بحث

مسيرة "غفران أسيزي" تشهد مشاركة مئات الشبان والعائلات بعد توقف دام سنتين بسبب الجائحة مسيرة "غفران أسيزي" تشهد مشاركة مئات الشبان والعائلات بعد توقف دام سنتين بسبب الجائحة 

مسيرة "غفران أسيزي" تشهد مشاركة مئات الشبان والعائلات بعد توقف دام سنتين بسبب الجائحة

ألف وسبعمائة حاج قدموا من مختلف الأقاليم الإيطالية ومن كرواتيا وبلدان أوروبية أخرى وصلوا إلى الكنيسة في أسيزي حيث أدرك القديس فرنسيس دعوته ونال من البابا أونوفريوس الثالث الغفران العام، في ما بات يُعرف بـ"غفران أسيزي". شارك الحجاج في المسيرة الفرنسيسكانية الأربعين، التي نظمها الأخوة الفرنسيسكان الأصاغر، بعد توقف استغرق سنتين بسبب الجائحة.

ضمت مجموعات الحجاج شبانا تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر واثنين وثلاثين عاما، بالإضافة إلى عائلات وأطفال، ومن بينهم مجموعة من تسعين حاجاً قدمت من كرواتيا. يُضاف هؤلاء إلى عشرات آلاف الحجاج الذين شاركوا في المسيرة، منذ انطلاقها في العام ١٩٨٠، والتي تستغرق أسبوعاً من المشي على الأقدام لبلوغ مدينة القديس الفقير فرنسيس، ودخول الكنيسة الصغيرة التي كانت شاهدة على بداية حياته الرهبانية، والمتواجدة اليوم داخل بازيليك سلطانة الملائكة، وهكذا ينالون مغفرة الخطايا التي طلبها القديس من الرب، وصدّق عليها البابا أونوفريوس الثالث عام ١٢١٦. بدأت المسيرة بشكل متزامن في عدد من الأقاليم الإيطالية يوم الخامس والعشرين من تموز يوليو الفائت، بالنسبة للشبيبة، والثامن والعشرين منه بالنسبة للعائلات، وكانت الأولى بعد توقف خلال الصيفين الماضيين.

عن هذه المسيرة تحدث أسقف غروسّيتو الفخري المطران رودولفو شيتولوني، والذي ينتمي إلى رهبنة الأخوة الفرنسيسكان الأصاغر منذ أكثر من خمسين عاما، وكان من منظمي المسيرة الفرنسيسكانية في نسختها الأولى عام ١٩٨٠. قال سيادته إن هذا الحدث يكتسب أهمية مميزة هذا العام، نظراً للاحتفال بنسخته الأربعين. كما أنه كان وما يزال مهماً بالنسبة لخيارات الدعوة التي يتخذها الشبان والشابات، موضحا أنها الدعوة إلى الحياة الرهبانية أو الزوجية، أو إلى حياة الرسالة. لفت سيادته – الذي احتفل صباح اليوم الخميس بالقداس مع الحجاج – إلى أنه منذ بدايتها شاءت المسيرة أن تكون مناسبة للقاء بين جميع الأشخاص الراغبين في اكتشاف دعوتهم، وهذا الأمر يتعلق بمن سبق أن اختاروا دعوتهم أم من هم في طور البحث عنها، أو حتى من لا يبحثون عن شيء ويمكن أن ينطلقوا في مسيرة جديدة بفضل هذا اللقاء.

كانت المسيرة تقتصر في الماضي على الشبيبة وقد انضمت إليها العائلات، خلال السنوات الماضية، فقد شاركت هذا العام خمس وعشرون عائلة من إقليم أومبريا وحده، وتضم ستين طفلا. وقد رافق العائلات الأخ بيترو لوكا روكّاسالفا، مدير مكتب التواصل التابع للأخوة الأصاغر في أومبريا وساردينيا الذي تحدث لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أنه قاسم العائلات أفراحها ومشقاتها، قاسمها أيضا دموع الأطفال ونوبات غضبهم، بالإضافة إلى سعادة الجميع لدى بلوغ الهدف. وأضاف أن العديد من الوالدين اختبروا المسيرة عندما كانوا شباناً، واليوم أرادوا أن يعيشوا الخبرة نفسها مع عائلاتهم، وشجع الأشخاص الذين لم يقوموا بهذه الخبرة على المشاركة في المسيرة التي تساعد الإنسان على اختبار محبة الغفران، الذي يبعث من جديد حياة الأزواج، كما قال.  

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أوضح الأخ روكاسالفا أن المحبة التي ترتكز فقط إلى قوانا الشخصية مصيرها الفشل، لأنه ينبغي أن ترتكز إلى محبة الله التي تغفر، معتبرا أن الأزواج يختبرون المغفرة ليعيشوها لاحقا في حياتهم اليومية، وهي تساعدهم على الانطلاق من جديد.

04 أغسطس 2022, 12:05