بحث

صدور كتاب جديد يسلط الضوء على الدور الذي لعبته الكنيسة الأرجنتينية في ظل الحكم الدكتاتوري صدور كتاب جديد يسلط الضوء على الدور الذي لعبته الكنيسة الأرجنتينية في ظل الحكم الدكتاتوري 

صدور كتاب جديد يسلط الضوء على الدور الذي لعبته الكنيسة الأرجنتينية في ظل الحكم الدكتاتوري

استضاف مقر إذاعة الفاتيكان خلال الأيام القليلة الماضية مؤتمراً صحفياً تم خلاله تقديم كتاب بعنوان "الحق يحرركم"، وهو عبارة عن عمل توثيقي فريد من نوعه يجمع وثائق بحوزة مجلس أساقفة الأرجنتين وأرشيف الكرسي الرسولي تتعلق بحقبة النظام الدكتاتوري في البلد الأمريكي اللاتيني، ومن بين المشاركين في المؤتمر الصحفي الأب كارلوس ماريا غالّي، عميد كلية اللاهوت في الجامعة الكاثوليكية الأرجنتينية، والبروفيسور جاني لا بيلا من قسم التربية والعلوم الإنسانية في جامعة مودينا وريجيو إيميليا بإيطاليا.

الكتاب الجديد لم يسبق له مثيل مع أن الحصول على الوثائق التي يتضمنها بات متاحاً أمام الباحثين بعد سبعين سنة على إنتاجها. الكتاب يقع في ثلاثة مجلدات ويسلط الضوء على النشاط الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية في الأرجنتين خلال الحكم الدكتاتوري بين عامي ١٩٦٦ و١٩٨٣. وجاء العمل ثمرة سنوات من البحث وحظيت الجهود بدعم من مجلس أساقفة الأرجنتين. وبعد أن تم تقديمه في الأرجنتين عُقد المؤتمر الصحفي في مقر إذاعة الفاتيكان بروما لتعريف القراء الإيطاليين به، وذلك بمبادرة من دائرة الاتصالات الفاتيكانية.

في مداخلته لفت الأب غالي إلى أن الكتاب يسعى إلى تزويد عائلات ضحايا النظام العسكري الدكتاتوري بالمعلومات، ويعزز أيضا البحث التاريخي في الأحداث التي شهدتها تلك الفترة الزمنية. وفي أواخر العام ٢٠١٧ طلب رئيس مجلس أساقفة الأرجنتين المطران أوسكار أوخيا من الأب غالّي أن يقوم بهذا البحث خصوصا وأن كلية اللاهوت التي يرأسها تصب اهتمامها منذ خمسين سنة على تاريخ الكنيسة، لاسيما في أمريكا اللاتينية والأرجنتين تحديدا.

وأكد الكاهن الأرجنتيني أن العمل فريد من نوعه، لأن من عملوا على هذا المشروع تمكنوا من الوصول إلى الأرشيف المحفوظ لدى مجلس أساقفة البلاد، ولدى أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان والسفارة البابوية في بوينوس أيريس. كما أن البابا فرنسيس نفسه أمر بنزع التكتم عن هذا الأرشيف خصيصاً لهذه الغاية. وأوضح غالي في هذا السياق أن أرشيف مجلس أساقفة الأرجنتين سيكون متاحاً قريباً أمام باقي الباحثين وفقاً لبروتوكول معين.

تابع الأب غالي مداخلته مؤكدا أن هذا العمل يرمي أيضا إلى الحفاظ على الذاكرة، وهو يساهم في إضافة المزيد من المعلومات التاريخية من خلال السعي إلى الاقتراب من الحقائق التاريخية قدر الإمكان، بعيداً عن الاعتبارات الأيديولوجية، وعن التبريرات. وقال: لقد بحثنا عن الحقيقة، لأن الحقيقة أو الحق يحرران الإنسان، كما يقول الرب يسوع في إنجيل القديس يوحنا.

من بين المشاركين في المؤتمر الصحفي أمين عام مجلس أساقفة الأرجنتين المطران ألبرتو بوشاتي الذي سلط الضوء على أهمية هذا العمل، معتبرا أنه تحقق بفضل الله وبفضل تعاون العديد من الباحثين البارعين، وهو يجعلنا اليوم نُدرك المبادئ التي تم النضال من أجلها خلال تلك الحقبة القاتمة من تاريخ الأرجنتين. ورأى المطران بوشاتي أن جميع المسيحيين الأرجنتينيين مهتمون في معرفة حقيقة ما جرى في بلادهم آنذاك، وفي التعرف على تم فعله من قبل الكنيسة وعما كانت تعرفه الكنيسة وقال إن الأشخاص أحياناً يعتقدون أن الكنيسة الأرجنتينية كانت تعلم أكثر مما كانت تعلمه في الواقع. وهنا تكمن أهمية هذا الكتاب لأنه يسلط الضوء على الدور الذي لعبته الكنيسة وأساقفتها في تلك المرحلة.

رداً على سؤال بشأن الخطوات المقبلة والتي ستلي هذا العمل قال أمين عام مجلس أساقفة الأرجنتين إن الرأي العام بدأ يكتشف بعض الحقائق بفضل المجلدات الثلاثة، وبدأ بالتالي يقيّم الجهود التي بُذلت على مختلف المستويات، على الرغم من بعض الأخطاء التي ارتُكبت ربما. وختم مؤكدا أن كتاب "الحق يحرركم" شكل مدعاة فرح كبير لجميع الأساقفة الأرجنتينيين ويرون فيه نوعاً من دَين يتوجب عليهم حيال التاريخ والكنيسة الأرجنتينية.

17 يونيو 2023, 10:25