بحث

رسالة أساقفة بوليفيا في ختام جمعيّتهم العامة الثامنة بعد المائة رسالة أساقفة بوليفيا في ختام جمعيّتهم العامة الثامنة بعد المائة 

رسالة أساقفة بوليفيا في ختام جمعيّتهم العامة الثامنة بعد المائة

"نحن بوليفيون، نحن إخوة": هذا هو العنوان الذي اختاره مجلس أساقفة بوليفيا لرسالته الختامية للجمعية العامة الثامنة بعد المائة، التي عُقدت من الثاني عشر وحتى السادس عشر من نيسان أبريل في كوتشابامبا.

تُفتتح الوثيقة بالتأمُّل حول "الشعب الذي يعاني": إنَّ وباء فيروس الكورونا، في الواقع، يسلط الضوء على هشاشة الحالة البشريّة، بينما يترافق الألم الذي يسببه المرض، وفقدان الأحباء، واستحالة وداعهم، والخوف من العدوى بأزمة عامة "أبرزت" عيوب النظام الصحي "وطالت" جميع أبعاد ومجالات حياة الأشخاص والمجتمع. ليس ذلك فحسب يكتب مجلس أساقفة بوليفيا أن بوليفيا تشهد استقطابًا سياسيًا متزايدًا يسبب الانقسامات وعدم الاستقرار الاجتماعي، مما يؤدي إلى تآكل طاقاتنا في الاشتباكات التي تشل بناء مشروع مشترك ومفعم للرجاء للبلد.

وتتابع الرسالة أن هذا الموقف يستجيب لمصالح خاصة، بدلاً من أن يخدم الشعب يستغلّه، متجاهلاً احتياجاته الحقيقية.  إنَّ الشعب البوليفي يُحرم من حقوقه ويصبح أعزلاً إزاء الوباء وبسبب غياب العمل والفقر المتزايد وفي هذا السياق يدعو مجلس أساقفة بوليفيا إلى اتخاذ الخطوات الضروريّة نحو المصالحة وإعادة خلق مناخ من العدل والسلام؛ ويشير الأساقفة بشكل خاص إلى اعتقال الرئيسة المؤقتة السابقة جانين أنييز، التي كانت قد سُجنت في السابق لمدة أربعة أشهر واحتجزت في سجن لاباز، بتهمة التآمر، وذلك في نهاية شهر آذار مارس الماضي بتهمة الإرهاب والفتنة مع وزيرين سابقين من حكومتها. لقد قادت المرأة البلاد خلال الفترة الانتقالية العام الماضي، بسبب استقالة إيفو موراليس، وقد تسبب اعتقالها في توترات اجتماعية شديدة.

وشدد الأساقفة في رسالتهم على أنّه من واجب الدولة توفير تحقيق موضوعي ونزيه وتحديد مسؤوليات جميع الأطراف المعنية، ودعوا إلى إصلاح العدالة لكي تعمل باستقلالية وشفافية ونزاهة؛ بما أنَّ غيابها يقوِّضُ أسس الديمقراطية والتعايش الأخوي والسلمي. وبالتالي أدان الأساقفة بقوّة الفساد الذي يستمر في توسيع مخالبه في المؤسسات العامة والخاصة، مُسبِّبًا أضرارًا جسيمةً، وفقرًا وتفاوتات اجتماعية، وخلق "ثقافة" من العلاقات الفاسدة في كل مجال.

إزاء هذا كلّه لا يمكن للكنيسة ولا يجب أن تبقى منعزلة في بناء مجتمع أخوي، كما يقول أساقفة بوليفيا الذين يشعرون بأنهم مدعوون ليكونوا شهودًا لحياة جديدة وللرجاء والمصالحة. وتتابع الرسالة لقد حان الوقت للمراهنة على ثقافة اللقاء الأخوي والادماج، لكي لا يكون التنوع الثقافي سببًا للصراع، وإنما أداة للسير نحو الوحدة وإيجاد حلول للمشاكل المشتركة. في هذا الصدد، وفي مواجهة الفقر الاجتماعي وعدم المساواة في توزيع الموارد، يطالب الأساقفة بأدوات ملموسة مثل الميثاق الضريبي، وهو أداة للتشاور بين المجتمع المدني والدولة، من أجل دعم لامركزية اقتصادية حقيقيّة، وهي تعبير حقيقي عن الديمقراطية وفرصة حياة كريمة للجميع. ويختم أساقفة بوليفيا رسالتهم بالقول لا يجب أن نترك أحدًا وحده، داعين الجميع إلى بناء بلد من الإخوة والأخوات في العدالة والسلام.

 

21 أبريل 2021, 11:25