بحث

2020.10.01 Padre-Claudio-Monge-domenicano-missione-Turchia-parroco-Istanbul 2020.10.01 Padre-Claudio-Monge-domenicano-missione-Turchia-parroco-Istanbul 

مقابلة مع المسؤول عن مركز الحوار الثقافي في اسطنبول لمناسبة بداية الشهر الإرسالي

لمناسبة بداية الشهر الإرسالي، في الأول من تشرين الأول أكتوبر الجاري، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن الدومينيكاني الإيطالي كلاوديو مونج المقيم في تركيا منذ سبعة عشر عاما، وهو المسؤول عن مركز الحوار الثقافي وخادم رعية القديسين بطرس وبولس في اسطنبول، وبالتحديد في حي غالاتا، حيث يتواجد الرهبان الدومينيكان منذ العام 1233.

قال الأب مونج إنه منذ طفولته شعر دوماً بأن نَفَس الإنجيل لا يجب أن يقتصر على نطاق جغرافي محدد، وأدرك منذ نعومة أظافره أهمية عمل الرسالة بالنسبة للكنيسة لأن الرسالة تصنع الكنيسة وتحْييها، مشيرا إلى أن هذا النشاط لايقتصر فقط على الدعوات الخاصة إنما هو مسؤوليةٌ تُلقى على عاتق كل شخص معمّد. وأضاف أنه ممتنّ جدا لوالدَيه لأنهما علّماه أن المؤمن لا يستطيع أن يبشر إن لم يحاكيه الإنجيل ويختبر العالم ومشكلاته.

وروى أنه في سبعينيات القرن الماضي كان يمضي العطلة الصيفية في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية ليساعد الناس المحتاجين، وفي إيطاليا كان يمد يد المساعدة إلى المهاجرين واللاجئين، لاسيما أولئك الفارين من تشيلي أو ألبانيا. وقال إنه أدرك آنذاك أن الإنجيل ينبغي أن يُوجَّه إلى الأناس كافة، ليصير الأشخاصُ أخوة وأخوات في العالم كله.

بعدها لفت الأب مونج إلى أنه بدأ مسيرته في جماعة تيزيه المسكونية، وشكل ذلك بالنسبة له مسيرةَ حج على درب الثقة، حيث تعلّم أن يضع ثقته بالرب. وقد ساعدته تلك التجربةُ على التعمّق في الإيمان وصب اهتمامه على السر الفصحي. كما تعلّم أن العمل المسكوني يتطلب بناءً صبوراً للوحدة ضمن التنوّع. ولفت أيضا إلى أنه شعر بدعوته إلى الحياة الكهنوتية بفضل الأب الروحي في تيزيه، وهو كاهن كاثوليكي، وُلد بروتستنتيا.

في سياق حديثه عن الحوار المسكوني وما بين الأديان الذي يجريه في اسطنبول، شدد الكاهن الإيطالي على أن إعلان الكلمة والحوار هما جزء لا يتجزّأ من رسالة الكرازة بالإنجيل، معتبرا أنه من الأهمية بمكان أن يتم تحديث فكرة الرسالة، مع أن السلطات في دول شأن تركيا ترفض هذه العبارة، لأنها تمثّل بالنسبة إلى الجهات السياسية والدينية محاولة لفرض منطق ما، ونظرة للحياة تختلف تماما مع نظرة السكان المحليين. وأكد على هذا الصعيد أن العمل من أجل اللقاء مع الآخر وبناء الوحدة يتطلب اكتشاف التنوّع وتثمينه لافتا في هذا السياق إلى أن الرسالة تقتضي أيضا عدم صم الآذان أمام صراخ البشرية وإلا لا نستطيع أن ننقل إلى الآخرين إعلان الإنجيل، وهذا الأعلان لن يكون "الخبر السار" كما تعني كلمة "إنجيل".

لم تخلُ كلمة المسؤول عن مركز الحوار الثقافي في اسطنبول من الإشارة إلى الرسالة التي أصدرها البابا فرنسيس لمناسبة اليوم الإرسالي العالمي 2020، والذي سيُحتفل به يوم الثامن عشر من تشرين الأول أكتوبر الجاري، وقال إن ما كتبه البابا عكس تماماً طابع البشرى السارة، ولفت في هذا السياق إلى أن جائحة كوفيد 19 التي يعيشها العالم تركت أثرها أيضا على كيفية عيش الإيمان. وقال إنه في تركيا، على سبيل المثال، احتفل المسيحيون بعيد الفصح قيد الحجر المنزلي وهذا ما فعله أيضا المسلمون خلال شهر رمضان. لكن هذا التحدي المشترك وحّد مساعي المسيحيين والمسلمين في تخطي هذه الأزمة. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني توقف الأب مونج عند موضوع الأخوّة الإنسانية وتساءل في هذا السياق: هل نستطيع فعلا أن نؤمن بوجود دعوة مشتركة إلى الأخوة الكونية؟ واعتبر أن هذا الأمر يتطلب توجيه نظرة متجددة نحو عالمنا المعاصر، وهي مسيرة طويلة ما نزال اليوم في بدايتها.   

03 أكتوبر 2020, 10:18