بحث

3W6A8946.jpeg

رئيس الأساقفة شيفتشوك: سنواصل الاحتفال بفرح الميلاد حتى في الظلام والبرد

الاحتفال بفرح الميلاد والتغني بميلاد يسوع رغم الحرب وأهوالها وحالة الطوارئ بسبب البرد والظلام. هذا ما شدد عليه رئيس أساقفة كييف هاليتش ورأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا سفياتوسلاف شيفتشوك في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان.

خلال تغطيتها للمهمة المشتركة لسفارتي أوكرانيا وبولندا لدى الكرسي الرسولي أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة في أوكرانيا مع رئيس أساقفة كييف هاليتش ورأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا سفياتوسلاف شيفتشوك. وأكد في بداية حديثه على أن إيقاف العمليات العسكرية والتوقف عن القتل يشكلان الخطوة الأولى من أجل سلام حقيقي ودائم. وذكَّر بكون السلام أكثر عمقا من مجرد غياب الحرب، كما وشدد على أن ما يهم ليس الانتصار في حرب بل الانتصار على روح الحرب وعلى أسبابها.  

هذا وتذكَّر رئيس الأساقفة خلال استقباله في مقر الكنيسة وفد السفارتين والصحفيين المرافقين بداية الحرب في شباط فبراير الماضي، وتحدث مشيرا إلى إحدى النوافذ عن كيف كان يرى منها أمطارا من النيران، وكيف كان عليه مع مئات الأشخاص اللجوء إلى قبو الكاتدرائية. إلا أنه يتوجه اليوم بفكره إلى الميلاد الذي نستعد للاحتفال به وقال: نعتاد إنشاد ترانيم الميلاد للقريبين والجيران وخاصة للأشخاص الأكثر عوزا كي نتقاسم معهم الفرح والتمنيات، أما اليوم فيتساءل كثيرون هل سيكون هناك فرح الميلاد وهل سيحق لنا أن ننشد أم علينا أن نصمت وأن نبكي. وتابع مجيبا على من يطرح مثل هذه الأسئلة: نعم سيكون هناك الميلاد ومن حقنا الاحتفال بفرح الميلاد الذي يأتي من السماء فقد وُلد أمير السلام. وتابع أن هذا الفرح سيصل حتى إلى جبهة القتال حيث سيكون هناك من يرتل فرح الميلاد للجنود أيضا. وذكَّر رئيس الأساقفة في هذا السياق بان تراتيل الميلاد كانت خلال حقبة الحكم السوفييتي أحد أشكال الاحتجاج ضد الحكم الشيوعي الملحد، وكان الأشخاص يرتلون أناشيد الميلاد للتغلب على القلق والحزن، وأضاف أن هذه الترانيم هي تعبير عن الإيمان المسيحي، إنها تعليم مسيحي يتغنى بميلاد يسوع. وتابع أن الاحتفال سيشمل أيضا المخابئ في مراكز الاستقبال مذكرا بأن الاحتفال بالميلاد هذا العام سيكون في الظلام والبرد، وسيجعلنا هذا، حسب ما ذكر المطران شيفتشوك، نختبر بشكل مباشر ما عاشت العائلة المقدسة أيضا من ظلام وبرد ولكن بفرح سماوي.

هذا وتوقف رئيس أساقفة كييف هاليتش ورأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا عند البرد واصفا إياه بحالة طوارئ ومشكلة عاجلة يجب مواجهتها مشيرا إلى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية. وتابع أن البرد هو سبب موجة النزوح الخامسة في أوكرانيا، وأضاف أنه منذ بداية الحرب حمل الأغنياء أموالهم وهربوا بينما تَمكن مَن لديهم إمكانيات مادية من التوجه إلى فنادق أو أماكن أخرى، أما من لم يكن لديهم شيء ففروا بدون أي شيء، وذكَّر في هذا السياق بعائلة قطعت ٢٣ كيلومترا سيرا على أقدام حافية ليلا ومعها أطفالها. ثم أتت موجة النزوح الرابعة والتي شملت مَن توجهوا إلى أماكن قريبة بانتظار العودة إلى بيوتهم، وها هي الموجة الخامسة أي موجة نازحي ولاجئي البرد الذين لا يفرون من الحرب بل من البرد. وواصل حديثه عن حالة الطوارئ هذه فقال إننا لم نكن مستعدين لعدم توفر التيار الكهربائي ولضرورة سد جوع هذه الأعداد الكبيرة من الأشخاص فاتخذنا على الفور إجراءات للتمكن من تشييد مطابخ لتوفير وجبات ساخنة، وأشار إلى مطبخ أسفل مسكنه سينتهي إعداده خلال أيام. إلا أنه تحدث عن عدم قدرة الكنيسة على سد جوع الجميع لكننا سنسعى إلى استقبال جميع من يمكننا استقبالهم، فهذا عملنا الرعوي المتمثل في القرب.

وفي سياق حديثه عن القرب توقف رئيس الأساقفة عند رسائل الفيديو اليومية التي يوجهها منذ اندلاع الحرب في ٢٤ شباط فبراير الماضي. وقال إن الجميع كانوا في تخبط في أول أيام الحرب وبدأ الجميع في العالم بالاتصال به لمعرفة ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة وأين يوجد، وهكذا فكر في إصدار هذه الرسائل والتي اكتشف أن بإمكانه من خلالها مساعدة الأشخاص في التغلب على الخوف وأن يتحدث عن الرجاء الذي ينبع من الإيمان. وتابع أنه وبعد أسبوعين أو ثلاثة تساءل حول جدوى هذه الرسائل، إلا أن امرأة مسنة اقتربت منه خلال زيارته إحدى الرعايا قائلة: كم هو جيد أن تتحدث إلينا، فأجابها إنه لا يعرف بعد ماذا يجب أن يقول، فقالت له: لا يهم ما تقول بل أن تتكلم إلينا. وختم رئيس الأساقفة: وهكذا أدركتُ أنه حتى وإن لم أعرف ما علي أن أقول فمن الأهمية أن يسمع الناس صوت كنيستهم يرافقهم.   

11 ديسمبر 2022, 11:27