بحث

HOLY LAND.jpg

البيان الختامي لوفد تنسيقية الأرض المقدسة

عقد أساقفة تنسيقية الأرض المقدسة من 16 حتى 21 كانون الثاني يناير لقاءات عبر الشبكة للتعرف على أوضاع مسيحيي الأرض المقدسة وتـأكيد القرب منهم وذلك لعدم التمكن هذا العام من القيام بالزيارة التقليدية بسبب وباء كوفيد 19. وصدر في ختام اللقاءات البيان التالي نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين:

هذه هي المرة الأولى التي حالت الظروف دون الاجتماع شخصيًا في الأرض المقدسة. إلا أننا نبقى ملتزمين التزامًا راسخًا بدعم أخواتنا وإخواننا في موطن المسيح. خلال الأسبوع الماضي، لقد حظينا بلقاء المسيحيين في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل، وقد تأثرنا لسماعهم يتكلمون عن رسالتهم وصمودهم وشهادتهم في ظل هذه الظروف غير المسبوقة.

من خلال حوارنا معهم، تبيّن لنا وبصورة مؤلمة أن اليوم هنالك ما يدعو إلى قدر أقل من التفاؤل وذلك نسبةً إلى أي وقت آخر في التاريخ القريب.يؤدي الصراع والاحتلال والحصار إلى مضاعفة حدة التحديات الناتجة عن فيروس كورونا والتي يواجهها العالم بأسره. كما يؤدي النقص في الحجاج الأجانب إلى تفاقم الضائقة الاقتصادية على نطاق واسع وزيادة معدلات البطالة وإلى دفع المزيد من العائلات إلى دائرة الفقر. هذا ويستمر انعدام التقدم السياسي والتوسيع المتواصل للمستوطنات غير المشروعة وتأثير قانون الدولة- القومية لإسرائيل في تقويض أية فرصة في تحقيق حل سلمي يتمثل في وجود دولتين.

نواجه جميعنا اليوم لحظة حاسمة من أجل تعزيز تعبيرنا عن التضامن مع أهل الأرض المقدسة وهو ليس "شعورًا بتعاطف مبهم، بل عزمًا ثابتًا ومثابرًا على العمل من أجل الخير العام". نشدد على أهمية قيام القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية بإعادة الالتزام بالمفاوضات المباشرة. كما ندعو وبصورة عاجلة حكوماتنا وقادتنا السياسيين إلى تجديد مشاركتهم الفاعلة في البحث عن سلام عادل ودعم الحوار على جميع الجوانب، والتمسك بالقانون الدولي، وإعادة التأكيد على تعددية القدس نظرًا لمكانتها الفريدة لليهود والمسيحيين والمسلمين. كما وينبغي على المجتمع الدولي مساءلة إسرائيل إزاء مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية والإنسانية في تسهيل تقديم اللقاح لفيروس كورونا للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشجيع التعاون من طرف السلطة الفلسطينية، في ضوء رسالة البابا فرنسيس حينما قال: "إزاء تحدٍّ لا حدود له، لا يمكننا أن نقيم الحواجز."٢

وبينما تواصل العديد من بلداننا مواجهة صعوبات شديدة بسبب الوباء، لدينا مسؤولية كبيرة لدعم إخواننا المسيحيين في الأرض المقدسة. تعد المدارس والعيادات والمستشفيات وغيرها من المشاريع الكنسية بما في ذلك العمل الذي تقوم به مؤسسة كاريتاس، والتي ترضخ جميعها تحت ضغط شديد، نموذجًا للمحبة والعدل والسلام. يعد وجود هذه المؤسسات المسيحية أمرًا حيويًا من أجل تقريب الناس من شتى الخلفيات لخدمة الصالح العام. تعد الجماعة المسيحية، بالرغم من قلة عددها، ضامنًا هامًا للتماسك الاجتماعي وحاملًا للرجاء من أجل تحقيق مستقبل أفضل.

إننا ننتظر بلهفة الوقت الذي سوف يستطيع فيه المسيحيون على امتداد العالم القيام من جديد بالحج إلى الأرض المقدسة كي يكونوا داعمين وشاهدين على ذلك مباشرة. حتى ذلك الوقت، نشجع جماعاتنا على تقديم أية مساعدة ممكنة وحمل شعوب هذه المنطقة في صلواتهم.

25 يناير 2021, 12:43