بحث

مدارس كاثوليكية خاصة في لبنان تتحول إلى مراكز للأخوة والتضامن مع المحتاجين مدارس كاثوليكية خاصة في لبنان تتحول إلى مراكز للأخوة والتضامن مع المحتاجين 

مدارس كاثوليكية خاصة في لبنان تتحول إلى مراكز للأخوة والتضامن مع المحتاجين

تقوم ثلاث مدارس كاثوليكية خاصة في العاصمة اللبنانية، تابعة لأخوة المدارس المسيحية، والتي تم ترميمها خلال فترة قياسية بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب أغسطس الماضي، تقوم بتوزيع وجبات الطعام والمساعدات المادية على العديد من العائلات التي تعاني من نتائج الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد.

بغية الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأخ فادي صفير، منسق مدارس الأخوة اللاساليين في منطقة الشرق الأدنى، الذي سلط الضوء على حالة اليأس الجماعي الذي يصيب اللبنانيين اليوم، ولا يساعد الوضع على إقناع الشبان بالبقاء في وطنهم. في معرض حديثه عن أوضاع المدارس الثلاث في بيروت قال إنها تقدم حالياً للتلامذة خدمةَ التعليم عن بُعد تماشياً مع توجيهات الحكومة اللبنانية الهادفة إلى احتواء الفيروس التاجي. ولفت إلى أن المدارس طلبت مساعدة بعض الجهات الواهبة من أجل توفير التجهيزات اللازمة للتلامذة المحتاجين، موضحا – على سبيل المثال – أن مدرسة القلب الأقدس والتي قامت بتحديث بنيتها التحتية المعلوماتية وزّعت على تلامذتها الأكثر حاجة خمسين جهازا لوحياً (أو تابلت).

رداً على سؤال بشأن الأوضاع التي يواجهها المواطنون اليوم توقف الراهب اللبناني عند الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية والصحية، وتأثيرها على عمل المؤسسات وحياة المواطنين. وقال: إننا نعيش يومياً ونسعى إلى التأقلم مع كل التبدلات. وإزاء هذا السيناريو الصعب تقوم مكاتب الخدمات الاجتماعية في المدارس الثلاث بالتواصل مع العائلات، لاسيما تلك العائشة دون خط الفقر، على أثر تدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار  السلع الغذائية. ولفت إلى المساهمة التي يقدمها التلامذة القدامى، والمعلمون والحركات الرعوية، شأن الجماعات الكشفية والأمهات اللاساليات. وبهذه الطريقة – مضى صفير يقول – تحولت المدارس الثلاث إلى مراكز اجتماعية وإلى فسحة للتضامن، مشيرا إلى أن مدرسة Notre Dame تقوم بتوزيع أربعمائة وخمسين وجبة ساخنة، ثلاث مرات في الأسبوع، على العائلات المحتاجة والمسنين، دون أي تمييز على أساس الانتماء الديني.

بعدها توقف الأخ صفير عند انفجار مرفأ بيروت، الصيف الماضي، مضيفا أنه على أثر هذا الحادث هرع العشرات، لا بل المئات، من الوالدين والطلاب إلى المدارس الثلاث بهدف المساعدة في إزالة الركام، وبهذه الطريقة عبروا عن امتنانهم لمدارسهم وانتمائهم إليها. وبعد ذلك هبت تلك المدارس لنجدة المحتاجين في وقت تشير فيه بعض المصادر الرسمية اللبنانية إلى أن أكثر من نصف السكان باتوا اليوم دون عتبة الفقر. وأضاف أن العديد من العائلات صارت عاجزة عن إطعام أبنائها، أو شراء المحروقات وغيرها من المستلزمات الضرورية. وأكد أن هذا الاندفاع التضامني ساهم في تمتين الرباط القائم بين المجموعات العاملة في المدارس، التي تحوّلت إلى بيت مشترك. وأدرك الكثير من الوالدين الذين حصلوا على المساعدة والدعم والمرافقة أن المدرسة ليست فقط صرحاً أكاديميا للتعليم، بل هي أيضا مكانٌ للأخوة والمساعدة المتبادلة. كما أن الأهل غير المحتاجين إلى الدعم هم على اطّلاع بالنشاطات الإنسانية ويثمّنون هذه القيمة.

هذا ثم عبّر  منسق مدارس الأخوة اللاساليين في منطقة الشرق الأدنى عن امتنانه الكبير تجاه الأشخاص والمنظمات الذين هبوا لمساعدة المدارس، وقال: لقد شعرنا أننا لسنا لوحدنا وأدركنا أن الأخوّة والتضامن الإنساني والمساعدة ليست كلمات فارغة. وفي ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني توقف الأخ صفير عند اليأس الجماعي الذي يشعر به اللبنانيون، قائلا إن هذا الأمر لا يساعدنا على إقناع الشبان بالبقاء في لبنان، خصوصا وأنهم لا يرون بوادر حلول تلوح في الأفق. مع ذلك تسعى المدارس اللاسالية إلى تنمية حس الانتماء إلى الوطن وسط تلامذتها، لكن ينبغي أن نبتعد عن الأوهام لأن الأمور التي يسمعها التلامذة ويرونها من حولهم لا تحملهم على البقاء في وطنهم.

20 أبريل 2021, 11:50