بحث

البطريرك الراعي يترأس القداس الإلهي في بازيليك سيدة لبنان - حريصا. تجديد تكريس لبنان والشرق الأوسط لقلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر البطريرك الراعي يترأس القداس الإلهي في بازيليك سيدة لبنان - حريصا. تجديد تكريس لبنان والشرق الأوسط لقلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر  

البطريرك الراعي يترأس القداس الإلهي. تجديد تكريس لبنان والشرق الأوسط لقلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد الحادي عشر من حزيران يونيو في بازيليك سيدة لبنان – حريصا، وألقى عظة بعنوان "من يحبّني يحفظ كلمتي، وأبي يحبّه، وأنا أحبّه، وعنده نجعل منزلًا" (يو 14: 21 و 24).

استهل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "إن كلام الله مختصر بوصية واحدة "أن نحب الله من كل قلبنا ونفسنا وعقلنا وإرادتنا، ونحب الآخرين كما نحب نفوسنا" (راجع لو 10: 27). وتجد هذه الوصية مساحتها في الوصايا العشر ومن بينها ثلاث أول تختص بمحبتنا لله، وسبع أُخر تختص بمحبتنا للإنسان. وهذا يدل على رفعة كرامة الشخص البشري وقدسيته. فكانت المبادرة الإلهية أن جعلته مسكنًا لله، مسكن حب متبادل، أكده الرب يسوع بكلامه في إنجيل اليوم: "من يحبّني يحفظ كلمتي، وأبي يحبّه، وأنا أحبّه، وعنده نجعل منزلًا" (يو 14: 21 و 24).

وأضاف غبطته يقول "نحتفل اليوم بتجديد تكريس لبنان والشرق الأوسط لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر، الذي سبقه تطواف بالقربان المقدس شارك فيه عدد من المؤمنين والمؤمنات وعلى رأسهم أساقفة وكهنة. إننا بفعل التكريس نلتمس عطف الرحمة الإلهية لكي تشمل المؤمنين والمؤمنات مواطني لبنان وبلدان الشرق الأوسط، والمسؤولين المدنيين بمس ضمائرهم بروح المسؤولية، كما تشمل الأرض والمؤسسات لكي تكون واحات سلام وعدالة واستقرار وخير وعيش كريم للجميع. ونحن على يقين من أن، بفعل التكريس، المسيح الفادي والمخلّص والرحوم والسيدة العذراء أم الرحمة وسلطانة السلام، لا يتركان وطننا وهذه البلدان فريسة الحروب والجوع والتهجير والظلم والأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. فليعلم المسؤولون السياسيون أنهم لا يستطيعون المضي في إهمال إرادة الله بشأن خير كل إنسان، إذا واصلوا حروبهم، ونزاعاتهم وسعيهم إلى مصالحهم الشخصية والفئوية وإهمال واجباتهم لجهة تأمين حقوق المواطنين الأساسية، والعمل على النمو والرقي للإنسان والمجتمع". "في رحاب سيدة لبنان"، قال البطريرك الراعي في عظته، "نتطلّع إلى أمّنا مريم العذراء المتلألئة ببياضها الخارجي علامة للجميع ببياضها الداخلي الذي لا يوصف ولا يرى، بفعل سكنى الله الواحد والثالوث في داخلها الذي جعلها "ممتلئة نعمة". إنها سلطانة جميع القديسين "المتلألئين معها كالشمس في ملكوت الآب" (راجع متى 13: 43). إن ارتفاعها على قمة حريصا دعوة دائمة إلى حفظ نفوسنا مسكنًا لله، وهيكلًا للروح القدس الذي "يعلّمنا كل الحقيقة" (يو 14: 26).

في عظته مترئسا القداس الإلهي أمس الأحد، قال البطريرك الراعي "ينظر اللبنانيون المقيمون والمنتشرون، كما سواهم من الدول المُحبّة للبنان إلى الأربعاء المقبل الرابع عشر من حزيران. وهو يوم يدخل فيه النواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ ثمانية أشهر في سدة الرئاسة، فيما أوصال الدولة تتفكك، والشعب يجوع، وقوانا الحية تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسياسة في لبنان النموذج أصلًا بدستوره. الشعب ينتظر انتخاب رئيس، فيما الحديث الرسمي بكل أسف يدور حول تعطيل النصاب، الأمر الذي يلغي الحركة الديمقراطية، ويزيد الشرخ في البلاد ويُسقط الدولة في أزمات أعمق".

وأضاف غبطته يقول "إن سعينا في البطريركية لدى كل الأفرقاء يهدف إلى انتزاع روح التحدي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين. وإننا نحرص على أن يبقى الاستحقاق الرئاسي محطة في مسار العملية الديموقراطية، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والاخوّة الوطنية، الضامنة لوحدة لبنان بجميع أبنائه، وان اختلفوا في الخيارات الانتخابية، وهذا أمر طبيعي. وما يعزز هذا الحرص هو أن كل الاطراف السياسية، والمرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، يعتمدون لغة التوافق والحوار بعيداً عن كل أشكال التحديات والانقسامات الفئوية أو الطائفية. ونطلب من وسائل الاتصال الاجتماعي احترام الحقيقة وعدم تأجيج نار الفتنة بالأكاذيب، واقتناص الكلمات من خارج سياقها".

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي يوم الأحد في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "إن تجديد تكريس لبنان وشعبه لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر، يملؤنا ثقة بثمار هذا التكريس، تمجيدًا للثالوث الأقدس للآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، الآن وإلى الأبد، آمين".

12 يونيو 2023, 12:55