بحث

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بكركي، الأحد 13 كانون الأول 2020 البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بكركي، الأحد 13 كانون الأول 2020 

البطريرك الماروني: نأمل ألّا تعطّل ردود الفعل الأخيرة السياسية والطائفية والقانونية مسار التحقيق في انفجار المرفأ

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد الثالث عشر من كانون الأول ديسمبر في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة في أحد البيان ليوسف بعنوان "يا يوسف بن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" (متى1: 20)، كما وذكّرغبطته بالرسالة الرسولية للبابا فرنسيس بعنوان "بقلب أبوي" الصادرة في الثامن من كانون الأول ديسمبر الجاري لمناسبة الذكرى المئة والخمسين لإعلان القديس يوسف شفيعًا للكنيسة الكاثوليكية على يد الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأول 1870.

في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "نأمل ألّا تعطّل ردود الفعل الأخيرة السياسيّة والطائفيّة والقانونيّة مسار التحقيق في إنفجار المرفأ، من دون أن ننسى أنّه هدم نصف العاصمة وأوقع مئتي قتيل وخمسة آلاف جريح وآلاف المنكوبين الهائمين من دون منازل، ما جعل دول العالم تسارع إلى نجدة المنكوبين، فيما الدولة عندنا وأصحاب السلطة والسياسيّون لم يحرّكوا ساكنًا. ونأمل أيضًا ألّا تَخلق ردود الفعل انقسامًا وطنيًّا على أساس طائفيّ لا نجد له مبرّرًا، خصوصا وأنّنا جميعًا حريصون على موقع رئاسة الحكومة وسائر المواقع الدستوريّة والوطنيّة والدينيّة. ونؤمن بأنَّ الحرص على هذه المواقع لا يُفترض أن يتعارض مع سير العدالة، لا بل إنَّ مناعة هذه المواقع هي من مناعة القضاء. فالقضاء يحميهم جميعًا فيما هم خاضعون ككلّ مواطن عاديّ. "فالعدالة هي أساس الملك"، ولذا نحن لا نغطّي أحدًا. ولا نتدخّل في شأن أيّ تحقيق قضائيّ. هَـمُّنا حقّ الشعب. جميعُ الناس، وأوّلهم المسؤولون هم، تحت سقف العدالة والمحاكم المختصّة. أمّا هيبة المؤسّسات وما تُمثّل فيجب أن تكون قوّةً للقضاء. وأصلًا، لا يوجد اي تناقض بين احترام المقامات الدستوريّة والميثاقيّة التي نحرص عليها وبين عمل القضاء، خصوصًا وإنَّ تحقيق العدالة هو ما يصون كل المقامات والمرجعيّات".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، تابع غبطته قائلا "بقدر ما رحّبنا بقرار الدولة التصدّي للفساد، أَقلقَتْنا طريقة مكافحة هذا الفساد، إذ بدت كأنّها صراع بين مؤسّسات الدولة وسلطاتها ومواقعها على حساب الشفافيّة والنزاهة، وعلى حساب دور القضاء وصلاحيّاته. قضاءُ لبنان منارةُ العدالة، فارفعوا أياديكم عنه أيّها السياسيّون والطائفيّون والمذهبيّون ليتمكّن هو من تشذيب نفسه والاحتفاظ بالقضاة الشرفاء والشجعان فقط، الّذين يرفضون العدالة الكيديّة والمنتقاة والانتقاميّة أو العدالة ذات الغُرفِ السوداء. المعنيّة بتدبيج ملفّاتٍ وتمريرها إلى هذا وهذه وذاك. كرامةُ الناس، أكانوا من العامّة أو من المسؤولين، ليست مُلكَ السلطة والإعلام وبعض القضاة. ولا نريد أن تُخلط الأمور فتشكيل حكومة انقاذيّة تنهض بالبلاد من كلّ جانب يبقى واجبًا ملحًّا على رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف، والتحقيق العدليّ بشأن إنفجار المرفأ يبقى أيضًا ملحًّا على القاضي المكلّف. فالمواطنون المخلصون ينتظرون هذين الأمرين الملحّين. فلا يحقّ لأحد التمادي بمضيعة الوقت وقهر المواطنين. لقد حان وقت الحساب".

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي الأحد الثالث عشر من كانون الأول ديسمبر في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "يا ربّ، بشفاعة القديس يوسف، علّمنا جميعًا روح المسؤوليّة النابعة منك والداخلة في صميم تصميمك الخلاصيّ الشامل، لكي نمارسها بالطاعة لتعليمك، وبالتفاني والتجرّد في سبيل الخير العام. لك المجد والتسبيح أيّها الثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

14 ديسمبر 2020, 12:24