بحث

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  

البطريرك الماروني يقطع زيارته الرعوية إلى افريقيا الوسطى والغربية للعودة إلى لبنان لمواكبة التطورات على الساحة المحلية

صدر عن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي اليوم السبت التاسع عشر من تشرين الأول أكتوبر 2019 بيان جاء فيه أنه "نظرًا للمرحلة الدقيقة التي يشهدها لبنان ويمر بها الشعب اللبناني قرر غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قطع زيارته الراعوية الى ابرشية سيدة البشارة في افريقيا الوسطى والغربية والعودة الى لبنان لمواكبة التطورات المستجدة على الساحة المحلية سائلًا الله ان يحل الأمان والاستقرار والطمأنينة على بلدنا الحبيب لبنان".

هذا وقد عبّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من لاغوس في نيجيريا "عن فخره بالجاليات اللبنانية أينما وجدت في بقاع الارض لما تكتنزه من قدرات وتحققه من انتصارات في عملها ومهاراتها ومساهمتها بشكل رئيسي وكبير في البلدان المضيفة ومن دعم للبنانيين في لبنان". ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته "أن لقاءنا مصحوب بجرح كبير في قلوبنا لما جرى ويجري في وطننا الحبيب لبنان اليوم. نحن هنا نزور رعايانا لنتشارك وإياها تطلعاتها وتمنياتها بمستقبل أفضل ولكن قلبنا مع اخوتنا في لبنان ومع الشعب اللبناني الذي يعبر عن وجعه وجوعه ومرارته وفقدان ثقته الكاملة بالسياسيين الذين أوصلوه الى هذا الواقع المر. نعم لقد تضامنا معهم بمطالبهم ولكن اشدد على اننا لسنا متضامنين ابدا مع أحد بإحداث الخراب والاعتداء على الأشخاص وعلى الأملاك العامة والخاصة ولسنا متضامنين ابدا مع من يقود التظاهرات الى مسار سلبي لا يعبر عن حضارة شعبنا. وهنا أوضح من جديد نحن متضامنون معهم بالمطالب المحقة ولكننا نرفض بشكل مطلق وقاطع ما حصل من اعتداءات وإساءات للأشخاص وتشويه للعاصمة بيروت ونحن ضد الوسيلة الهمجية التي استعملت من قبل البعض، لأننا نعي جيدا دور الطابور الخامس في مثل هذه التحركات وهو يريد الدمار والخراب ونحن ضده بشكل واضح وعلني".

أضاف البطريرك الراعي "كما اننا نود القول انه لطالما نبهنا وقلنا لا سيما في خلال المرحلة التي سبقت تأليف الحكومة والتي استمرت لنحو ثمانية اشهر ان تسمية الحكومة بحكومة الوحدة الوطنية لا يعني انها حكومة وحدة وطنية فهي لن تتمكن من تحقيق اي إنجاز لانها تشكلت من أخصام سياسيين أرادوا تصفية الحسابات فيما بينهم واتفقوا على امر واحد وهو المحاصصة في أموال الدولة وتغطية الفساد المشترك الذي اوصلنا الى هنا مع خزينة فارغة. لبنان لا يقوم بهذا الشكل وانما هو بحاجة لطريقة أخرى نحن في حالة نزاع وحالة استثنائية ونحن بأمس الحاجة الى ابطال الى أشخاص يتسمون بنظافة السيرة والكف وهدفهم القيام بلبنان وليس الاستفادة من الدولة ومقدراتها المادية على حساب الشعب".

وتابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "هذا جرحنا جميعا ونأمل ان يقر المسؤولون في لبنان بأخطائهم وفشلهم ويكونوا على مستوى المسؤوليات التي أوكلت اليهم ويعرفوا انهم هم من أوصل البلاد الى هذه الحالة وعليهم ايجاد الطرق الناجحة للإصلاح. هذه مطالب نضعها أمام ضمائرهم ومسؤولياتهم. حرام ان يتحول شعبنا اللبناني الأبي والنبيل الذي يعيش بكرامة الى شعب يحرق الإطارات ويقطع الطرقات وينفذ الإضرابات والتظاهرات. هذا ليس الشعب اللبناني. لان الشعب اللبناني في الأصل هو الشعب المنتج المعطاء والخلاق. لذلك نرفض ان يجعلوه شعبًا مذلًا ومذلولا بهذا الشكل. صلاتنا لكي يلهم الرب المسؤولين للخروج من هذه الأزمة ويلهم شعبه لكي يتحمل هذه الأزمة ليتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها لا سيما بوجود أشخاص ثقافتهم الهدم والخراب .ايماننا كبير بوطننا لبنان وهو يمر بازمة ولكنها قابلة للحل فالأسباب التي أوجدتها لا بد من تصحح وتعالج بالحلول اللازمة".

19 أكتوبر 2019, 13:31