بحث

رسالة أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى في ختام جمعيتهم العامة رسالة أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى في ختام جمعيتهم العامة 

رسالة أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى في ختام جمعيتهم العامة

وجه أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى الكاثوليك رسالة إلى المؤمنين وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة في أعقاب جمعيتهم العامة التي عُقدت في بامباري بدءا من العشرين من الجاري وأنهت أعمالها هذا الاثنين.

بدأ الأساقفة رسالتهم مسلطين الضوء على أهمية المسيرة السنودسية للكنيسة الجمعة وضرورة أن تشارك فيها كنيسة جمهورية أفريقيا الوسطى، على الرغم من كل التوترات الدبلوماسية والجيوسياسية الراهنة، فضلا عن أزمة القيم الخلقية وتراجع المنظومة التربوية.

تحدثت الرسالة عن تحقيق تقدم ملموس على صعيد المسيرة السلمية، لكنها عبرت عن قلقه الأساقفة حيال وجود بعض المناطق التي ما تزال خاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة، لفتت إلى أن عدم توفر الإمكانات اللازمة لدى الجيش يقوض قدرته على توفير الحماية للمواطنين. وتناول الأساقفة مسائل أخرى كالأزمة الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي، مشيرين إلى الارتفاع المقلق لأسعار المحروقات الذي يزيد من صعوبة الأوضاع، لأن هذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية، هذا ناهيك عن الأزمة التي يعاني منها القطاع الصحي والتي تنعكس سلباً على صحة جميع المواطنين وحياتهم.

لم تخلُ رسالة الأساقفة من الإشارة إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، ودعوا الطرفين المتنازعين والأطراف المتحالفة معهما إلى وقف فوري للقتال، إفساحا للمجال أمام الحوار من أجل التوصل إلى سلام فعلي. وأكد الأساقفة أن الحرب تعني القضاء على البشرية وتدمير الممتلكات، كما أنها تنتهك حقوق الإنسان وتتعرض لدور العبادة وتسيّس القناعات الدينية.

تابعت الرسالة أنه في خضم الأوضاع الصعبة التي يشهدها العالم اليوم، لا بد أن يمارس المسيحيون التمييز ويسيروا في نور الرب، ويعبروا عن إيمانهم، ويعيشوا الرجاء في كنيسة سينودسية تميزها الشركة والمشاركة والرسالة. وأكد الأساقفة أن المشاورات التي جرت على الصعيد الأبرشي، أظهرت ضرورة مواجهة التحديات التي لا يمكن أن تغض عنها الكنيسة النظر، إذا ما أرادت أن تكون فعلاً كنيسة سينودسية. ولفتوا إلى أن المسيرة السينودسية سمحت للكنيسة في جمهورية أفريقيا الوسطى أن تستشعر أكثر بمعاناة الأشخاص الضعفاء والمهمشين. كما ينبغي أن تعزز الكنيسة رعوية الضيافة والرأفة والقرب والمرافقة، خصوصا وأن الرب صب اهتمامه على الفقراء والمرضى والمستضعفين.

هذا وأكدت رسالة أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى أن المشاورات سلطت الضوء أيضا على وجود اختلافات في وجهات النظر، ما سمح بتحديد العراقيل التي تقف في وجه السينودسية. ولفتت إلى أن العديد من المؤمنين العلمانيين يعتبرون أنهم غير معنيين في حياة الكنيسة ومسيرتها. ومن هنا تبرز أهمية الشركة والشراكة اللتين دُعيت الكنيسة لعيشهما. وهذا الأمر يتطلب إعادة اكتشاف مغزى الإنجيل والخدمة التي ينبغي أن تقدمها الكنيسة للآخرين. من هذا المنطلق شجع الأساقفة الكهنة والعلمانيين على عيش مشاركة حقيقية من أجل وضع إطار للأخوة المسيحية. كما أنه يتعين على الكهنة أن يصغوا أكثر إلى المؤمنين.

بعدها أشارت رسالة الأساقفة إلى أن المشاورات شكلت أيضا فرصة للنظر إلى المشاكل التي تعترض عملية تجذّر الإنجيل في الثقافة المحلية، وفي طليعتها العادات والممارسات التقليدية الموجودة في المجتمع والتي تحول دون استسلام المؤمنين لقوة الإنجيل المبدلة. وأكد الأساقفة في الختام أن السير معاً يعني تعزيز ثقافة وحضارة السلام والمحبة التي تنتصر على الحقد والحسد والخوف من الآخر. وشجعوا جميع المسيحيين على المشاركة في المسيرة السينودسية بغية تعزيز القيم التي تحتاج إليها الكنيسة والبلاد.

27 يونيو 2022, 12:26