النائب الرسولي في ليبيا يقول إن الكنيسة تساعد السكان المحليين والمهاجرين
وعلى الرغم من قناعته بأن المؤتمر الأخير بشأن ليبيا والذي عُقد في العاصمة الألمانية برلين مثّل مؤشراً إيجابياً، لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الطريق المؤدية إلى السلام في ليبيا ما تزال طويلة وشاقة، معتبرا أن الدول التي شاركت في المؤتمر مدعوة إلى الالتزام بتعهداتها. وأوضح أن الهدنة التي تم التوصل إليها في ليبيا الشهر الماضي تعرضت لخروقات كثيرة وقال: لقد وقعت مصادمات في العاصمة طرابلس وهذا الأمر ولّد توترات بدون شك. ومطار المدينة يُفتح ويُغلق استنادا إلى الوضع الأمني، لكن لحسن الحظ المدراس والمكاتب ما تزال مفتوحة في وسط العاصمة.
بعدها لفت سيادته في حديثه لهيئة مساعدة الكنيسة المتألمة إلى أن السيناريو الليبي غير المستقر يؤثر على أزمة اللاجئين، ومع ذلك دعا إلى الغوص في عمق هذه الظاهرة وقال إن ليبيا هي عبارة عن نقطة عبور باتجاه القارة الأوروبية، لكنها ليست السبب الكامن وراء أزمة الهجرة، مضيفا أن العديد من اللاجئين يأتون إلى ليبيا قادمين من أفريقيا ما دون الصحراء، لذا لا بد من السعي إلى حل المشكلات القائمة في دول المنشأ إذا أرادت الجماعة الدولية أن تجد حلولاً للأزمة وإلا سيستمر عشرات آلاف الأشخاص في النزوح بحثاً عن مستقبل أفضل، حتى إذا كلّفهم الأمر تعريضَ حياتهم للخطر.
هذا ثم أشار النائب الرسولي في طرابلس إلى أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية تحاول مد يد المساعدة إلى السكان المحليين وإلى المهاجرين الذين يعبرون هذا البلد على حد سواء. وقال: "مواردنا محدودة لكننا نبذل ما في وسعنا من أجل مساعدة الأشخاص من خلال حضورنا قبل كل شيء" وأضاف أن الكنيسة الكاثوليكية بقيت في البلاد خلال فترة الصراع كلها، حتى عندما تركت البلادَ باقي الكنائس وعندما أقفلت الدول الأوروبية سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في ليبيا، وحضورنا هذا يشكل مؤشر تشجيع بالنسبة للمؤمنين.
في ختام حديثه لهيئة مساعدة الكنيسة المتألمة قال المطران George Bugeja إنه سيشارك الأسبوع المقبل في لقاء أساقفة المتوسط المزمع عقده في مدينة باري الإيطالية والذي سيحضره أيضا البابا فرنسيس يوم الأحد المواقف في الثالث والعشرين من شهر شباط فبراير الجاري. وقال سيادته إن هذا اللقاء سيشكل مناسبة ملائمة بالنسبة للأساقفة كي يجروا نقاشاً ويتحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها في أبرشياتهم، ويعضدوا بعضهم البعض ويتعلموا من خبرات الآخرين.