نداء من أجل تحقيق السلام والعدالة في الأرض المقدسة: مقابلة مع البطريرك صبّاح
شاء القادة الكنسيون الثلاثة أن يُطلقوا نداء قوياً وملحّا وأن يرفعوا صلاة عابرة للحدود، متلفظين بعبارات مفعمة بالأمل والرجاء ومرفقة برغبة حازمة في التغيير. وطالبوا بوضع حد للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الطويل الأمد، مشددين على ضرورة أن يبقى تحقيق السلام في الأرض المقدسة هدفاً طارئاً – حتى في زمن جائحة كورونا – وذلك نظرا لأهميته، ليس بالنسبة للسكان المحليين وحسب إنما بالنسبة للجماعة الدولية برمتها.
وكتب البطريرك صباح والأسقفان أبو العسل ويونان في ندائهم المشترك أن الأرض المقدسة مشتعلة اليوم، وهي تعاني من أوضاع الحرب، وينبغي أن تستعيد طابعها المقدس. وأضافوا أن العدالة غابت عن المنطقة، لذا تدعو أرضُ الله جميع الكنائس والحكومات والأشخاص ذوي الإرادة الحسنة إلى التدخل ووضع حد للمأساة التي تعيشها المنطقة.
وأوضح القادة الكنسيون الثلاثة أنهم يطلقون هذا النداء بصفتهم مسيحيين عرب فلسطينيين، يعيشون في الأرض المقدسة منذ زمن العنصرة، وهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المحلي. وطالبوا بتحقيق المصالحة في الأرض المقدسة: مصالحة ترتكز إلى التساوي في الكرامات والحقوق بين جميع الأشخاص، كي لا يقف شعب في وجه شعب آخر. وأكدوا أن جائحة كوفيد 19 التي يشهدها العالم اليوم أبعدت الأنظار عن المشاكل المرتبطة بالعدالة والسلام والقضايا المتعلقة بالحياة والموت.
ولفت صباح وأبو العسل ويونان إلى أنهم يستشعرون بهذه الأزمة الصحية، ويسألون الله أن يرحم الجميع وأن يهب الشفاء للمرضى والمصابين بالفيروس، لكنهم في الوقت نفسه شاؤوا أن يذكّروا بمرض قديم ومن نوع آخر تعاني منه الأرض المقدسة: مرض الألم والظلم المفروضين على الناس. وشددوا على أن الحل لهذا الصراع تضمنته قرارات عدة صدرت عن الأمم المتحدة، مذكرين بأن النسبة الأكبر من الدول تقر بالدولتين. وسطروا أهمية أن تنعم الدولة الإسرائيلية بالأمن وأن تحصل الدولة الفلسطينية على استقلالها، كي يعيش الشعبان جنبا إلى جنب في إطار السلام والعدالة والمساواة والديمقراطية. وتمنى المسؤولون الكنسيون الثلاثة أن يزول الحقد والموت من المنطقة لتحل مكانهما العدالة والمساواة والحياة.
لمناسبة هذا النداء أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع البطريرك الفخري للاتين في القدس ميشيل صباح الذي عبر عن قناعته بأن تحقيق السلام في الأرض المقدسة أمر ممكن، متسائلا لماذا لا تتخذ الأمم المتحدة قرارا بهذا الشأن، خصوصا وأن الحديث عن الدولتين جار منذ سبعين عاما. وأضاف أن الله هو لشعوب العالم كافة، وهو محبةٌ بالنسبة للجميع، لاسيما الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بأن خدمتنا هي خدمة المصالحة. وطلب مساعدة الآخرين في عملية بناء السلام، وبهذه الطريقة – ختم يقول – يمكن أن يقدم الدينُ إسهامه لصالح السلام.