بحث

رئيس الأساقفة كونتيديس: زيارة البابا إلى اليونان أعطت دفعاً للحوار المسكوني رئيس الأساقفة كونتيديس: زيارة البابا إلى اليونان أعطت دفعاً للحوار المسكوني 

رئيس الأساقفة كونتيديس: زيارة البابا إلى اليونان أعطت دفعاً للحوار المسكوني

مع اختتام زيارة البابا فرنسيس إلى اليونان، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة أثينا الكاثوليكي المطران Theodoros Kontidis الذي أكد أن الزيارة البابوية أعطت دفعاً للحوار المسكوني، كما أنها شجعت الجماعة الكاثوليكية المحلية على إعادة اكتشاف الإيمان وعلى الشعور بأنها جزء من الكنيسة الجامعة، ووجهت دعوة إلى الحكومة كي لا تفقد إنسانيتها في التعامل مع مآسي الهجرة.

استهل سيادته حديثه لموقعنا متوقفاً عند اهتمام عالم السياسة والحكومة بزيارة البابا فرنسيس ودعمهما لها، لافتا إلى أن هذا الأمر يشكل انفتاحاً للمجتمع اليوناني على ما هو خارج السياق المحلي. وأضاف أن اليونان هو بلد متجانس جداً، ويميل إلى الانغلاق على الذات، بيد أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية وعلى الرغم من كونها أقلية تشكل نافذة على العالم الخارجي. ورأى سيادته في هذا الإطار أن حضور البابا في اليونان يساعد على تغيير الصورة المكوّنة عن العالم الخارجي، لذا يحمل هذا الحضور معنى اجتماعياً وثقافياً ودينياً، وهي مسألة بديهية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية المحلية المدعوة إلى التجدد وإعادة اكتشاف الإيمان والشعور بأنها جزء من الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. كما أن زيارة البابا تشكل خطوة إلى الأمام باتجاه الكنيسة الأرثوذكسية، خصوصا وأن العلاقة مع الأرثوذكس تحتاج إلى التجدد، لأن وحدة الكنيسة هي واجبُنا جميعا. وسلط سيادته الضوء على القواسم المشتركة بين الكاثوليك والأرثوذكس، الذين يتقاسمون الإيمان نفسه والأسرار نفسها فضلا عن التقاليد وتعاليم القديسين، لذا تكتسب أهميةً قصوى الشهادةُ التي يقدمها المسيحيون في العالم والثقافة المعاصرَين. 

لم تخلُ كلمات المطران كونتيديس من الإشارة إلى الزيارة التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى اليونان لعشرين سنة خلت، وقال إن التوتر كان يسود العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس آنذاك. بيد أن هذا التوتر لم يعد موجودا اليوم والأجواء أصبحت هادئة وواقعية أكثر من الماضي، بالتالي نستطيع أن نرى أن الفكرة التي كوّنها اليونانيون عن بابا روما وتاريخ البابوية تغيّرت وصارت أكثر إيجابية، وهذا التطور ليس إلا وليد التعرّف على الآخر. 

في سياق حديثه عن الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى جزيرة ليسبوس، التي تأوي أعدادا كبيرة من المهاجرين، وذلك للمرة الثانية بعد زيارته الأولى لخمس سنوات خلت، قال رئيس أساقفة أثينا الكاثوليكي إن الرسالة التي شاء أن يوجهها البابا هي عدم ترك هذه الآفة ليعالجها ساسةُ الغد، إذ علينا أن نتعامل معها اليوم. وقال: إنه واقع لا يسعنا أن نغض النظر عنه لأنه موجود أمامنا، وحتى إذا نظرنا في الاتجاه الآخر لن يتغيّر هذا الواقع، ولا نستطيع أن نتجاهل هذا الأمر ونتابع حياتنا كأن شيئا لم يكن. وأكد أن البابا فرنسيس يريد أن يستقطب اهتمام الرأي العالم العالمي كي ينظر إلى هذه المشكلة. ومما لا شك فيه أن الحكومات تتعامل مع أوضاع صعبة، لكن لا يمكننا أن نفقد إنسانيتنا وأن نغض الطرف عنها. وختم المطران كونتيديس حديثه لموقعنا الإلكتروني قائلا إننا سنرى قريباً الأصداء التي تركتها زيارة البابا فرنسيس إلى جزيرة ليسبوس. 

في سياق متصل، كانت صحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" الفاتيكانية قد أجرت مقابلة مع سيادته قبل يومين على بداية الزيارة البابوية أكد فيها أن الكنيسة الكاثوليكية في اليونان مدعوة إلى تعزيز الأخوّة والوحدة الأصيلة كترياق لعولمة اللامبالاة، ولفت إلى أن جميع المسيحيين مدعوون إلى نشر الإيمان الذي يُداوي عولمة الأنانية، ممارسين التضامن مع الجميع، حتى لدى مواجهة الأوضاع الطارئة الاجتماعية والخلقية التي يعاني منها العالم. وأكد المطران ثيودوروس كونتيديس، أن الكاثوليك اليونانيين هم أقل من واحد بالمائة من مجموع عدد السكان، بيد أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية تشهد اليوم تبدلاً سريعاً، مذكراً بأن البابا هو ركيزةٌ للوحدة وللطابع الجامعي للكنيسة، بغض النظر عن انتماءات أعضائها الوطنية والعرقية والأيديولوجية.     

06 ديسمبر 2021, 12:28