بحث

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  

البطريرك الماروني: يا أيها المسؤولون والسياسيون لا تخيّبوا مرة أخرى آمال شعبنا

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة ألقاها مترئسا القداس الإلهي يوم أمس الأحد: "يا أيُّها المسؤولون والسِّياسيُّون لا تُخيِّبوا مرَّةً أخرى آمال شعبنا، ولا تُرغِموهم على العودة من جديدٍ إلى الشَّوارع والسَّاحات، من بعد أن حيَّيتم حراكهم ورأيتم فيه دفعًا أساسيًّا باتّجاه وضع الورقة الإصلاحيَّة".

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي يوم أمس الأحد الثالث من تشرين الثاني نوفمبر في كاتدرائية مار جرجس في صربا – لبنان، لمناسبة اختتام يوبيل المئة وخمسين سنة على بنائها. وفي عظة ألقاها تحت عنوان "أنتَ الصَّخرَةُ، وعلى هذه الصَّخرةِ أَبني كنيستي" (متى18:16)، قال البطريرك الماروني "على صخرة إيمان سمعان بطرس بنى المسيح الرّبّ كنيستَه. وهي تنمو وتَكبر وتَنتشر بإيمان أبنائها وبناتها. يُشبِّهها ببيتٍ حجريٍّ، لكنَّها "بيتُ الله الرّوحيّ"، والمؤمنون والمؤمنات "حجارته الحيَّة". يَجتمعون في "بيت الله" الحجريّ ليعبدوه، ويؤلِّفوا بيته الرُّوحيّ كجماعةٍ مؤمنةٍ. في هذا البيت الحجَريّ، الذي هو كنيسة الرَّعيَّة يُتاح لكلِّ مؤمنٍ ومؤمنة أن يُصبِح "هيكل الله الرُّوحيّ"، بفعل الكلمة، ونعمة الذّبيحة المقدَّسة، وحلول الرُّوح القدس، وطعام جسد الرَّبّ ودمه." وأضاف غبطته "يُسعدنا أن نجتمع اليوم، كجماعةٍ مؤمنةٍ، في أحد تقديس البيعة وبداية السَّنة الطَّقسيَّة، لنحتفل بهذه اللّيتورجيَّا الإلهيَّة في كنيسة الله الحجريَّة التي هي على اسم القدّيس جرجس، هنا في صربا، ولنحيي عيد شفيعها ولنختتم يوبيل المئة وخمسين سنة على بنائها". ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال البطريرك الراعي في عظته: "الشَّباب اللّبنانيّ الذي قام بالحراك الحضاريّ، الرّافض للفساد لدى الجماعة السّياسيَّة، والمُطالبِ بحكومةٍ جديدةٍ توحي الثِّقة، وتُحقِّق الإصلاحات اللّازمة في الهيكليّات والقطاعات، والنّهوض الاقتصاديّ والماليّ، والعدالة الاجتماعيَّة، وتضمن مستقبله في وطنه، لا يَقبل بأنصاف الحلول، ولا يُصدِّق بعد الآن الوعود. وقد قال بالفم الملآن المعتصمون في جميع المناطق اللّبنانيّة بشبابهم وكبارهم، أنَّ لا ثقة لهم بالسِّياسيِّين. فلم يجرؤ أحدٌ من هؤلاء على الانضمام إليهم. الشَّعب يُطالِب بحكومةٍ حياديَّةٍ مصغَّرةٍ من شخصيَّاتٍ لبنانيّةٍ معروفةٍ بقيمها الأخلاقيّة وإنجازاتها الكبيرة، وبتحرّرها من الرّوح المذهبيَّة والطائفية والانتماء الحزبيّ والسِّياسيّ. فتُباشر للحال في تنفيذ الورقة الإصلاحيَّة. فيا أيُّها المسؤولون والسِّياسيُّون لا تُخيِّبوا مرَّةً أخرى آمال شعبنا، ولا تُرغِموهم على العودة من جديدٍ إلى الشَّوارع والسَّاحات، من بعد أن حيَّيتم حراكهم ورأيتم فيه دفعًا أساسيًّا باتّجاه وضع الورقة الإصلاحيَّة". ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته يقول "وأنتم، أيُّها الشَّباب والكبار الذين اعتصمتم كمواطنين موحَّدين تحت راية الوطن، ومتجاوزين كلَّ انتماءٍ طائفيٍّ ومذهبيٍّ وحزبيٍّ، لا تخسروا هذا المكسب الكبير. أُرفضوا كلَّ اصطفافٍ ينال من وحدتكم، وتصرَّفوا بحكمةٍ وفِطنةٍ تجاه كلٍّ من يستدرجكم للعودة إلى الانقسامات الفئويَّة. فمطالبكم والقضيَّة اللّبنانية تُوحِّدكم، ولبنان يعلو فوق كلّ اعتبار، لأنَّه بدولته القادرة يؤمِّن الخير للجميع، والخير الفائض. كلُّهم يَخشَون نهاية مصالحهم، أمّا أنتم فتخشون القضاء على بلدكم ووطنكم".

04 نوفمبر 2019, 13:15