مقابلة مع البطريرك ساكو بشأن تكليف الكاظمي بتشكيل حكومة عراقية جديدة
ويعتبر المراقبون أن تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد أن حصل على ثقة مجلس النواب العراقي، سيساهم بلا شك في إخراج البلاد من النفق المسدود على أثر الأزمة السياسية غير المسبوقة التي نشبت في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي وأُرغم على أثرها رئيسُ الوزراء آنذاك عبد المهدي على الاستقالة من منصبه، وسط الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية العارمة التي لم تخلُ من سقوط ضحايا. وقد منح البرلمان العراقي ثقته للوزراء الخمسة عشر مع أن الحكومة تتألف عادة من أكثر من عشرين وزيرا. لكن حقيبتي النفط والخارجية ما تزالان موضعا للبحث. وما زاد الطين بلة تفشي وباء كوفيد 19 الذي أسفر عن وفاة مائة وشخصين حتى اليوم في العراق، فيما بلغ عدد الإصابات ثلاثة آلاف حالة. رئيس الحكومة العراقي الجديد أعلن في تغريدة تويترية أن الأولويات بالنسبة لحكومته تتمثل في تحقيق الأمن والسيادة والاستقرار والازدهار في العراق.
إزاء هذا التطور السياسي الإيجابي بالنسبة للعراق، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع بطريرك بابل للكلدان لويس ساكو الذي اعتبر أن البلاد تقف اليوم أمام مرحلة جديدة، مع العلم أن غبطته كان قد أطلق الأسبوع الماضي نداءً، دعا فيه إلى تشكيل حكومة وطنية تتميز بالنزاهة والوطنية والاعتدال والوفاء، مشددا على ضرورة أن يبتعد السياسيون عن طموحاتهم الشخصية، ويضعوا أنفسهم في خدمة العراق وأبنائه. وأعرب غبطته عن أمله بأن يتحقق هذا الحلم مؤكدا أن الكاظمي هو رجل نزيه، وليس مرتبطاً بأي من الأحزاب السياسية، وطالما كان منفتحاً على الحوار.
وعلى الرغم من عدم وجود أي وزير مسيحي في الحكومة الجديدة قال بطريرك بابل للكلدان لويس ساكو إن المسيحيين يلعبون دوراً أساسيا في العراق، موضحا أن العديد من المواطنين العراقيين يزورونه ليتحاوروا معه ويعربوا عن تثمينهم وتقديرهم لمواقف الكنيسة. وأضاف غبطته في حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أن وحدة البلاد والتضامن الوطني مسألتان في غاية من الأهمية، وينبغي أن يشارك في تحقيقهما أيضا المواطنون العلمانيون المسيحيون. وختم بالقول إن الفساد موجود في كل مكان، حتى داخل البيئة المسيحية، مع ذلك ينبغي أن يقوم الجميع بواجباتهم.