بحث

البطريرك الماروني: نصلّي كي يقدّس الله عائلاتنا فتكون كل عائلة "كنيسة منزليّة" تنقل الإيمان وتعلّم الصلاة البطريرك الماروني: نصلّي كي يقدّس الله عائلاتنا فتكون كل عائلة "كنيسة منزليّة" تنقل الإيمان وتعلّم الصلاة 

البطريرك الماروني: نصلّي كي يقدّس الله عائلاتنا فتكون كل عائلة "كنيسة منزليّة" تنقل الإيمان وتعلّم الصلاة

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي صباح الأحد الثالث من كانون الثاني يناير 2021 في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة بعنوان "كان يسوع مطيعًا لهما، وينمو بالقامة والحكمة والنعمة" (راجع لو 2: 51-53).

قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته مترئسا القداس الإلهي صباح اليوم الأحد "تحتفل الكنيسة اليوم: بعيد العائلة المقدّسة، مثال كلّ عائلة مسيحيّة. فيها ينمو الإنسان في إنسانيّته بأبعادها الثلاثة: الجسديّ والمعرفيّ والروحيّ، على أن يكون الوالدان قدوة لأولادهما، وهؤلاء في علاقة طاعة معهما. هكذا عاشت العائلة المقدّسة في الناصرة. "فيسوع الإله المتجسّد كان مطيعًا لهما، وينمو بالقامة، من تعب يوسف ومريم ومن عمله اليوميّ بالنجارة؛ وبالحكمة باكتساب المعرفة والخبرة والفضائل الإنسانيّة والإجتماعيّة؛ وبالنعمة الإلهيّة بامتلائه من الروح القدس من خلال الصلاة والتزاماته الدينيّة في كلّ سبت. إنّنا نصلّي كي يقدّس الله عائلاتنا، فتكون كلّ عائلة "كنيسة منزليّة" تنقل الإيمان وتعلّم الصلاة "ومدرسة طبيعيّة أولى" تعلّم الفضائل والأخلاق، و"خليّة حيّة" للمجتمع تهيّئ له أعضاء صالحين". ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته يقول "يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، إحياءً لعيد العائلة المقدّسة، ويوم السلام العالميّ الرابع والخمسين. فنحيّي اللجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" التي دعت لهذا الإحتفال. نصلّي إلى الله من أجل إحلال السلام في العالم وعندنا وفي الشرق الأوسط، وعلى نيّة كلّ من عانى وإعتنى بضحايا إنفجار المرفأ في 4 آب 2020".

سلط البطريرك الماروني الضوء على مضمون رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للسلام لعام 2021 بعنوان "ثقافة العناية مسار السلام"، وتابع عظته قائلا "على ضوء هذه الرسالة الداعية إلى ثقافة السلام نعتبر أنّ الحكومة لن تتشكّل إلّا من خلال لقاء رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلَّف واتّفاقهما على تشكيل حكومة مميّزة باستقلاليّة حقيقيّة، وتوازن ديمقراطيّ وتعدّدي، وبوزراء ذوي كفاءة عالية في اختصاصهم وإدراك وطنيّ بالشأن العام. فلا يفيد تبادل الإتّهامات بين المسؤولين والسياسيين حول من تقع عليه مسؤوليّة عرقلة تشكيلها". وأضاف غبطته يقول "إنّ رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف قادران على اتّخاذ هذا القرار المسؤول والشجاع إذا أبْعدا عنهما الأثقال والضغوط، وتَعالَيا على الحصص والحقائب، وعطّلا التدخّلات الداخليّة والخارجيّة المتنوّعة، ووضَعا نُصْب أعينهما مصلحة لبنان فقط. فالإنقاذ لا يحصل من دون مخاطرة، وكلُّ المخاطر تَهون أمام خطر الانهيار الكامل. هذه الخطوة الإنقاذية تَضَع الجميع أمام مسؤوليّاتهم. ومن المؤكّد أنَّ المجلس النيابيّ الذي انتُخِب لتمثيل الشعب ويستمدّ شرعيّته من الشعب، لا يسمح لنفسه بمعارضة إرادة الشعب الذي يريد حكومة اليوم قبل الغد".

هذا وأشار البطريرك الراعي إلى أن "إطلاق النار ليلة رأس السنة عادة غير راقية وغير حضاريّة. ألا يَكفينا ضحايا المرفأ وجائحة الكورونا والسلاح المتفلِّت فنزيدُ عليهم ضحايا الرصاص الطائش وأضراره الماديّة؟ بعض اللبنانيّين لا يَملِكُ ثمنَ رغيف خبز، فكيف تَملِكون ثمن السلاح والرصاص؟ ألم تكن اللياقة الاجتماعيّة والتضامن الإنسانيّ يَفرِضان الحياء والترفّع عن هذا النوع من الابتهاج، فيما مئاتٌ ومئاتٌ من العائلات حزينة على من فَقَدت في انفجار المرفأ وجرّاء كورونا؟ مع تقديرنا لسهر قوى الجيش والأجهزة الأمنيّة لتوفير الأمن، لا يَسعُنا إلّا أن نطالب هذه الأجهزة والقضاء بمعالجة هذه الآفة في جميع المناطق".

وختم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظته مترئسا قداس الأحد بالقول "نسألك يا إله السلام أن تزرع سلامك في القلوب، لكي نستطيع أن نبنيه في عائلاتنا ومجتمعاتنا والوطن. لك المجد والتسبيح أيّها الآب والإبن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

03 يناير 2021, 13:12