بحث

البطريرك بيتسابالا يحدثنا عن التهديدات المتنامية التي يتعرض لها المسيحيون في الأرض المقدسة البطريرك بيتسابالا يحدثنا عن التهديدات المتنامية التي يتعرض لها المسيحيون في الأرض المقدسة 

البطريرك بيتسابالا يحدثنا عن التهديدات المتنامية التي يتعرض لها المسيحيون في الأرض المقدسة

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع بطريرك أورشليم للاتين بيرباتيستا بيتسابالا تطرق فيها إلى التهديدات المتنامية التي تتعرض لها الجماعات المسيحية في الأرض المقدسة، حاثا الجميع على عدم الرد على العنف بالعنف، ولافتا إلى أن جل ما يريده المسيحيون هو أن يعيشوا كمواطنين أحرار ضمن دولة ديمقراطية.

التهديدات المحدقة بالمسيحيين في الأرض المقدسة شهدت تزايداً مقلقاً خلال الأشهر القليلة الماضية لاسيما في الأراضي الإسرائيلية، حيث تعرضت كنائس عدة للتخريب وقد حاول متشددون يهود مؤخرا أن يحتلوا بعض الكنائس في مدينة حيفا. وقد لقيت هذه الممارسات اعتراضاً من قبل عدد كبير من القادة الدينيين في الأرض المقدسة، مسيحيين وغير مسيحيين.  

البطريرك بيتسابالا عبر عن قلقه البالغ حيال ما يجري في المنطقة، ومع ذلك إنه يشدد على ضرورة الحفاظ على الرجاء ضمن السياق السياسي والمجتمعي المعقد جداً. وقد طالب بتطبيق القانون وباحترام الضمانات التي تتمتع بها الجماعات الدينية كافة في الأراضي المقدسة.

أكد غبطته في حديثه لموقعنا الإلكتروني أن المصادمات والإهانات والاتهامات ليست جديدة وللأسف، لكن ما يثير القلق تنامي هذه الظاهرة في القدس، لاسيما في المدينة العتيقة، حيث باتت هذه الممارسات تُرتكب يومياً، وهي تثير مخاوف الجماعات المسيحية، والسلطات الإسرائيلية التي تؤكد أنها تفعل ما في وسعها من أجل احتواء الوضع، لكن جهودها لم تُكلل بالنجاح لغاية اليوم.

رداً على سؤال بشأن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة قال البطريرك بيتسابالا إنه من الصعب تحديدها لكن قد تعود إلى نوع من التربية الممارسة ضمن البيئات اليهودية المتشددة، مع أن النسبة الأكبر من الشعب الإسرائيلي اليهودي، حتى المتدينين منهم، لا علاقة لهم بكل ما يجري. وقد قام عدد من الحاخامات مؤخراً بالتنديد علنا بتلك الممارسات، لكن ثمة من يستمر في التحريض ضد الجماعات المسيحية.  ولفت غبطته إلى أن تلك الجماعات تشعر اليوم أنها عرضة لهجمات عشوائية ترتكز إلى العنف والحقد والاحتقار، وهذا الأمر يولد بدوره داخل البيئات المسيحية توتراً واستياءً وغضبا.

فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في مدينة حيفا قال البطريرك بيتسابالا إن المسألة مرتبطة مباشرة بالحاخام بيرلاند، الذي يبدو أنه خارج عن السيطرة بعض الشيء، وهو مقتنع مع أتباعه أنه يوجد في كنيسة "نجمة البحار" التابعة للرهبان الكرمليين ضريح النبي أليشع، وهو أمر غير صحيح إطلاقا. كما أن هذا الحاخام، مضى غبطته يقول، كان قد أمضى فترة في السجن لأسباب متعددة. فالوضع في حيفا يختلف عن القدس، لكنه يولد الكثير من التوتر داخل الجماعة المسيحية، التي توجه أحياناً إصبع الاتهام إلى القادة الدينيين المسيحيين معتبرة أنهم لا يحركون ساكناً، ولا ينددون بهذه الظاهرة.

في سياق إجابته على سؤال بشأن الحماية المطلوبة لدور العبادة المسيحية قال بطريرك أورشليم للاتين: نحن لا نريد الحماية، إننا نريد الضمانات، نريد الحقوق، نريد أن نعيش كمواطنين أحرار ضمن دولة ديمقراطية.  وأضاف أن هذه المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل والإسرائيليين، وعلى عاتق فلسطين والفلسطينيين، لأنه ينبغي أن تُقدم الضمانات للجماعات كافة بغض النظر عن انتماءاتها الدينية والثقافية والعرقية.

هذا ثم لفت غبطته إلى أن البطريركية على تواصل مع الشرطة الإسرائيلية، وقد جرى حوار ولقاء مع قائد الشرطة، موضحا أن هذا الأخير يتعرض لضغوط كبيرة من قبل وسائل الإعلام، وهو أمر إيجابي. وأضاف أن الأجهزة الأمنية أوقفت بعض الأشخاص وأحالتهم أمام القضاء، لكن هذا ليس كافياً إذ لا بد من فعل المزيد. أما من طرف الحكومة فهي لم تعط هذه المسألة الاهتمام اللازم، لأنها منشغلة بأولويات أخرى، بيد أن رئيس دولة إسرائيل تحدث بطريقة واضحة جداً وعلنية عن معارضته لما يجري.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني نفى غبطته صحة تعرض المسيحيين في إسرائيل للاضطهاد، موضحا أن الاضطهاد هو ما فعله تنظيم داعش في سورية والعراق. مما لا شك فيه أن المشاكل موجودة لكن المسيحيين في إسرائيل ليسوا مضطهدين.  

27 يوليو 2023, 12:16