بحث

حراسة الأرض المقدسة تشجع المؤمنين في زمن المجيء على أن يكونوا نورا في عتمة هذا العالم حراسة الأرض المقدسة تشجع المؤمنين في زمن المجيء على أن يكونوا نورا في عتمة هذا العالم 

حراسة الأرض المقدسة تشجع المؤمنين في زمن المجيء على أن يكونوا نورا في عتمة هذا العالم

بالتزامن مع مرور شهرين على بداية الأحداث الأليمة التي يشهدها الشرق الأوسط، في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس ضد الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي أوردت وكالة الأنباء الكنسية "سير" تأملات للكاهن الفرنسيسكاني من حراسة الأرض المقدسة إبراهيم فلتس الذي تحدث عن بداية الاحتفال بزمن المجيء يوم الأحد الفائت، استعداداً لاستقبال عيد الميلاد، ولفت إلى أن الاحتفالات ستتميز هذا العام بالتقشف وستقتصر على الأمور الضرورية بشكل يحترم معاناة وآلام السكان.

إزاء التصعيد الخطير الذي يشهده الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس منذ شهرين ونيف والذي استؤنف بشدة بعد هدنة استمرت لسبعة أيام وخُرقت في الأول من الجاري، يواصل تعداد القتلى والجرحى ارتفاعه، بالإضافة إلى تهجير المزيد من سكان القطاع. وفي خضم هذا السيناريو القاتم دخلت الكنائس في الأرض المقدسة بزمن المجيء يوم الأحد الفائت، استعدادا للاحتفال بميلاد المخلص، أمير السلام، مع العلم أن التقليد المتبع يقضي بدخول حارس الأرض المقدسة إلى بيت لحم عشية الأحد الأول من زمن المجيء.

عن هذا الموضوع تحدث الأب فلتس، مشيرا إلى أن الاحتفال تم بأجواء من التقشف احتراماً لمعاناة الفترة الراهنة. وأكد أن المجيء هو زمن انتظار الفرح وقال إننا نعيش اليوم في الأرض المقدسة زمناً مختلفاً، إننا ننتظر السلام. ولفت إلى أن الزمن الليتورجي الخاص بالمجيء يكون عادة مفعماً بالآمال والتطلعات، بيد أن الوضع مختلف اليوم، لأن كل شيء يعاني من الجمود، كما يعجز الناس عن تفسير ما يحصل. هذا ثم أوضح الأب فلتس أنه منذ العام ١٩٩٥ يقوم بتنظيم دخول حارس الأرض المقدسة إلى بيت لحم عشية الأحد الأول من زمن المجيء وذلك بشكل يتلاءم مع القوانين المفروضة والخاصة بالوضع القائم، أو الستاتوس كو. وقال إنه لم يتلق هذه السنة، وللمرة الأولى، أي طلبات من السلطات المدنية وسكان بيت لحم وبيت جالا من أجل الحصول على الإذن المطلوب لعبور الجدار واستقبال حارس الأرض المقدسة، الذي يلتقي بالجماعتين المسيحيتين في البلدتين داخل دير مار إلياس للروم الأرثوذكس. وأضاف الأب إبراهيم فلتس أن تلك كانت مناسبة لعبور الجدار، وأصبحت اليوم فرصة مرفوضة لعدم الالتقاء بالطرف الآخر.

تابع الكاهن الفرنسيسكاني مذكراً بأن بيت لحم كانت في السنوات الماضية، وعلى الرغم من الصعوبات الاجتماعية والسياسية، تتزين بالألوان البهية مع بداية زمن المجيء وكانت تُسمع فيها أصواتُ العديد من الحجاج والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، وكان الناس يتنشقون فيها الأجواء الاحتفالية ترقباً لحلول عيد الميلاد ومجيء أمير السلام. وأكد في هذا السياق أن الجماعات المسيحية ما تزال واثقة من ذلك، لكنها باتت اليوم عاجزة عن الفرح خصوصا بعد انتهاء الهدنة وعودة الخوف واليأس الناجمين عن الحرب المستعرة منذ شهرين في الأرض المقدسة. ومع ذلك، شدد الأب فلتس على ضرورة ألا نفقد الرجاء والأمل في الحياة التي هي مقدسة وثمينة جدا. وأضاف أن السلام هو العطية التي ينبغي أن يمتلكها كل قلب على الدوام، مشيرا إلى أن القلوب النقية لا تستطيع أن تفكر بالشر المطلق للحروب. وختم الكاهن الفرنسيسكاني تأملاته لمناسبة زمن المجيء داعيا المؤمنين ليبقوا يقظين في مرحلة الحرب المظلمة، وليكونوا نوراً ويعتنوا بمستقبل العالم.

09 ديسمبر 2023, 14:02