بحث

الأب أتيناغوراس فاسيولو: الكنيسة الأرثوذكسية تستمر بثقة في طريق الوحدة الأب أتيناغوراس فاسيولو: الكنيسة الأرثوذكسية تستمر بثقة في طريق الوحدة 

الأب أتيناغوراس فاسيولو: الكنيسة الأرثوذكسية تستمر بثقة في طريق الوحدة

شهدت العلاقات بين الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية التابعة للقسطنطينية تقدمًا ملحوظًا في المائة عام الماضية. والبابا فرنسيس قد أعلن مرارًا وتكرارًا أنه يختبر شعور الأخوة تجاه البطريرك المسكوني برتلماوس. في مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز الأرشمندريت فاسيولو من أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية يقول إن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين هو فرصة لتجديد الاحترام المتبادل والصداقة.

من بين الموقعين الثلاثة على الرسالة المسكونية التي نشرت بمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين المطران الجديد لأبرشية إيطاليا الأرثوذكسيّة وأكسَرخوس أوروبا الجنوبية " Polykarpos Stavropoulos". انتخبه سينودس البطريركية المسكونية الذي يرأسه البطريرك برتلماوس الأول في الرابع عشر من كانون الثاني يناير الماضي. وفي ضوء الأوضاع الصعبة التي يعيشها العالم اليوم، نقرأ في الرسالة المسكونية لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين أمنية ألا نعود الى ما قبل الوباء وإنما أن يصبح كلُّ شيء أفضل مما كان عليه سابقاً لأن العالم لايزال مطبوعاً بالعنف والغطرسة واللامبالاة. وتشرح الرسالة أيضا أنّه خلال أشهر الألم والحاجة هذه تضاعف التضامن، كثيرون قد اتحدوا مع جماعاتنا من أجل تقديم يد المساعدة لنكون قريبين من الذين بحاجة الى الطعام والصداقة وبادرات قرب جديدة في احترام القواعد الصحيحة للتباعد الاجتماعي. وبالتالي نحن نشعر بالحاجة لأن نشكر الرب على هذا التضامن المضاعف ومجانية العطاء التي ساعدتنا على اكتشاف الغنى المستمر وجمال الحياة المسيحية المغمورة بنعمة الرب والتي نحن مدعون لإيصالها بسخاء كبيرٍ للجميع. شهاد للوحدة المعاشة في المحبة وفي التصرفات الملموسة. شهادة جوهريّة أكدها لموقع فاتيكان نيوز أرشمندريت أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية الأب Athenagoras Fasiolo الممثل عن المتروبوليت Polykarpos في هذه الأيام في القسطنطينية.

قال الأب Athenagoras Fasiolo الممثل إن المحبّة بالتأكيد، وكما يقول المسيح، هي المسيرة الأساسية، فإن لم نعش بين المسيحيين المعنى العميق للمحبة، أي الحب الذي يصبح حقيقيًّا تجاه الآخر سيكون لدينا فقط خطابات لاهوتية ومثيرة للإهتمام وإنما منعزلة عن الحياة اليوميّة. وبالتالي علينا أن نعيش الوحدة في صعوبات بلدنا على سبيل المثال وفي هذه الحالة إيطاليا؛ ولكن في أي مكان في العالم فنعيشها معا في هذه الصعوبات المرتبطة اقتصادياً بفيروس الكورونا، وصعوبات الأشخاص الذين يعيشون واقعا صعبة وعلى هذا الشعور أن يرافقنا ويجعلنا نشعر أولاً بأننا مسيحيين، لأننا مسيحيين ومن ثمَّ لدينا انتماءاتنا الكنسيّة وهذا أمر جيد ولكن علينا انا نكون شهودا للمحبّة.

وتابع الأب Athenagoras Fasiolo مجيبًا على سؤال حول العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية اليوم لا سيما بعد اللقاءات العديدة بين البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس وقال لقد لمستَ النقاط الأساسية من الحوار المسكوني الحديث ويمكنني أن أقول إنّه إذ أنني نلت بركة العمل مع بطريرك القسطنطينية يمكنني أن أشهد على محبّته العميقة، محبة مسيحية حقيقية، تجاه البابا فرنسيس وتجاه الكنيسة الكاثوليكية. ولكنها محبة تولد من الإنجيل ومحبة تولد من الأفعال الملموسة. بالتأكيد إن الحوار المسكوني في رأيي، على الرغم من أنه ضروري اليوم فيما يتعلق بالجانب اللاهوتي – وكذلك عمل اللجنة اللاهوتية، على الرغم من العديد من الصعوبات المرتبطة بشكل خاص بالجزء الأرثوذكسي في هذه الفترة، إلا أننا فهمنا أنه في هذه اللحظة علينا أن نسير في حماية الإنسان. وعندما اتحدث عن الانسان أقصد الانسان بكامله ليس فقط كجسد وإنما الانسان داخل الخليقة التي منحنا الله إياها وبالتالي في جميع أبعاده: لنفكر بالأعمال العظيمة التي تركها لنا الانسان والتاريخ؛ لنفكِّر أيضا في الحفاظ على الأخيرين، نرى ما يحدث يوميًّا في العالم، الترحال الكبير للشعوب وجميع الاحتياجات الموجودة ولذلك إن لم يتَّحد قادة الكنيسة معاً ويفهموا معًا أنهم عليهم أن يكونوا صوتًا واحد للعالم، فان رسالتنا لن تكون صادقة. وأعتقد أن كنائسنا قد سارت على هذا الطريق واعتقد أنه بإمكانها أن تفعل الكثير.

وبالإجابة على سؤال حول ما زال يفرق الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية عن بعضهما البعض قال الأب Athenagoras Fasiolo يمكنني أن أقول إنه الجهل. الجهل هو العدو الأسوأ، وعدم التعرف على بعضنا البعض هو العدو الأسوأ. من وجهة النظر الأرثوذكسيّة هذا الجهل موجود في العديد من بلداننا وللأسف في العديد من الأماكن حيث لا يزال الآخر يُعتبر كخطر أو كشخص يسرق منا شيئاً خاصًا بنا قد حفظناه منذ عقود، وهكذا لا نفهم أن الحوار هو في الحقيقة غنى وشهادة. والآن وبعد سنين عديدة من العمل المسكوني والحوار اعتقد أن الخطر الأكبر لا يزال الجهل أيضًا، وإنما الجهل كعدم المعرفة.

وختم أرشمندريت أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية الأب Athenagoras Fasiolo حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول إن كان حلم البابا فرنسيس الذي عبّر عنه مرارًا بأن نتمكّن من المشاركة في الإفخارستيا عينها قد يتحقق وقال بالتأكيد وهذا حلم جميع المسيحيين. إنها النقطة الأسمى لوحدتنا، لأن الإفخارستيا هي رمز الوحدة. هناك حاجة كبيرة للصلاة ولكن كما أقول دائما هناك حاجة أيضا للمعرفة والاحترام، نحن بحاجة لأن نفهم أن الوحدة ليست تطابقًا، وإنما أن نكون أُمناء لتقاليد الكنيسة ولتعاليم المجامع وإنما أيضا لنفحة الروح القدس: لا يجب أن نغلق الروح القدس في خصوصياتنا الصغيرة وإنما علينا أن نسمح له بأن يعمل، وبالتالي علينا أن نشارك حقًّا في حضور الروح القدس. وأنا اعتقد أن الرب سيعطينا يومًا ما هذه السعادة الكبيرة بأن نتمكّن من أن نشارك في الكأس الواحدة والخبز الواحد.

 

21 يناير 2021, 10:18