بحث

أسقف جيبوتي يتحدث عن الأوضاع الراهنة في الصومال أسقف جيبوتي يتحدث عن الأوضاع الراهنة في الصومال 

أسقف جيبوتي يتحدث عن الأوضاع الراهنة في الصومال

الصومال هو من أكثر البلدان الأفريقية تضررا من الجفاف، حيث يعاني نصف السكان من الجوع، وثلثهم من انعدام الأمن الغذائي. سبعة ملايين وثمانمائة ألف صومالي يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بينهم خمسة ملايين طفل. وما يزيد الطين بلة وجود ثلاثة ملايين مهجر ومليون نازح في البلدان المجاورة. وتشير المعطيات إلى أنه خلال العام ٢٠٢٢ أُجبر أكثر من ثمانمائة ألف مواطن على الهجرة لأسباب مرتبطة بالغذاء، وفي العام السابق مات أكثر من ثلاثة ملايين رأس من المواشي.

إزاء هذا السيناريو المقلق سلطت وكالة سير الكاثوليكية للأنباء الضوء على مداخلة ألقاها المطران جورجيو بيرتين، أسقف جيبوتي والمدبر الرسولي في مقديشو، خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت نظمتها هيئة كاريتاس إيطاليا حول الأزمة الغذائية في القارة السوداء. قال سيادته إن ثمة جوعاً إلى العدالة وسط المواطنين الصوماليين، لافتا إلى أن تلك البلدان الأفريقية استُخدمت غالباً من قبل الغرب كمكبات للنفايات والمواد السامة، واعتبر أن الجماعة الدولية مدعوة اليوم إلى مرافقة الصوماليين في الدرب التي تقود نحو العدالة، على الصعيدين المحلي والدولي.

أضاف المطران بيترين أن الصومال بلد فقير للغاية يعاني من انعدام الأمن منذ أكثر من ثلاثين عاماً، بسبب الصراعات المسلحة الدائرة بين العشائر، ونتيجة التغييرات المناخية وتواجد جماعة "الشباب" الإسلامية المتطرفة. وقال إن هذه العوامل أدت إلى وضع كارثي حقا، موضحا أن جماعة "الشباب" تلجأ إلى العنف من أجل فرض نظام إسلامي على غرار حركة طالبان في أفغانستان، وهذا ما أدى إلى تهجير العديد من الأشخاص.

ولفت سيادته إلى أنه تم القضاء على مساحات كبيرة من الأحراج – خلال السنوات الثلاثين الماضية – من أجل إنتاج الفحم وتصديره إلى بلدان الخليج، كما أن الحيوانات والمواشي التي كانت تُباع في السوق المحلية باتت تُصدر اليوم إلى منطقة الخليج لتحقيق المزيد من الأرباح، وكل هذه الأسباب أدت إلى ارتفاع معدلات الجوع في الصومال. واعتبر أسقف جيبوتي أنه يتعين على الصوماليين اليوم أن ينوّعوا المصادر التي يتعمدون عليها، خصوصا من خلال اللجوء إلى صيد الأسماك، وهذا الأمر يتطلب تغييرا ثقافياً، لاسيما وأن السكان معتادون منذ قرون على أكل لحوم الجمال والماعز.

وتطرق المطران بيرتين إلى مشكلة أخرى ألا وهي الفيضانات الناتجة عن عدم استخدام الأنهر بطريقة ملائمة، إذ تنتهي مياه الأنهر في الحقول وتؤدي إلى إتلاف المزروعات. وشدد على ضرورة أن تبصر النور في الصومال دولة تمارس وظائفها وتخدم السكان فعلاً. وتذكّر وكالة سير في هذا السياق بأن هيئة كاريتاس إيطاليا قامت – بالتعاون مع المركز الإرسالي في روما – بتوزيع الخيم والناموسيات على المهجرين في مقديشو، وبفضل ثلاثة مشاريع مولها مجلس أساقفة إيطاليا تم بناء عدد من المراحيض وتوزيع المساعدات الغذائية على المهجرين.

هذا وقد أُطلق نداء من خلال اتحاد كاريتاس الدولي وهيئة كاريتاس إيرلندا من أجل مساعدة المهجرين في إحدى مناطق الجنوب الصومالي التي يصعب بلوغها، ولم يتم جمع سوى نسبة عشرين بالمائة من المبالغ المطلوبة لغاية اليوم.

21 يناير 2023, 08:45