمرار أدوات السلام: عندما تتحمّس لشيء ما، أو عندما تجد شيئًا يمنحك السلام ومن ثم ينتهي وعليك أن تبحث عن شيء آخر... إنّه سلام باهظ الثمن لأنّه مؤقت وعقيم.

أضاف البابا فرنسيس يقول أما السلام الذي يمنحك يسوع إياه فهو سلام آخر. إنه سلام يجعلك تتحرّك ولا يعزلك بل يحملك على الذهاب للقاء الآخرين، فيخلق جماعات وتواصل. إن سلام العالم باهظ الثمن أما سلام يسوع فهو سلام مجاني: إنه عطيّة من الرب، إنه سلام الرب. وهو سلام خصب يحملك دائمًا قدمًا. هناك مثل من الإنجيل يجعلني أفكّر كيف هو سلام العالم وهو مثل الرجل الغني الذي كانت أهراؤه ممتلئة وفكر في نفسه قائلاً: "أَهدِمُ أَهرَائِي، وَأَبنِي أَكبَرَ مِنها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنطَتِي وَخَيراتِي، وَأَقُولُ لِنَفسِي: يا نَفسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فاستَريِحي، وَكُلِي، واشرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هـذِهِ اللَّيلَةِ تُطْلَبُ مِنكَ نَفسُكَ". إنه سلام باطني لا يفتح لك الباب إلى الحياة الأبدية. أما سلام الرب فهو منفتح على السماء وعلى الفردوس. إنه سلام خصب ينفتح ويحمل الآخرين معك إلى الفردوس.

هذا ودعا البابا لكي ننظر في داخلنا ونرى ما هو سلامنا: أجد سلام الرفاهية، في الامتلاك وفي العديد من الأمور الأخرى أم أنني أجد السلام كعطيّة من الرب؟ هل عليَّ أن أدفع ثمن السلام أم أنني أناله مجانًا من الرب؟ كيف هو سلامي؟ هل أغضب عندما ينقصني شيء ما؟ هذا ليس سلام الرب وهذه بعض البراهين. هل أنا هادئ في سلامي وأنام؟ فهو ليس سلام الرب. أما إذا كنت في سلام وكنت أرغب في نقلها للآخرين وحملها قدمًا فهذا سلام الرب. هل يبقى فيَّ هذا السلام حتى في الأوقات الصعبة والسيئة؟ إنه سلام الرب! سلام الرب هو خصب ومليء بالرجاء، إنه سلام يتطلّع نحو السماء.

تابع الحبر الأعظم مخبرًا أنّه تلقى أمس رسالة من كاهن كتب له فيها بأنّه يتحدّث قليلاً عن السماء وبأنّه عليه أن يتحدّث عنها أكثر، وقال: "إنّه محقّ!" لذلك أردت اليوم أن أسلّط الضوء على هذا الموضوع: إن السلام الذي يعطيه يسوع هو سلام لليوم وللمستقبل. هو أن نبدأ حياة السماء بخصوبة السماء. سلام الرب ليس مخدِّرًا، أما سلام العالم فيخدِّرك بأمور العالم... أما سلام الرب فهو دائم وخصب ومعدٍ. ليس سلامًا نرجسيًّا بل سلام ينظر إلى الرب؟ وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليمنحنا الرب هذا السلام المفعم بالرجاء واذي يجعلنا أخصباء ويحملنا على التواصل مع الآخرين، يخلق الجماعة ويتطلّع على الدوام نحو الفردوس.            

12 مايو 2020, 09:46
اقرأ الكل >