بحث

CORRECTION-IRAQ-MOSUL-MUSEUM-ART CORRECTION-IRAQ-MOSUL-MUSEUM-ART 

ترشيح رئيس أساقفة الموصل لجائزة ساخاروف لعام 2020

في السادس عشر من كانون الأول ديسمبر من هذا العام ستُمنح جائزة ساخاروف لحرية الفكر 2020، ومن بين المرشحين لنيلها رئيس أساقفة الموصل المطران نجيب موسى خليل الذي عُرف بالتزامه في الدفاع عن الشعب العراقي والثقافة العراقية خلال تقدم تنظيم داعش.

ففي وقت كان يسيطر فيه تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق من العراق في شهر آب أغسطس من العام 2014 عمل المطران خليل على إخلاء بعض المناطق من السكان المسيحيين، السريان والكلدان، وساعدهم على الانتقال إلى كردستان العراق، كما تمكن من إنقاذ أكثر من ثمانمائة من المخطوطات التاريخية تعود إلى الفترة الممتدة بين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر. ولهذا السبب قرر البرلمان الأوروبي أن يرشح رئيس أساقفة الموصل لجائزة ساخاروف للعام 2020، مع العلم أن هذه الجائزة المرموقة تُمنح سنوياً لأفراد أو منظمات تناضل في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

ولمناسبة الإعلان عن هذا الخبر أجرت وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء مقابلة مع المطران نجيب موسى خليل الذي أكد أن ترشيحه لهذه الجائزة يشكل مدعاة شرف له وتشجيعاً لجميع المواطنين العراقيين، كما أن هذا الأمر يُحيي ذكرى الضحايا الأبرياء. وروى أنه كان يحاول الاختباء من الرصاص فيما كان يُنقذ تلك المخطوطات التاريخية، لافتا إلى أن ترشيحه للجائزة يأتي أيضا بمثابة توقيع على كل صفحة من المخطوطات، وأضاف أنه لن ينسى الضحايا، خصوصا اليزيديين، قائلا إن هؤلاء هم شعب مسالم، عانى من مأساة بكل ما للكلمة من معنى، وتحدث أيضا عن وجود علاقة خاصة تربطه بهم.

تابع سيادته يقول إن عملية إنقاذ المخطوطات والناس إزاء تقدّم مقاتلي داعش في صيف العام 2014 تطلبت جهدا من العديد من الأشخاص. وأوضح سيادته أنه طلب من الله في تلك اللحظات أن يمنحه المزيد من الأرجل والأيدي كي يُنقذ الكتب والناس، على حد سواء، وقد استجاب الله لطلبه فأرسل له العديد من الشبان الذين ساعدوه في هذه المهمة. ولم تخلُ كلمته من الإشارة إلى المساعدة التي قدّمها الكثير من العراقيين، بما في ذلك المسلمون، الذين بذلوا جهودا كبيرة من أجل إنقاذ العائلات المسيحية والحفاظ على التراث الثقافي للعراق.

ومضى رئيس أساقفة الموصل إلى القول إننا نحتاج اليوم إلى سلام حقيقي كي يعيش الجميع جنبا إلى جنب استنادا إلى مبدأ المواطنة، متخطين الحواجز العرقية والدينية، وحذّر أيضا من مغبة خضوع العراق لقوى خارجية ولنفوذ الدول المجاورة، وقال إن هذا أمر غير مقبول، أي أن يُستبدل حضور تنظيم داعش بقوى أخرى على الأرض لا تقل خطورة.

وشدد على ضرورة أن يكون الدفاع عن كرامة الكائن البشري مرفقاً بقيمة التربية والتعليم، أكان في المدارس أم في الكنائس والمساجد، حيث من الأهمية بمكان أن يتم التصدي للحقد بشتى الوسائل، وأن تُنشر الخطابات الإيجابية، خطاباتُ السلام والأخوّة. وأشار سيادته في ختام حديثه لوكالة آسيا نيوز إلى أن التربية تبقى السلاح الأنسب من أجل التصدي لشرور زماننا الحاضر.

ومن المرتقب أن تختار لجنة الشؤون الخارجية وحقوق الإنسان والتنمية في البرلمان الأوروبي ثلاثة مرشحين لجائزة ساخاروف من بين خمسة مرشحين، على أن يُعلن عن أسمائهم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. بعدها سيختار رئيس البرلمان الأوروبي وقادة الكتل السياسية الفائز بالجائزة ليتم الإعلان عن إسمه في الثاني والعشرين من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وسيجري حفل تسليم الجائزة خلال احتفال يُنظم في ستراسبورغ في السادس عشر من كانون الأول ديسمبر.

26 سبتمبر 2020, 09:06